«الجيّد قليل جداً بين الأغنيات التي تُطرح»
نيللي مقدسي لـ «الراي»: كل شيء عندي... مدروس!
- لا يوجد سوى فنانين أو ثلاثة يواظبون على إحياء الحفلات
- لستُ «فيروز»... ولكنّني أفضّل أسلوبها
تستعدّ الفنانة اللبنانية نيللي مقدسي للتحضير لأغنية جديدة، وهي بدأت بالبحث عن عملٍ يُرْضيها كي تطرحه خلال الفترة المقبلة، لافتة إلى أنّه وبمجرّد طرحها لأي أغنية فإنّها لا بد وأن تترك بصمة وتثير الجدل، «وإذا كان البعض يرى أنّني غير موجودة، فإنّ آخَرين يعتبرون أنّني موجودة وبقوة، وكل شيء عندي مدروس».
مقدسي، أوضحت في حوار مع «الراي» أنه لا يهمها طرْح أغنياتٍ تمرّ مرور الكرام، بل هي تعمل وفق إستراتجيةٍ مُعَينة تراها مُناسِبة، مبيّنة أنها اعتادت على هذا النمط من العمل منذ بدايتها الفنية وحتى اليوم. كما شدّدت على حرصها في اختيار العمل الجيّد وطرْحه للجمهور في التوقيت المناسب.
• هل ترين أنّ وجودك الفني حالياً هو نفسه كما كان عليه سابقاً؟
- كل فنان لديه أسلوب، وأنا لا يهمّني أن أطرح أعمالاً تمر مرور الكرام، بل أفضّل أن أقدّم الأعمال التي أحبها. المسألة نسبية، وما يراه البعض صحيحاً، يمكن أن يراه آخَرون غير صحيح، والعكس صحيح أيضاً. اعتدتُ العمل بهذه الطريقة ولست جديدة على الساحة الفنية، وأعمل وفق الأسلوب الذي أحبّه.
• وهل تشعرين بأنّ تواجدك على مستوى الاسم والنجومية والحفلات، هو نفسه كما كان عليه في السابق؟
- وأين هي الحفلات؟!
• نقصد بشكل عام؟
- وأنا أتحدّث عن أكثرية الفنانين. لا يوجد سوى فنانين أو ثلاثة يواظبون على إحياء الحفلات.
• ولماذا هؤلاء وليس سواهم؟
- هناك أمور تركب تحت الطاولة، تجعل هؤلاء وليس غيرهم يواظبون على إحياء الحفلات.
• وهذا يعني أنّ هناك فساداً وظُلْماً في الفن؟
- هو ليس ظلماً وأنا لا أعتبره كذلك.
• وماذا تعتبرينه؟
- أولاً، الفن بالنسبة لي ليس حلماً. ولو كان يهمّني التواجد، لكنتُ تواجدت لأنّه تصلني الكثير من العروض ولكنّني أعتذر عنها.
ثانياً، أعمل في الفن من أجل الفن. ولطالما كان هناك اختلاف في الشخصيات بين فنان وآخر، ولطالما كان هناك فنانون يركبون مع الموجة وآخَرون لا يفعلون ذلك، وهناك مَن يعيشون في كوكب بمفردهم لأنّهم راضون ويحبون ذلك.
• وأنتِ؟
- أنا أختار ما يُناسِبُني وأطرحه في الوقت الذي يُناسِبُني، وبمجرّد أن أطرح أغنية لا بد وأن تترك بصمة وتثير الجدل. بإمكاني أن أطرح أغنية أسبوعياً أو شهرياً تجعلني حديث الناس، ولكنّني لست كذلك ولا أريد أن أتواجد بهذه الطريقة، ولا تعجبني هذه الإستراتيجية في العمل. وإذا كان البعض يرى أنّني غير موجودة، فإنّ آخَرين يعتبرون أنّني موجودة وبقوة، بدليل أنّ «الفانز» لم يتراجع عددهم.
• ولكنكِ مُقلّة في أعمالك؟
- لا أنكر أنّني مُقِلّةٌ في أعمالي، وفي مثل هذه الحالة يفترض أن يتراجع عدد «الفانز» أو أن يختفوا، ولكن هذا الأمر لم يحصل معي.
كل شيء عندي مدروس، وأنا أحرص على اختيار العمل الجيّد وطرْحه للجمهور في التوقيت المناسب.
إلى ذلك، لا يمكن التوقف عند الأغنيات التي تُطرح، والجيّد بينها قليل جداً.
الفرح مات في داخل الناس، وهم يريدون أن يسمعوا أغنياتٍ بين فترة وأخرى وأن يشعروا بالفرح، ولكن حين يكون المرء حزيناً فإنّه يكون شديد التأثّر، وأنا لم يكن ينقصني سوى ما يحدث في لبنان وانفجار المرفأ الذي انعكس على نفسيّتي كثيراً.
أنا لا ألغي موهبتي، وفي نفس الوقت لا ألهث وراء البهرجة التي تكون أحياناً زائفة وأحياناً حقيقية.
البهرجات التافهة يمكن أن تؤثّر أحياناً على الناس، وأنا لا أستطيع أن أكون كذلك، وحتى عندما أمرض لا أخبر الناس بمرضي، ولا أبكي على الأطلال.
ولا يهمّني الظهور لمجرد الظهور والاستعراضات الفارغة والمصطنعة، لأنّ شخصيتي ليست كذلك.
أنا إنسانة عفوية وطبيعية، وأحياناً يمكن أغيب لفترة طويلة ثم أطلّ فجأة، فألمس ترحيباً من الناس الذين يعبّرون عن اشتياقهم لي.
• وهذا يعني أنّكِ تفضّلين أسلوب فيروز على أسلوب الراحلة صباح؟
- نعم. لستُ «فيروز» طبعاً ولكنّني أفضّل أسلوبها. الراحلة صباح، كانت مفعمة بالحياة، ولم يكن ممكناً أن نطلب منها أن تكون مثل فيروز، لأنهما شخصيتان مختلفتان تماماً.
• هل من أعمال جديدة تستعدين لطرحها خلال الفترة المقبلة؟
- كلا لا توجد أغنيات جاهزة، بل أنا بدأت بالبحث عن أغنية جديدة وأتمنى أن أوفق بمسعاي.