No Script

مسيرة مهنية حافلة بالعطاء للراحل الكبير

عبدالرحمن المزروعي... رائد العمل التطوعي

تصغير
تكبير

- جُبل على العطاء واتصف بتواضعه وعطائه اللا محدود
- يعود له الفضل في إنشاء المراكز الشبابية والمقاهي الشعبية
- يعد أحد أعمدة العمل الاجتماعي في البلاد
- ساهم بإنشاء مسرح الشباب و«نادي المعاقين» وحدائق للأطفال

ووري ثرى الكويت جثمان وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية الأسبق عبدالرحمن المزروعي، الذي وافته المنية بعد مسيرة مهنية حافلة بالعطاء.

وبرحيل المزروعي، فقدت الكويت أحد رجالاتها البررة الذي جُبل على العطاء واتصف بتواضعه اللا محدود حيث يعود له الفضل في إنشاء المراكز الشبابية والمقاهي الشعبية وحملة التشجير للحد من «السافي»، كما خدم الرعيل الأول من خلال موقعه في إدارة المقاهي الشعبية وديوانيات الصيادين وكبار السن وغيرها من الأنشطة الداعمة لهذه الفئة من المواطنين.

ولد الفقيد عبدالرحمن المزروعي في العام 1937 وتخرج في كلية الآداب جامعة القاهرة العام 1962، وتدرج في مناصب وزارة الشؤون الاجتماعية إلى أن أصبح وكيلاً للوزارة العام 1991 حيث يعتبر القلب النابض للعمل التطوعي وأحد أعمدة العمل الاجتماعي في البلاد.

وشغل الفقيد مناصب عدة منها رئيس مجلس إدارة المقاهي الشعبية، وكان مسؤولاً عن مراكز الجوالة، ونائباً لرئيس اللجنة العليا للترويج السياحي، كما أنه من مؤسسي الجوالة وبيوت الشباب، وكان مشرفاً على مراكز محو الأمية وتعليم الكبار، وساهم في إنشاء معسكرات الشباب العلمية والعملية، بالإضافة إلى تأسيس مسرح الشباب وإنشاء النادي الكويتي للمعاقين، وتسلم أول رئيس لمجلس إدارته، وكذلك مركز إعداد القادة الرياضيين، والمساهمة في إنشاء النادي العلمي، وإنشاء حدائق الأطفال، وساهم في إنشاء جمعيات تعاونية وجمعيات نفع عام.

كما ساهم الراحل في إنشاء حدائق الأطفال التي تتخرج منها عضوات الحدائق في بعض التخصصات ومساعدة الطلاب والطالبات وتعيينهم في مراكز الشباب وحدائق الأطفال في الفترة المسائية لمساعدتهم على استكمال الدراسة الجامعية.

ويعود للفقيد الفضل في التخلص من «السافي» الذي يغزو المناطق القريبة من الصحراء، من خلال استثماره معسكرات الشباب التي بدأت العام 1969 لتنفيذ خطته في بناء مراكز التشجير وبناء مصدات الرياح على جوانب الطريق، حيث غرس الشباب 40 ألف شتلة في يوم واحد.

وبدأ العمل في تشجيع العمل التطوعي من خلال تعمير حديقة جمال عبدالناصر في منطقة الروضة، ثم اتسع نشاط المعسكرات الشبابية لتنفيذ المشروع الوطني التطوعي، من خلال تشجير منطقة شمال الجهراء، فكانت الخطوة الأولى زراعة آلاف الأشجار العام 1970، كما قام بحملة تشجير أخرى في العام 1971، واستمر العمل في السنوات التالية، ثم انتقل بالشباب إلى تشجير مناطق صحراوية أخرى مثل الصليبية والعارضية، فكانت أشجار الأثل العامل الأساسي في وقف زحف السافي وإنقاذ الجهراء وغيرها مما كانت تعاني.

ويعود الفضل للفقيد في إنشاء المقاهي الشعبية والرعيل الأول، حيث يشير الراحل في أحد اللقاءات إلى أن الفكرة عائدة إلى سمو الأمير الشيخ جابر الأحمد طيب الله ثراه وبدأت بالتعاون بين برنامج الترويج السياحي في إنشاء المقهى القبلي، وعندما انتهى الترويج السياحي نظراً لارتباطه بميزانية الترويج طلب الرواد تمديد هذا المقهى وتمت الموافقة على هذا الطلب وتحمل الشيخ جابر نفقات هذا المقهى على ميزانية الديوان الأميري، واتبعت بالمقاهي الشعبية في ما بعد مثل الشرق والجهراء والسالمية وأبو حليفة والفروانية، إلى جانب ديوانية الرعيل الأول وقد تبنى هذه الفكرة الشيخ جابر رحمه الله، وكلف المرحوم عبدالعزيز حمد المشاري تولي أمرها أيضاً، والمسار نفسه مع ديوانية القلاليف وديوانية الصيادين.

وكانت وزيرة الشؤون الاجتماعية وزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية مريم العقيل نعت المغفور له بإذن الله، موضحة أنه يعد «أحد أعمدة العمل الاجتماعي في الكويت خلال القرن الماضي».

وقالت العقيل في بيان صحافي ليل أول من أمس، إن الوزارة فقدت بوفاته أحد قاماتها وأعمدتها وروادها خلال مسيرة النهضة الحضارية في البلاد بما كان يمثله المغفور له من فكر تنموي وتطوير للعمل الاجتماعي من خلال عمله كوكيل للوزارة.

وأضافت أن الراحل كان له دور كبير في إنشاء المراكز الشبابية والمقاهي الشعبية وحملة التشجير التي قام بها إلى جانب إسهاماته في تنمية قطاعات الطفولة والشباب والرياضة والمساهمة في إنشاء النادي الكويتي للمعاقين كما كان من مؤسسي الجوالة وبيوت الشباب ومشرفاً على مراكز محو الأمية وتعليم الكبار.

وأعربت عن بالغ مواساتها للأسرة الكويتية بكافة فئاتها التي فقدت برحيله أحد فرسانها البررة، داعية المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي