اجتهادات

«انتو اللي سامحونا على القصور»!

تصغير
تكبير

«سامحونا على القصور»، كلمة مختصرة وجهها نواب مجلس الأمة للمواطنين بعد انتهاء دور الانعقاد التكميلي الخامس لتشهد معها إعلان انطلاق الحملات الانتخابية لمجلس 2020 وسط تطلعات وأمنيات غالباً، ولن أقول دائماً حتى لا أكون مبالغاً، ما تنتهي إلى ألم وخيبة أمل!

سامحونا على القصور انطلقت من أفواه نواب الأمة، لتلقى صدى واسعاً لدى العديد من ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي بين ساخر وضاحك ومتألم ومتأسٍ، على واقع قد لا يُرضي الكثير مما وصل إليه حال السلطة التشريعية وأعضائها المنتخبين ودورهم في الرقابة وتحقيق تطالعات الأمة!

واقع الحال يقول إننا نحن مَنْ يجب كشعب أن يقول لنواب المجلس الحالي: سامحونا على القصور لأننا أوصلناكم إلى هذا المجلس، سامحونا على القصور لأن نواب المجلس هم ممثلو الأمة وهم الانعكاس الحقيقي للشعب الكويتي وتطلعاته وأفكاره وتوجهاته وما قمتم به هو باختيارنا، والأهم من كل هذا وذاك، سامحونا على القصور لأننا سنوصلكم أنتم أو مَنْ يشابه ما تقومون به إلى المجلس القادم لا محالة!

وواقع الحال يقول إن حالنا لن يتغير طالما كانت عقلية الناخب، تقوم على قاعدة التصويت الطائفي والقبلي وعلى أساس العلاقة الأسرية والاجتماعية وعلى مبدأ الأصل والفصل، بغض النظر على توجهات المرشح وأفكاره وأطروحاته، ليستمر حال التأسي والندم والألم أربع سنوات قادمة من دون البحث عن السبب!

السبب واضح وصريح، فالعلة منا وفينا، والأولى بدلاً من أن ننتقد النواب الذين وصلوا بأيدينا كناخبين، أن نبدأ بأنفسنا. فالشاهد أن عقلياتنا مازالت رجعية في طريقة انتخابنا لممثلي الأمة، وأفكارنا مازالت مرتبطة بعلاقاتنا الأسرية والطائفية والقبلية معهم، وتوجهاتنا لا تقوم على أساس اختيار الأمثل والأصلح لتمثيل البلد، وأننا إذا كنا أن نبحث عن إصلاح حال البلد فعلينا أولاً أن نصلح حالنا كناخبين!

الشاهد أن مطالب الإصلاح السياسي وتحقيق العدالة والمساواة، وتنفيذ الرغبات الشعبية والسعي إلى مزيد من الحريات وتعزيز مبدأ المشاركة في صنع القرار والوصول إلى تطبيق مبدأ دولة الدستور والمؤسسات، بما تحمله من معانٍ حقيقية وزيادة الرقابة والمحاسبة، لن تتحقق بين يوم وليلة ولن تتحقق قبل كل ذلك إذا لم نُحسن الاختيار! أما إن استمر الحال فأرجو من الجميع أن يتوقف عن (التحلطم)، لأن هذا ما صنعناه بأيدينا! والله من وراء القصد!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي