No Script

ميلان... والطريق الصحيح

تصغير
تكبير

الإدارة الناجحة، الشخصية القوية، الثقة والقراءة الصحيحة للمباريات، عناصر أربعة افتقدها نادي ميلان الإيطالي لكرة القدم، منذ 7 مواسم، قبل تفشّي جائحة «كورونا»، التي عانى منها عالم الساحرة المستديرة في الأشهر الأخيرة، لتقلب الأمور رأساً على عقب، وتُعيد النادي الأسود والأحمر إلى الواجهة مجدّداً.

أحداث عدة يعيشها الـ«روزينيري» الغارق في أزماته المالية في السنوات الأخيرة، والتي جعلته بعيداً عن اختيارات غالبية النجوم الكبار، الباحثين عن المجد والتواجد في البطولة القارية الأهم، وهي دوري أبطال أوروبا.

فالنادي العريق يتربع راهنا على صدارة الترتيب في «سيري آ» من دون أي خسارة، ضارباً بالتوقعات، قبل بداية الموسم، عرض الحائط، بعد أداء متوازن وجيد من اللاعبين كافة، بقيادة النجم السويدي المخضرم زلاتان إبراهيموفيتش، العائد إلى أوروبا بعد تجربة طويلة نسبياً في الولايات المتحدة، في تحدٍ أثبت خلاله علو كعبه على الرغم من سنينه الـ 39.

موسم انتقالات لم يرقَ إلى توقعات الجماهير العاشقة للنادي، على الرغم من كبوته التي طالت، فإدارة «إليوت»، المالكة للعملاق اللومباردي، اختارت القيام بموسم حذر ضحت فيه بضعة ملايين من اليوروهات في عمليات محدودة، استطاع خلالها «أسطورة» الفريق السابق المدير الرياضي باولو مالديني، ومدير اللعبة فريدريك ماسارا، تلبية احتياجات المدرب ستيفانو بيولي، قدر المستطاع، بانتظار فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، لتحديد الأولويات في الموسم المقبل.

تكامل في الملـــعب وثــــبات فـــي التشكــيلة إلى حد ما، واللعب بروحية الفوز، والثقة باللاعبين كافة من أساسيين واحتياطيين، نقاط نجح من خلالها بيولي في كسب الرهان، على الرغم من التخوّف الكبير الذي واكب تجديد عقده لموسمين.

لقد نجح في جعل اللاعبين على قلب واحد وأداء ثابت طيلة دقائق كل مباراة، واتاح للـ «روزينيري» حتى الآن الفوز في 8 من 9 مباريات، منها 4 في تصفيات وانطلاقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ»، ومثلها في الدوري الإيطالي، مقابل تعادل مثير مع ضيفه روما 3-3، الإثنين، في ختام المرحلة الخامسة، حيث لعب التحكيم والحظ دوراً بارزاً في حرمان ميلان من الفوز الخامس توالياً، ليرفع رصيده الى 13 نقطة بفارق نقطتين أمام نابولي وساسوولو، مقابل 8 لروما التاسع.

عناصر أثبتت علو كعبها، من المدافع الدنماركي سيمون كايير، والظهير الفرنسي ثيو هرناديز، ومفاتيح الوسط العاجي فرانك كيسي، الجزائري إسماعيل بن ناصر، والعائد إلى النجومية التركي هاكان تشالهان أوغلو، والقائد والموجّه صاحب الأرقام القياسية وآخرها هدفه الأسرع في الـ«كالشيو» بعد 1.47 دقيقة فقط في روما، إبراهيموفيتش، متصدر ترتيب الهدافين بـ 6 أهداف، مع بقية العناصر الشابة، ليثبتوا أن الجماعية هي طريق رئيسي للتخلّص من العقبات وزرع الفرح في قلب عشّاق النادي من مختلف الأعمار والجنسيات.

هي عوامل اجتمعت في بوتقة واحدة، لتثبت للجميع أن ما ينتظرونه من عودة الـ «روزينيري» إلى سابق عهده، كمنافس دائم في المسابقات المحلية والقارية، مسألة وقت ليس إلّا.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي