بلا حدود

السّماع...!

تصغير
تكبير

جاء في المعجم «سمع يسمع سمعاً وسماعاً: له، أو إليه، أو إلى حديثه: أصغى وأنصت» أ.هـ؛ فمن آداب المحادثة أن تسمع لمحدثك، ومن أخطاء الإعلاميين الإشاعة، مقاطعتهم لضيوفهم، وطرح أسئلة متلاحقة، تكون إجابة الضيف عنها مبتورة ومشوّهة؛ إذ لا يجد فرصة للإجابة باستفاضة عن الأسئلة المتلاحقة، فالمعني بالحديث هو الضيف وليس الإعلامي الذي ما فتئ يحاول أن يستعرض ثقافته على حساب الضيف والبرنامج.

والسمع في المعجم هو «قوة في الأذن بها تدرك الأصوات، ومعنى سمعاً وطاعة؛ أي أسمع سمعاً وأطيع طاعة. ومعنى أخذت عنه سمعاً؛ أي سماعاً.

ومعنى سمعك إليّ؛ أي اسمع مني، ومعنى أعاره سمعه؛ أي أنصت إليه، والسمعة: الصيت، سمعته في المجتمع حسنة، أو تطلق على الرياء يقال: فعل ذلك رياء وسمعة أي ليراه الناس ويسمعوه». أ.هـ.

ويدخل في دائرة السمع كل من (الغيبة والوشاية والنميمة والإشاعة)، هذه الآفات مدمرة للمجتمعات، إذا وجدت آذانا صاغية لها.

في فلسفتي الخاصة وهي نصيحة للمسؤولين، إذا جاءك موظف ينقل كلاماً سيئاً عن زميله ويقول على لسانه ما لم يقله أو قاله؛ فلا تستعجل بالحكم على هذا الزميل، ولكن إذا كنت تعلم أن هذا الزميل لم يُعرف عنه أنه ناقل للكلام أو التنقل بين مكاتب الموظفين، فأنصحك بألا تواجهه في ما سمعت، لكي لا تجرح مشاعره، أو تؤذيه في نفسه، وحتى لا تتسبب في قهره تجنباً لدعوة المظلوم.

أما إذا كنت تعلم بأن هذا الزميل من الذين يحبون القيل والقال ويتنقلون بين مكاتب الموظفين، فلك أن تواجهه لربما لم يقل ما سمعت عنه، هنا التحقق واجب.

يقولون: القاضي يسمع من الاثنين (المدعي) و (المدعى عليه).

ولكن نحن وللأسف الشديد، تطبّعنا بطباع بعض الجنسيات العربية التي تسمع من طرف واحد وتحكم على ما سمعته، الأمر الذي راح ضحيته كثير من الشرفاء، وخسرت الدولة كوادر مخلصة في مهنتها، وهجرتها عقول جبارة ومميزة.

في كل يوم نرى الظالمين يتساقطون أمام أعيننا، بسبب دعوة مظلوم، فالله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل؛ إنها العدالة السماوية. احذروا دعاء (حسبنا الله ونعم الوكيل).

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي