«بعد (بنت الوطن) مع يارا... عمل جديد لفضل شاكر»
إبراهيم الغانم لـ «الراي»: الأغاني الهابطة... لا تدوم
- مع حبي لماجد المهندس... لكنني لا أقلّده
فيما اعتبر أن الفن العراقي هو «المُتربع» حالياً على عرش الغناء العربي، قال الملحن والمطرب إبراهيم الغانم إن الأغاني الهابطة والمبتذلة لا تدوم، «بل إنها أيام وتختفي ولا تعود أبداً، وفي النهاية لا يصح إلّا الصحيح».
الغانم، كشف في حوار مع «الراي» عن تعاون يجمعه بالفنان اللبناني فضل شاكر، قال إنه سيبصر النور قريباً، مشيداً بتجربته الأخيرة مع الفنانة يارا في أغنية «بنت الوطن»، التي أهدتها إلى المملكة العربية السعودية في يومها الوطني.
ونفى تقليده لمواطنه الفنان ماجد المهندس في الأداء والإحساس، مؤكداً أنه لا يجيد التقليد أبداً.
• في البداية، نود التعرف على الملحن والمطرب إبراهيم الغانم، فمن هو؟
- ملحِن قبل أن أكون مُطرباً، ورغم أنني أعشق الغناء لدرجة كبيرة جداً إلا أن التلحين بالنسبة إليّ يأتي في المقام الأول دائماً.
وكأي مُحب للفن والموسيقى فقد درستُ في «جامعة البصرة - كُلية الفنون الجميلة قسم الموسيقى» كما حصلت على شهادة البكالوريوس بعد ذلك.
• متى بدأ مشوارك في ساحات الغناء؟
- بدأ مشواري الفعلي بعدما قدمت مجموعة من الألحان لفنانين رائعين.
هنا استهواني الشعور الغريب والجميل بدعم من الإخوة والأصدقاء المقربين، فالألحان كانت قبل الغناء بفترة ليست ببعيدة.
• ما هو أول عمل لك كملحن وما أول أغنية قدمتها بصوتك؟
- أول لحن كان مع فنان عراقي شاب اسمه علي رشيد، وهو من الأصوات الجميلة التي ظهرت أخيراً، حيث شارك في أحد برامج المواهب المعروفة، لكن الأغنية لم تأخذ صداها وقتذاك، وكانت بعنوان «وين أحبابي يا روح»، ومن بعدها توالت الأعمال.
أما كأول عمل قدمته بصوتي فهو بعنوان «من وقت خانوا» وهو من توزيع الفنان زيد نديم ومن كلمات الشاعر علي منشد.
• صدح صوت الفنانة اللبنانية يارا أخيراً بأغنية «بنت الوطن» من ألحانك، وهي من كلمات الشاعر عبدالله بن سعد آل سعود، فكيف تم التعاون بينكم؟
- أولاً أشكر الإخوة القائمين على العمل في شركة الياسري للإنتاج الفني في دبي، والتي يمثلها الأخ صلاح الياسري الذي أحييه على المجهود الرائع الذي قام به، فالأغنية لم تأخذ سوى يوم ونصف اليوم على التنفيذ، لأننا كنا ملتزمين بوقت قصير جداً، وكذلك الشكر موصول للأخ الرائع روبير فخري الذي بذل مجهوداً لإنجاز العمل، وللشاعر عبدالله بن سعد بن عبدالعزيز آل سعود على الثقة والكلام الطيب.
والحمدلله فقد أنجزنا العمل مع الصوت الرائع الفنانة يارا، وهذا أقل ما نقدمه للإخوة والأشقاء السعوديين لمناسبة يومهم الوطني، وإن شاء الله هناك تعاونات أخرى مع الشاعر عبدالله خلال الفترة المقبلة.
• طرحت قبل فترة أغنية «يا عين» التي صاغ كلماتها الشيخ سعيد بن ثاني آل مكتوم، والتي لحنتها بنفسك، فكيف وجدت أصداء تلك الأغنية؟
- للأغنية قصة جميلة، حيث اتصل بي الأخ وعازف العود الفنان الرائع صادق جعفر، وقال لي إن هناك نصاً للشيخ سعيد بن ثاني آل مكتوم بالفصحى، وبصراحة وكما يعرف الجميع أن الفصحى لها مكان ثانٍ في الألحان لم أجربه بعد، لكن الحمد لله تم تسجيل العمل بنجاح وكانت تجربة جميلة ولاقت أصداء جيدة جداً.
• هل تهتم كثيراً بالتعاون مع هذه الأسماء المهمة؟
- التعاون معهم مهم جداً، وأعتبرها إضافة جميلة لكل فنان.
فقد لاحظنا منذ فترة بعيدة طريقة صياغة الكلام وحتى موضوع النص نفسه في تلك القصائد، فأنا من محبي هذه النصوص جداً، وأشعر بأنها قريبة إلى قلبي، فهناك الكثير من الشعراء الرائعين سواء في الخليج أو في العراق، فلكل شاعر أفكاره وموضوعاته، وحتى إن حصل التشابه في المواضيع المطروحة غير أن محتوى النص يختلف من شاعر لآخر.
• تعتبر أغنية «تاليها وياك» من الأغاني الكلاسيكية الجميلة التي توليت أنت مهمة تلحينها، وغنتها الفنانة شيخة العسلاوي، فهل تنحاز إلى اللحن الهادئ والرومانسي دون غيره من الألحان السريعة والصاخبة؟
- كل الأعمال التي قدمتها هي قريبة لقلبي جداً، وأغنية «تاليها وياك» التي كانت بصوت الفنانة شيخة العسلاوي احتوت على مضمون في الكلام استهواني، فقررت أن يكون جو الأغنية رومانسياً وإيقاعياً، ولكن ليست الرومانسية المعتادة.
هناك أعمال رومانسية حازت حب الجمهور، وفي المقابل توجد أعمال راقصة حازت إعجاب الجمهور.
عن نفسي أفضِّل تقديم الاثنين الرومانسي والإيقاعي إن صح التعبير وليس الصاخب، وهذا كله يعتمد على الكلام والنص الذي أمامك.
• يتميز صوتك بإحساس عالٍ جداً حين تشدو باللهجة العراقية، يشبه إلى حد ما صوت وإحساس الفنان ماجد المهندس، فهل تتعمد هذا الشيء؟
- أبداً.
لا أجيد التقليد وبعيد عنه تماماً، كما لا أتعمد أن تكون طريقتي في الغناء بالطريقة نفسها للفنان ماجد المهندس، مع حبي واعتزازي به، غير أن الصوت والإحساس بيننا مختلفان.
المفروض أن تكون لكل فنان الشخصية التي تجعله مختلفاً عن الفنان الآخر، الصوت والإحساس من عند الله، ولربما يكون صوتي مألوفاً عند الناس، إلا أن أسلوبي في الغناء يختلف كلياً عن أي فنان آخر.
• أيهما أقرب إليك، التلحين أم الغناء؟
- التلحين هو أساسي وحبي الكبير، وأستمتع جداً عندما أكون لوحدي وأفكر في جملة لحنية تضفي رونقاً وجمالاً على النص، فالألحان هي ابتكار لما يجول بخاطر الملحن من صياغة جمل لحنية جديدة، أما الغناء فهو متملكني منذ الصغر، منذ فترة دراستي في المرحلة الابتدائية مروراً بالثانوي فالجامعة.
الغناء موهبة فطرية وكذلك الألحان.
• هل تتبع أسلوب الفنان كاظم الساهر، لكونه لا يغني إلا من ألحانه؟
- لست ضد فكرة الفنان كاظم الساهر، لكن التنوع مطلوب.
شخصياً أحب الاستماع لألحان الآخرين، وهناك أعمال تصل إليّ، لكنني أعرف ماذا أختار، وأعرف ما الشيء الذي يكون قريباً لشخصيتي من ألحاني.
• يحظى العراق بكوكبة من الشعراء والملحنين الكبار، فهل يشكِّل هذا الأمر عائقاً بالنسبة إليك، أم أنه يزيد من إصرارك على التحدي والمنافسة؟
- بكل مجال هناك تحدٍ من نوع آخر.
أنا فخور جداً بما يقدمه العراق من شعراء وفنانين وملحنين، وأبداً لم يكن أمامي عائق، فالجمهور يسمع للكل وإذا كانت فئة من الناس تحب إبراهيم وأسلوبه بالغناء والألحان، ففي الجهة المقابلة فئة أخرى لا يستمعون إلى صوتي وألحاني لأن الناس أذواق.
أنا أقدم شيئاً وملحن آخر يقدم شيئاً مختلفاً، وهكذا.
المهم أنه تربطني علاقة طيبة مع الجميع من ملحنين أو شعراء أو موزعين، والإصرار على تقديم الجديد، هو الهدف الحقيقي بالنسبة إليّ.
• برأيك، لماذا لا تدوم الأغنية العراقية الشبابية أكثر من بضعة أسابيع؟
- الأغنية العراقية هي تاريخ حافل بالنجاحات، ولكن دائماً هناك انتكاسات تلقي بظلالها على الساحة الفنية. طبعاً أنا ضد الأعمال المبتذلة والهابطة، بيد أنه لا يختلف اثنان على أن الأغنية العراقية هي المتربعة حالياً والأكثر انتشاراً، فهناك مجموعة ارتقت بالفن العراقي وأوصلته إلى القمة، ونرى مجموعة أخرى شوّهته، لما تقدمه من أعمال غير هادفة لا تدوم طويلاً، بل إنها أيام وتختفي ولا تعود أبداً، وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح.
• هل ترى أن الفنانين الشباب، مثل محمد السالم وقائد حلمي ونصرت البدر وغيرهم، يمثلون الأغنية العراقية الحقيقية؟
- الأغنية العراقية لا يمثلها فنان واحد أو اثنان أو ثلاثة، حتى لا نبخس حق من يقدم أعمالاً رائعة.
مع اعتزازي بالأسماء التي ذكرتها. كل فنان قدم ويقدم ما لديه، وبالتالي فإن الجمهور هو الذي يسمع ويقرر. العراق لديه مدارس بالفن وهناك عدد لا يحصى من مطربين وملحنين أسهموا في بناء الفن العراقي، ويجب ألا نحصر اسماً أو اسمين فقط ونقول هؤلاء هم من يمثلون الفن العراقي.
• ماذا لديك من أعمال جديدة تعكف على تحضيرها حالياً؟
- لديّ سلة من الأعمال بعضها جاهزة وبعضها الآخر في طور التحضير، فهناك تعاونات مع الفنان حسام كامل ومع الفنان أحمد علوي، كما لديّ عمل قادم مع الفنان فضل شاكر، وأسماء كثيرة مع فنانين من الخليج والعراق، وإن شاء الله نطمح بأن يكون القادم أفضل.