أنت عملت هذا الموقف، طيب تغيرت، لا أنت ضايقتني، طيب تغيرت، أنت ما تتغير، طيب تغيرت؟
هل نتغير فعلاً؟
سؤال مهم يجب أن نتوقف عنده، هل من سبب لنا جرحاً أو شرخاً عاطفياً قد يتغيّر، وهل عندما يتغيّر سنتمكن من مسامحته؟ هل المشاعر التي تلوّثت قد تعود صالحة للاستخدام؟ أسئلة كُثر أُسأل بها يومياً، الجميع يبحث عن الإجابة في رأي مختص أو رأي حكيم.
والإجابة الحقيقية والفعلية موجودة داخله.
فالتسامح مركب قوة كبير، يبحر في منعطفات الخلافات، ويتعرض لعواصف النزاعات وقد تتحطم عند حده الآراء، إلا أن كل ما سبق عوامل تؤثر على المركب الذي هو التسامح، لكن لا تؤثر على القبطان الذي هو أنت، أنت من تعرف وجهتك وتعرف قراءة طريقك في الحياة، الفرص الثانية جميلة مع الحذر وأخذ العبرة من الفرصة الأولى الضائعة، من جاءك مدّعياً التغيير لاحظ سلوكه ومشاعره وانفعالاته، إن وجدتها قد ناسبتك في استعدادك النفسي وقدرتك الانفعالية وقبولك الإنساني، فسامح وافصح وابدأ من جديد.
أما إذا كنت غير مستعد لتقبل تغييره، فأرجوك لا تقسو على شخص رغب في التغيير، وأقفلت أبواب الحياة في وجهه واتهمته بشيء تاب هو منه وقيدته أنت به إلى الأبد.
كن راقياً مع أولئك الذين لديهم استعداد لتصليح مساراتهم للتغيير، من أجل بداية جديدة.
فعندما نقفل باباً واحداً أمامهم قد يعودون أسوأ من قبل.
وقد لا تتأثر أنت، ولكن سيتأثر أحد غيرك سينقل الأثر لك.
لنكن متسامحين بحذر.
وعافين عند المقدرة.