الجراد يجتاح إثيوبيا وسط أمطار غزيرة وقيود كورونا

1-
تصغير
تكبير

صرخت ماريما واديشا التي توفي زوجها منذ عشر سنوات وراحت تلقي بالحجارة، بل وبلغ بها اليأس حد إطلاق النار على أسراب الجراد التي حطت على حقول الذرة الرفيعة التي تملكها في شمال شرق إثيوبيا.

لكن الحشرات لم يردعها شيء وأتت على محصولها بالكامل فدمرت مصدر الدخل الوحيد لأسرتها.

قالت مريم وهي محاطة بخمسة من أطفالها وتحمل في يدها حزمة من نبات الذرة التالفة «لم ترحل منذ أسبوع. تركتنا بدون محصول نشد الحزام ونبكي ليلا ونهارا... كيف يمكنني أن أطعم أطفالي».

وقالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة إن غزو الجراد لإثيوبيا هذا العام هو الأسوأ منذ 25 عاما.

فقد أتي على 200 ألف هكتار من الأرض المزروعة منذ يناير وهدد الموارد الغذائية. فجراد يملأ كيلومترا واحدا من الأرض يمكنه أن يلتهم في اليوم الواحد ما يستهلكه 35 ألف إنسان - كما يقضي على أرزاق الملايين.

ويجتاح غزو أسراب الجراد، الذي لا يحدث مثله سوى مرة في العمر، شرق أفريقيا ومنطقة البحر الأحمر منذ أواخر 2019. وتفاقم جائحة فيروس كورونا الأزمة هذا العام بتعطيل سلاسل إمدادات منظمة الأغذية والزراعة من المبيدات والمعدات لمكافحته.

وقال ستيفن إنجوكا مدير منظمة مكافحة الجراد الصحراوي في بلدان شرق إفريقيا «أكبر تحد الآن للمنطقة موجود هنا في إثيوبيا ونحن نعمل على مواجهة ذلك مع شركائنا مثل منظمة الأغذية والزراعة».

وجعل الصراع والفوضى في اليمن، الذي انطلقت منه بعض الأسراب، رش المبيدات بالطائرات مستحيلا. وتزامن ذلك مع أمطار غزيرة على غير المعتاد مما زاد من انتشار الجراد في إثيوبيا.

وقال البنك الدولي إن هجوم الجراد سيكلف شرق إفريقيا واليمن نحو 8.5 مليار دولار هذا العام. وتخشى فطومة سعيد ممثلة منظمة الأغذية والزراعة في إثيوبيا من تكرار هذا الدمار في العام المقبل.

وتقول «الإصابة ستستمر في عام 2021. الغزو يتكرر وسيصل الجراد إلى كينيا».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي