من المقرّر إجراء انتخابات في برشلونة خلال ثلاثة أشهر
بارتوميو أخيراً... يرفع «الراية البيضاء»
مدريد - أ ف ب - يتوجّب على نادي برشلونة الإسباني، استعادة الثقة بعدما غرق منذ يناير الماضي في أزمة عميقة، يأمل جمهوره أن تكون قد وصلت إلى خواتيمها السعيدة، بعد استقالة رئيسه جوزيب ماريا بارتوميو ومجلس الإدارة.
وعلى الرغم من نفيه تقديم استقالته قبل يوم واحد، إثر استهدافه بتصويت لسحب الثقة منه، رفع بارتوميو أخيراً الراية البيضاء، بعد تعرّضه لانتقادات لاذعة من الجماهير، اللاعبين وأعضاء مجلس الإدارة.
قبل 24 ساعة من قراره، قال بارتوميو: «أعتقد أنها ستكون أسوأ لحظة للتخلّي عن بارسا»، لكنه لم يتأخر بإعلان الاستقالة راضخاً للضغوط والأمر الواقع «قرار مدروس، هادئ ومشترك وافق عليه جميع أعضاء مجلس الإدارة».
ودافع عن نفسه، بقوله: «كان شرفاً لي خدمة النادي كإداري ورئيس.
حاولت تحمّل مسؤولية المنصب بأمانة».
وتمكن المعارضون (بينهم عدد من المرشحين للانتخابات الرئاسية للنادي المقرّرة في 20 مارس 2021) من جمع أكثر من 16521 توقيعاً ضرورياً من الأعضاء (المشجعين-المساهمين) لتفعيل مسلسل العزل.
وكان بارتوميو انتخب رئيساً للنادي العام 2014، وأحرز الفريق في عهده، بطولة الدوري 4 مرات، ودوري ابطال اوروبا مرة واحدة (2015).
ومن المقرر إجراء انتخابات في غضون 3 أشهر، مع تولي مجلس إدارة موقت المسؤولية.
وشهدت ولاية بارتوميو، توترات كبيرة في النادي، على غرار فقدان النجم البرازيلي نيمار المنتقل إلى باريس سان جرمان الفرنسي، ثم اختيار بدلاء غير مقنعين له، التعاقد مع شركة اتهمت بتلميع صورة الإدارة على حساب اللاعبين في وسائل التواصل الإلكتروني، النزاع بين قائد الفريق الأرجنتيني ليونيل ميسي، والمدير الرياضي، الفرنسي إريك أبيدال، قبل إقالته لاحقا، وأزمة تخفيض الرواتب في خضم فيروس «كورونا».
كان العام 2020 كارثيّاً على برشلونة على الاصعدة كافة، فيما أتت الاستقالة بعد خسارة رمزية أمام الغريم التاريخي ريال مدريد 1-3 في الدوري، وفي عقر داره ملعب «كامب نو».
لكنها لم تكن أثقل الخسائر في 2020 لـ «بلوغرانا»، فقد تعرّض للإذلال أمام بايرن ميونيخ الألماني 2-8 في ربع نهائي دوري الأبطال، لينهي أول موسم له في 6 سنوات دون إحراز أي لقب.
أثّرت أزمة تفشّي الفيروس في البلاد كثيراً على مالية النادي أيضاً، فقد أقرّ مجلس الإدارة، موازنة 2020-2021 مع الكثير من التخفيضات، وذلك بعد الاعلان عن خسائر بلغت 97 مليون يورو الموسم الماضي، وتعميق مجمل الديون إلى 488 مليوناً.
ضربة أخرى لنادٍ مُثقل بالديون (200 مليون يورو كربح فائت منذ بداية الحَجْر، زائد صافي الدين بنحو 200 مليون منذ بداية 2019).
طلب النادي من لاعبيه التفاوض مجدّداً على تخفيض رواتبهم، وذلك بعد التخلّص من عدد من أصحاب الرواتب الكبيرة على غرار البرازيلي أرثر، الكرواتي إيفان راكيتيتش، التشيلي أرتورو فيدال والأوروغوياني لويس سواريز.
وكاد بارتوميو يفقد «الأسطورة الحيّة» في النادي، ميسي، الذي طلب صراحة الرحيل مجاناّ الصيف الماضي وفسخ عقده من جانب واحد، معبراً عن خيبة أمله من النتائج وقرارات الإدارة على غرار أسلوب التخلّي عن صديقه سواريز.
لكن ميسي عدّل عن قراره لخوض موسمه الاخير بعد ضغوط كبيرة من الإدارة، خصوصا لناحية إجباره على دفع بند جزائي جدلي في عقده.