من الحي الأكثر دماراً لوحاتٌ يعود ريعها لضحايا «بيروتشيما»
«بيروت راجعة».. ملوَّنة بالأمل
كأن «زهرة الشرق» استعادت بعضاً من ربيعها من خلْف ظهرِ الخريف المُخيف الذي تَساقَطَتْ معه أحلامُها وأرواحٌ كثيرة وبيوتاتٌ أكثر.
فمن «رحم الأحزان» التي ربما لا أحزان تُنافِسها في بيروت التي ضربها الانفجارُ المدمّرُ في 4 أغسطس، خرجتْ من بين الركام لوحاتٌ فنية من الذاكرة الجميلة، واختارت أن تطلّ من المنطقة الأكثر دماراً، وكأنها تريد «تدليكَ» حيواتِ الجميزة الساحرة من جديد.
«بيروت راجعة» عنوانُ المعرض الذي أقيم على دَرَجِ «مار نقولا» الشهير الذي يُعرف باسم «درج الفن»، وقد تعوّد أن يستضيف معارضَ فنية لتشكيليين ومُبْدِعين من لبنان والعالم، وكأنه أراد إعلانَ نياتٍ وعن عودة الحركة الفنية والثقافية الى هذا الحي التراثي، حاملاً قضيةً إنسانية أبعد من الفن.
الرسّامة اللبنانية لبنى عبدالله، المقيمة في السعودية والتي صودف وجودها في لبنان يوم «بيروتشيما»، دعت الجمهور لحضور معرضها الفني الذي سيعود ريعه بالكامل إلى ضحايا الإنفجار الزلزالي عبر جمعيتيْ Lebanon Of Tomorrow و«أجيالنا» العاملتيْن في الشأن العام.
وشهد يوم الافتتاح حضورَ حشدٍ من المتابعين للأعمال الفنية وسط إضاءة رائعة وأجواء إحتفالية أكدت توق الجميع إلى استعادة ما أمكن من حياة طبيعية وتَمَسُّكهم بالفن والجمال في مواجهةِ آلات الموت والدمار والفقر والفساد.
ويضم المعرض أكثر من أربعين لوحة زيتية متنوّعة غنية بالألوان تمثّل بيروت الجميلة بأمكنتها الحلوة وبيوتها التراثية وشوارعها التي تضج بالحياة.
وتقول لبنى عبدالله إنها لم تعتمد أسلوبَ رسمها المعتاد لكنها أرادت من خلال هذه اللوحات أن ترسم الصورةَ الجميلة التي كانت في بالها عن بيروت، وأن تذكّر الناس بتلك المدينة الحالمة وبمَشاهد حياتها اليومية، علّهم يستعيدون من خلال لوحاتها الأمل بأن «بيروت راجعة».
مار مخايل، الجميزة، الروشة هي الأمكنة التي تجلّت في اللوحات وحملت الكثير من الحب والحنين إلى كل ما كانت ترمز إليه بيروت قبل أن يعصف بها ذلك الإنفجار الرهيب في الرابع من شهر أغسطس، الذي قتل نحو مئتين وأصاب أكثر من 6 آلاف وشرّد عشرات الآلاف من بيوتهم وتَرَكَهم بلا مأوى.
وسيعود ريع المعرض بأكمله لمساعدة الضحايا الذين فقدوا منازلهم وإعمار البيوت المتضررة بغية إعادة الأمل الى النفوس.