روحاني: كل أوروبي يدين لنبّي الإسلام لأنه كان معلّم الإنسانية

فرنسا تتحدث عن «تهديد إرهابي متنامٍ»... ولن تتراجع وأردوغان يصف رسمه الكاريكاتوري بـ «الهجوم الحقير»

إيرانيات يشاركن في احتجاج قرب السفارة الفرنسية في طهران أمس تنديداً بالمواقف الفرنسية تجاه الإسلام          (رويترز)
تصغير
تكبير

أكدت فرنسا، أنها «لن تتراجع أبداً عن مبادئها وقيمها» رغم «محاولات زعزعة الاستقرار والترهيب»، منوهة بـ«الوحدة الأوروبية الكبيرة» حول قيمها في مواجهة انتقادات تركيا ودول مسلمة للرسوم المسيئة للإسلام، في إسبوعية «شارلي إيبدو» الساخرة، والتي لم تتوانَ أمس، عن نشر رسم كاريكاتوري على غلافها، للرئيس التركي جالساً بملابسه الداخلية ممسكاً بمشروب مع امرأة ترتدي الحجاب، ما اعتبره رجب طيب أردوغان، «هجوماً حقيراً» من جانب «أوغاد».

وقال الناطق غابريال أتال عقب اجتماع الحكومة أن فرنسا، التي تسعى لفرض عقوبات أوروبية على تركيا، «تتعرض لتهديد إرهابي متنامٍ في الأيام الأخيرة، تغذيه دعوات كراهية»، لكن ذلك «يعزز إرادتنا في مكافحة الإسلام المتطرف وكل أوجهه بلا هوادة».

وفي تغريدة، أعلن وزير الداخلية جيرالد دارمانان، أن مجلس الوزراء حلّ، جمعية «بركة سيتي» التي لها «علاقات داخل التيار الإسلامي المتطرف».

وقال إن المنظمة غير الحكومية التي يرأسها إدريس يمو المعروف باسم إدريس سي حمدي «تحرض على الكراهية ولها علاقات داخل التيار الإسلامي المتطرف كانت تبرر الأعمال الإرهابية».

وأعلن المندوب الحكومي لمحاربة العنصرية فريديريك بوتير لـ«فرانس برس»، أمس، أنه أبلغ القضاء الفرنسي بتغريدة لنائب وزير الثقافة التركي سيردار جان، استخدم فيها نعت «الأوغاد» ليصف «شارلي إيبدو».

وفي تغريدة نُشرت مساء الثلاثاء، كتب سيردار جان، بالفرنسية «شارلي إيبدو أنتم أوغاد... أنتم أبناء كلاب».

وقال بوتير: «ثمة أمر غير لائق في السياق الحالي ومحاكمة هجمات شارلي إيبدو (التي بدأت في سبتمبر) ومأساة اغتيال صمويل باتي (أستاذ التاريخ الذي قتل في 16 أكتوبر) من أجل صب الزيت على النار بتهديد هيئة تحرير شارلي إيبدو».

وفي أنقرة، اعتبر الرئيس التركي تصويره كاريكاتورياً، بأنه «هجوم حقير» من جانب «أوغاد». وقال «لم أنظر إلى هذا الرسم (...) لا داعي لقول أي شيء عن هؤلاء الأوغاد».

وأضاف: «غضبي ليس ناجماً عن الهجوم الحقير ضد شخصي، إنما عن إهانة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)».

ورأى أن الغرب «يتجه مرة أخرى لفترة بربرية» ووصف القوى الاستعمارية بأنها مجموعة من «القتلة» بسب سجلهم التاريخي في أفريقيا والشرق الأوسط.

وتابع أردوغان «يريدون حرفياً إعادة إطلاق الحملات الصليبية. منذ الحملات الصليبية، بدأت بذور الشر والكراهية تتساقط على تلك الأراضي (المسلمة) وكان هذا هو الوقت الذي تبدد فيه السلام».

وأعلنت مديرية الاتصال في الرئاسة التركية في بيان باللغة الفرنسية، أنه «سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية والديبلوماسية اللازمة ضد الرسم الكاريكاتوري»، بينما فتحت النيابة العامة تحقيقاً يستهدف مسؤولي المجلة.

ووصف كبار المسؤولين الأتراك، الرسم بأنه «محاولة مثيرة للاشمئزاز» من الأسبوعية «لنشر عنصريتها الثقافية وكراهيتها».

وغرد الناطق باسم الرئاسة إبراهيم كالين «ندين بشدة ما نشر عن رئيسنا في المجلة الفرنسية التي لا تحترم أي عقيدة أو قدسية أو قيم».

واعتبر رئيس دائرة الاتصالات في الرئاسة فخر الدين ألتون، إن «أجندة ماكرون المناهضة للمسلمين تؤتي ثمارها!».

وفي السعودية، جدد مجلس الوزراء، في جلسته الأسبوعية التي انعقدت، ليل الثلاثاء - الأربعاء، عبر الاتصال المرئي برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، «رفض المملكة لأي محاولة للربط بين الإسلام والإرهاب، واستنكارها للرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم أو أي من الرسل عليهم الصلاة والسلام، وإدانتها ونبذها لكل عمل إرهابي أو ممارسات وأعمال تولد الكراهية والعنف والتطرف، والتأكيد على أن الحرية الفكرية وسيلة للاحترام والتسامح والسلام»، وفق ما أوردت «وكالة واس للأنباء».

وفي طهران، حذّر الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، من أن الإساءة قد تشجع على «العنف وإراقة الدماء»، داعياً «الغرب إلى وقف التدخل في الشؤون الداخلية للمسلمين».

وقال خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة، إن «إهانة النبي ليست عملاً بطولياً، هي عمل غير أخلاقي، هي تشجيع على العنف. إثارة مشاعر الملايين والمليارات حول العالم، من المسلمين وغير المسلمين، هذا ليس عملاً بطولياً».

وشدد على أن «إهانة القائد (النبي) هي إهانة لكل المسلمين، لكل الأنبياء، لكل القيم الإنسانية»، معتبراً أن «كل أوروبي يدين لنبّي الإسلام لأنه كان معلّم الإنسانية».

وأعربت الحكومة الموريتانية الثلاثاء، عن «استيائها الكبير» للهجمات التي تستهدف الإسلام «بدعوى حرية التعبير»، مندّدة في الوقت نفسه «بكلّ إرهاب للأبرياء يرتكب باسم الدين».



بريطانيا تدعو «الناتو» للدفاع عن حرية التعبير

لندن - رويترز - دعا وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) للوقوف معاً دفاعاً عن قيم التسامح وحرية التعبير في توبيخ مستتر لتركيا العضو في الحلف التي تدعو إلى مقاطعة البضائع الفرنسية.

وقال راب في بيان: «بريطانيا متضامنة مع فرنسا والشعب الفرنسي في أعقاب القتل المروع لصامويل باتي». وأضاف «الإرهاب لا يمكن ولا يجب أن يكون مبرراً».

وتابع أن «أعضاء حلف شمال الأطلسي والمجتمع الدولي الأوسع يجب أن يقفوا كتفاً بكتف وراء القيم الأساسية للتسامح وحرية التعبير وألّا نمنح الإرهابيين أبداً شرف شق صفوفنا».

منفذ هجوم ملهى باماكو: انتقمنا من رسوم «إيبدو»

باماكو - أ ف ب - اعترف الجهادي الموريتاني فواز ولد أحمد، الملقب «إبراهيم 10» بأنه منفذ الاعتداء على ملهى «لا تيراس» في عاصمة مالي، باماكو، ما أسفر عن سقوط خمسة قتلى في مارس العام 2015، مؤكدا أنه «فخور» لأنه عمل «انتقاماً» لنشر صحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية رسوماً مسيئة للإسلام.

وقال «ابراهيم 10»، أمام محكمة الجنايات في باماكو في اليوم الثاني من محاكمته أمس، «نحن فعلنا ذلك (الجماعة الجهادية) المرابطون. لا نخجل من ذلك بل نفخر به. انتقاماً للنبي (صلى الله عليه وسلم) بعد ما فعلوه في شارلي إيبدو. إنها الصور. إنها الرسوم الكاريكاتورية».

وأضاف مساعد الزعيم الجهادي الجزائري مختار بلمختار «للأسف لم ينته الأمر ومازال مستمرا»، في إشارة إلى الاستياء الذي ساد العالم الإسلامي جراء تأكيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه لن يتخلى عن الرسوم المسيئة.

ورداً على سؤال لرئيس المحكمة سولي مايغا «كيف نفذتم ذلك؟»، قال: «كالعادة»، متحدثاً بالتفصيل عن طريقة تنفيذ الهجوم على الملهى الذي قتل خلاله فرنسيا وبلجيكيا وثلاثة ماليين ببندقية هجومية.

وقال إنه أطلق النار على «ظهر رجل أبيض» عند الشرفة بعدما ذهب إلى المراحيض ليضع لثاماً ويخرج رشاش الكلاشنيكوف. وقد دهش لأنه تمكن من العودة إلى المنزل بعد الهجوم بسيارة أجرة بلا أي عقبة. وتابع: «كل الكفار الذين ماتوا يستحقون ذلك».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي