بوح صريح

متاهة الحقيقة

تصغير
تكبير

الوعي هو مرتبة ما قبل الإدراك وما بعد اليقظة والانتباه والاندهاش.

وهو يقود إلى الفهم والتفكير والتحليل وغيرها من عمليات عقلية... تقود الفرد إلى المعرفة ومنها إلى الحقيقة.

والحقيقة هنا نوعان:

أولاً: الخاصة بالفرد.

بحسب فكره وفهمه وهويته.

وثانياً: المطلقة التي يتفق عليها الجميع.

واتباع الأكثرية للخطأ لا يجعله صحيحاً وبديلاً للحقيقة.

التي هي ثابتة حتى لو لم يصرح بها، أو يتبعها ويدافع عنها أحد.

ويقول توماس مان: إن الحقيقة المطلقة هي التي تكون، ونقيضها واحداً... وهما متطابقان تماماً.

دهشت منذ أيام لصورة مفزعة للمفكر والفيلسوف هربرت ماركيوز (1898– 1979) محاطاً بجماهير غفيرة كالموج جاءت لتحضر خطابه.

المفزع، ليس فقط الكم الهائل للجمهور الذي كان معظمه من الشباب.

لكن كيف كانوا يحيطون به من كل صوب كأنهم درع له.

كأنهم جيوشه التي تحميه ؟!

فكرت... إنه لاشك كان ذلك في زمن، يسمح فيه للفيلسوف بتسيّد المنصات، والتعبير عن أفكاره من دون خوف من نيابة أو محاكمة أو سجن أو منع وحظر... وكانت الجماهير تخرج من منازلها لتنصت إليه وتحميه معاً.

ثم يصبح ذلك الفيلسوف نموذجاً وقدوة ومعلماً.

يتبعه الشباب ويثقون به.

وهو أكثر ما نفتقده حالياً، نموذج القدوة والثقة بأنه يستحق التبعية والولاء.

كما لفت انتباهي صورة للرئيس الروسي بوتين وهو ينزل إلى الجمهور بعد نشاط عام، ليقبل يد معلمته العجوز، التي كانت بين الحضور.

كم أثّر بي هذا التصرف.

فليس أي إنسان يمتلك سمة التواضع والوفاء للمعلم.

ويقول أحد الزملاء الأساتذة إنه خلال تقديمه ورشة لكليات الطب في الهند عام 2017، دخل عميد الكلية للاطلاع على الورشة.

ثم ذهب مسرعاً لآخر القاعة وصافح أستاذة بحرارة، وعاد معتذراً عن المقاطعة بقوله: كانت هذه معلمتي.

فسلام للمعلمين وكل من درّسونا، وأخص بالذكر والدي أولاً ثم أستاذي العزيز الدكتور فؤاد زكريا رحمهما الله.

ومضة

أقطف من فمك وردة الشعر

فليس للشعر سوى فمك بستاناً.

أستعير من عينيك رائحة المطر

ومن يديك، عناق الطفلة الحار لدميتها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي