«الصحة العالمية»: العالم في منعطف حرج والأشهر القادمة ستكون صعبة في التعامل مع «كورونا»
أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس غيبريسوس يوم أمس الجمعة أن العالم الآن في «منعطف حرج» في مواجهة الجائحة التي تسبب فيها فيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19) لاسيما في نصف الكرة الشمالي.
وقال غيبريسوس في مؤتمر صحافي عبر الاتصال المرئي من مقر المنظمة بمدينة جنيف السويسرية إن الأشهر القليلة القادمة ستكون صعبة للغاية وإن بعض الدول تسير على طريق خطير.
وحث قادة الحكومات والدول على اتخاذ إجراءات فورية لمنع المزيد من الوفيات التي يمكن تفاديها وإنقاذ الخدمات الصحية الأساسية من الانهيار أو إغلاق المدارس مرة أخرى.
وأشار الى أن العديد من الدول تشهد زيادة هائلة في الحالات وهذا يؤدي إلى إشغال المستشفيات فيما تقترب قدرات وحدات العناية المركزة من حدها الاقصى «ولا نزال في أكتوبر فقط».
ودعا الحكومات إلى تنفيذ خمسة إجراءات رئيسية تبدأ بتقييم حالة الجائحة الحالية من خلال البناء على أحدث البيانات التي يجب تسليمها الى المنظمة ثم القيام بتحليل صادق لكل الاحتمالات الإيجابية والسلبية.
كما يجب أن تقوم الدول التي ترتفع فيها الحالات والاستشفاء ومعدلات الاعتماد على العناية المركزة بإجراء التعديلات اللازمة وتصحيح مسار التعامل مع الجائحة بأسرع ما يمكن.
وطالب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية بتوخي الصدق والوضوح مع الرأي العام في شأن حالة الجائحة وتوضيح ما هو مطلوب من كل مواطن لتجاوز هذا الوضع من خلال العمل المشترك.
وناشد وضع أنظمة تسهل على المواطنين الامتثال للتدابير التي يتم النصح بها مثل العزل أو الحجر الصحي أو الاضطرار للإغلاق الموقت لبعض الشركات، إذ يجب على الحكومات بذل كل ما في وسعها لمساعدة الأفراد والعائلات والشركات.
وأضاف أن الحكومات تحتاج لتنفيذ الخطوات الأساسية للتحدث إلى المصابين بالفيروس والمخالطين لهم وإعطائهم تعليمات محددة حول ما ينبغي فعله بعد ذلك مع إجراء التغييرات اللازمة عند الحاجة، معتبرا أن هذا يدل على القيادة والقوة.
كما شدد غيبريسوس أكثر من مرة في مؤتمره الصحافي على أن الأشهر القليلة المقبلة صعبة بالنسبة لكثير من الناس، لافتا الى أن اسطوانات غاز الأكسجين هي أحد الأدوية الأساسية لإنقاذ المرضى بهذا الفيروس والعديد من الحالات المرضية الأخرى وأن منظمة الصحة العالمية ملتزمة بالعمل بالتضامن مع جميع الحكومات والشركاء والقطاع الخاص لتوسيع نطاق إمدادات الأكسجين.
وأوضح أن العالم كان بحاجة الى ما يقرب من 88 ألف اسطوانة أكسجين كبيرة يوميا عندما كان عدد المرضى الجدد يصل الى 140 ألف حالة يوميا «ما يعني أننا اليوم بحاجة الى 1.2 مليون اسطوانة يوميا».