وافته المنية فجر أمس عن 79 عاماً
... ورحلَ «فتى الشاشة الأول» محمود ياسين
- عمرو ياسين لـ «الراي»: لست وحدي مَن فقده... عشاق فنه كلهم فقدوه
- محمد رياض لـ «الراي»: يدفن اليوم في مسقط رأسه...«بورسعيد»
متخطياً إشاعات موته التي تكرّرت كثيراً في الفترة الأخيرة، خلال فترة مرض طويلة بدأت في إصابته بالزهايمر قبل 5 سنوات، تلتها أمراض الشيخوخة، رحل الفنان المصري محمود ياسين في ساعة مبكرة من صباح أمس، حيث وافته المنية عن عمر يناهز 79 عاماً، فيما قرّرت الأسرة وبعد مشاورات عدة، أن تُقوم بتشييع جنازته اليوم، ليرحل بهدوء وسلام إلى مثواه الأخير.
فقد اتشح الوسط الفني بالسواد على رحيل «فتى الشاشة الأول» كما يصفه محبوه، الذي يعد واحداً من فرسان الشاشة، وعاشق المسرح، وصاحب الأداء والصوت والحضور المتميز، في المسرح والسينما والتلفزيون والإذاعة، الذي هبط خبر وفاته كالصاعقة على أسرته ورفقاء دربه ومحبيه.
وقال السيناريست والممثل عمرو نجل الفنان الراحل محمود ياسين، لـ «الراي»: «لست وحدي أو أسرتي الذين فقدنا محمود ياسين، بل إن عشاق فنه كلهم فقدوه، إنّا لله وإنّا إليه راجعون».
بينما كشف الفنان محمد رياض، زوج الفنانة رانيا ابنة الفنان محمود ياسين عن أن ظروفاً عائلية وراء تأخر دفن الجثمان.
وأوضح لـ «الراي» أن تشييع الجثمان والصلاة على الفنان الراحل ستكون في مسجد الشرطة في مدينة الشيخ زايد، وبعدها سيدفن في مقابر الأسرة على طريق «القاهرة - الفيوم».
مبيناً أن للفنان الراحل شقيقاً يعيش خارج مصر، وتنتظر الأسرة عودته لإتمام مراسم الدفن والعزاء، «وهو ما اتفقت عليه الأسرة التي تترقب عودة شقيقه من الخارج، ليجتمع الكل في مدينة بورسعيد، حيث مسقط رأسه».
مشيراً إلى أن الحالة الصحية للفنان محمود ياسين تدهورت الأسبوع الماضي، بعد أن مكث لفترة في المستشفى العسكري في المعادي، حتى فارق الحياة.
بدوره، عبّر نقيب الممثلين المصريين الفنان الدكتور أشرف زكي لـ «الراي» عن حزنه العميق «لوفاة أحد عمالقة الفن ممن أثروا حياتنا بالفنون المتنوعة والأدوار المتميزة».
بينما نعاه الفنان محمد هنيدي، قائلاً: «البقاء لله، رحل فنان كبير عن دنيانا، ولكن أعماله ستبقى خالدة».
وقال الفنان أحمد بدير: «فقدنا الفنان محمود ياسين، الذي قدم الكثير لنا من الأعمال الفنية الجميلة، وكان على مدار حياته يتميز بالحب والعطاء والمودة بين الأصدقاء والزملاء، وكان طيب القلب ومحباً لعمله».
مكملاً: «لن ننسى محمود ياسين، وسيظل في قلوبنا طوال الحياة، فقد جمعتني به صداقة منذ سنين».
أما الفنان محمد صبحي، فقال: «رحل محمود ياسين، بعدما قدم الكثير للفن المصري، وكان عاشقاً لعمله ومحباً لوطنه، حيث ترك إرثاً كبيراً من الأعمال الوطنية التي تكتب في تاريخه الطويل، المليء بالنجاحات».
عاشق المسرح ولد محمود فؤاد محمود ياسين في مدينة بورسعيد العام 1941، وكان عشقه من البداية في المسرح المدرسي، قبل أن ينتقل إلى القاهرة للالتحاق بكلية الحقوق في جامعة القاهرة، حيث تألق على مسرح الجامعة وذاق حب المسرح، كما حقق الحلم بالانضمام للمسرح القومي، الذي كان يعتبره بيته الثاني.
مسرحياً، قدم ياسين أعمالاً كثيرة، بينها «ليلى والمجنون» و«الخديوي» و«حدث في أكتوبر» و«عودة الغائب» و«الزيارة انتهت» و«بداية ونهاية» و«البهلوان».
بينما قدم في السينما أفلاماً عدة، أبرزها «نحن لا نزرع الشوك»، «الخيط الرفيع»، «أنف وثلاث عيون»، «قاع المدينة»، «مولد يا دنيا»، «الجلسة سرية»، «الحرافيش» و«سونيا والمجنون»، والقائمة طويلة.
أما آخر أفلامه فكان فيلم «الجزيرة» مع أحمد السقا، وفيلم «الوعد» مع آسر ياسين.
تلفزيونياً، قدم عدداً كبيراً من الأعمال الدرامية، على غرار «الدوامة» و«غدا تتفتح الزهور» و«مذكرات زوج» و«اللقاء الثاني»، وغيرها الكثير.
بالإضافة إلى العديد من الأعمال الإذاعية، والمشاركة في برامج الصوت والضوء في الأماكن الأثرية المصرية، والمناسبات القومية، نظراً لجمال صوته الجهوري.
وما لا يعرفه الكثيرون عن الفنان محمود ياسين أنه غنى بصوته نحو 5 أغنيات، منها «حلوة يا زوبة» و«القناطر» و«عايزين بابا».
الجوائز المحلية والدولية حصل ياسين على أكثر من 50 جائزة في مختلف المهرجانات في مصر وخارجها، وكان من بينها مهرجان السينما العربية في أميركا وكندا في العام 1984، وجائزة الدولة عن أفلامه الحربية في العام 1975، عن فيلم «الرصاصة لا تزال في جيبي».
وحصل على جوائز التمثيل من مهرجانات طشقند في العام 1980، ومهرجان عنابة بالجزائر في العام 1988، وجائزة الإنتاج من مهرجان الإسماعيلية في مصر في العام 1980.
وجرى اختياره في العام 2005 من قبل الأمم المتحدة، سفيراً للنوايا الحسنة لمكافحة الفقر والجوع لنشاطاته الإنسانية المتنوعة، كما حصل على جائزة أحسن ممثل في مهرجان التلفزيون لعامين متتالين 2001، 2002.