ما في خاطري

لماذا ينفرون الأبناء؟

تصغير
تكبير

هل تساءلتم يوماً لماذا أصبح بعض شبابنا يكره التجمعات الأسرية، وأصبحت علاقة بعض الأبناء بالآباء والامهات غير مستقرة ؟ ولماذا نجد أبناءنا يتحدثون بالساعات مع أصدقائهم، ومع والديهم قليلي الكلام وفي الاجتماعات الأسرية تراهم صامتين ينتظرون الساعات تمر بسرعة لينتهي هذا التجمع ؟

ستجد الاجابة حاضرة في بعض التجمعات المليئة بعبارات الانتقاد والمقارنة، وقليل من الكلمات الجريئة والمحرجة وكثير من «التشرّه» الذي عقّد العلاقات الاجتماعية، وساعد في قطعها، فأصبحت صلة الرحم غائبة بمساعدة بعض العقول القاصرة من بعض الرجال والنساء، الذين لا يكترثون بهذه العلاقات، ما دامت لا تسبب الأذى لحياتهم الأسرية الخاصة بينما هي تحرق بقية الأسر، ولذلك يجب أن ندرس الحالة النفسية لأبنائنا، ونتفكر في الأسباب ونعالجها، فأبناؤنا لن ينفروا من مكان وجدوا فيه الألفة والمودة، ولن يترددوا في الحديث مع آبائهم وأمهاتهم، ما دامت الأذن صاغية ولسان لا ينتقد ولا يقارن ومردداً للعبارات التي تغرس الثقة في الابناء، بعيداً عن التشكيك بقدراتهم والانقاص من شأنهم، ولا يتردد على أسماعهم عبارة «لقد قلت لك»، المستمدة من التجربة الشخصية، وفي الحقيقة إن هذه الاستجابات نحن مبرمجون عليها ولا نعرف متى نستخدمها، ولذلك ترى بعض آبائنا وأمهاتنا يستخدمونها في الوقت الخاطئ، فأحياناً كثيرة يكون الأبناء راغبين في الإصغاء والتعاطف من دون تقديم نصيحة، وهذا ما يجده الكثير من أبنائنا مع أصدقائهم ولا يجدونه في بيوتهم.

فالأبناء قبل أن يبحثوا عن أب وأم فهم يبحثون عن«صديق» دائم الحضور ويبدي تفاعله، وهذا ما كنت أرغب فيه أنا شخصياً عندما كنت صبياً، فكنت أتساءل: لماذا أرى والديّ - حفظهما الله - مبتهجين ومتفاعلين معي ومع اخواني، في أماكن أعلم أنها لا تناسبهما ولا تناسب عمرهما ؟ حتى كبرت وعرفت الإجابة لاحقاً، فعلمت أن هذا أحد أساليب الاحتواء للتقرب من الأبناء وكسبهم ومشاركتهم في كل صغيرة وكبيرة، لإظهار الاهتمام حتى لا يبحثوا عنه خارج البيت، وللأسف هذا الأمر غائب عند بعض الأسر.

ولذلك، اتمنى أن نعالج هذه المشكلة التي بدأت في الظهور أكثر خلال السنين الأخيرة، ونتوقف عن ممارسة بعض الأفعال والكلمات التي لا يستشعر صاحبها بأنها خاطئة، فتخرج من فمه «دون أن يثمنها» فتكون جارحة، لا سيما عند الشباب الأكثر حساسية، وندرك أن علاقة الأبناء بالآباء والأمهات تُبنى بالصداقة والثقة المتبادلة لا بالنقد المستمر.

Twitter: @alessa_815

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي