عالمكشوف

إفرازات انتخابية

مطلق نصار
تصغير
تكبير

ما يحدث حالياً في عدد من مجالس إدارات الاتحادات الرياضية المحلية من صراعات وانقسامات وخلافات وسوء تسيير، إنما هو إفرازات لنتائج انتخابات تخللتها محسوبيات ومصالح شخصية، وهذا ما جرى التنبيه إليه سابقاً.

كان متوقعاً أن نرى هذا واقع التصادم والانقسام الذي يطفو على السطح مع كل اجتماع لمجلس إدارة، لأن مجمل الانتخابات الأخيرة التي تلت رفع الإيقاف و«خارطة الطريق»، جرت بطرق ترقيعية مبنيّة على الإرضاءات وتقسيم لـ«الكيكة» بين أغلبية الأندية، وبالتالي جاءت غير مبنية على أسس سليمة وعلى مبدأ «لحق لا تلحق».

التفرد بالقرارات من قبل«أفراد داخل منظومة»والسعي إلى إنجازات شخصية على حساب المنظومة بالكامل، يعد أمراً كارثياً، شأنه شأن الصراعات بين أعضاء مجالس الإدارات والتي تنشب نتيجة التسابق على تحقيق المصالح الشخصية.

لقد أفرزت الانتخابات أشخاصاً لا علاقه لهم بالرياضة ولا بالألعاب التي يديرونها، وهذه النتائج تعد من المعوقات الفعلية للتطور، وهي عبء آخر يضاف إلى تلك التي تعيشها الاتحادات.

وعليه، يتوجب على المعنيّين وضع آلية مشددة لمستقبل الانتخابات وفق معايير تخدم الأندية والاتحادات واللجنة الأولمبية، إذ إنه من غير المنطق والمقبول أن يُعهد لشخص ما بالإدارة والتخطيط للعبة ليس له أي علاقة أو ارتباط بها.

ما يجري من«كوارث»ويقع من خلافات تتحمله مجالس إدارات الأندية التي تشكل الجمعيات العمومية للاتحادات، فخياراتها بُنيت على أساس«هذا أخوي»و«هذا من ربعي»و«هذا تربطنا به مصالح انتخابية سياسية»و«عطني وأعطيك»و«شيلني وأشيلك»و«نفعني وأنفعك».

نظرة بسيطة إلى هوية من يترأس عدداً من الاتحادات، تعتبركافية «نفعني وأنفعك».

نظرة بسيطة إلى هوية من يترأس عدداً من الاتحادات، تعتبر كافية لاكتشاف حجم الكوارث التي حلت بالرياضة.

أسئلة كثيرة تطرح نفسها أبرزها: هل اختير الرجل المناسب في المكان المناسب؟ وهل خاض الكثير من المختارين تجارب سابقة أو حتى مارسوا الألعاب التي يديرونها؟ الإجابة في معظم الحالات هي«كلا»، فهناك رؤساء وأعضاء اتحادات هم مجرد أسماء فقط وزينة وديكور، وهناك آخرون لا يتواجدون أصلاً ولا يملكون سيرة ذاتية أو مسيرة رياضية.

منطقي جداً أن يظهر عدد من مجالس إدارات الاتحادات على حقيقته، نظراً إلى سوء اختيار أعضائها. فالرئاسة والعضوية ليستا«وجاهة»و«منظرة»، بل عمل ميداني وخبرة وكفاءة وتخصص وشخصية قيادية و«مجابلة»الاتحادات.

نشدد على أن الأندية التي شاركت في تشكيل الاتحادات الحالية هي من يتحمل مسؤولية الخلافات والصراعات التي يعيشها أكثر من اتحاد... و«خبز خبزتيه يا الرفله اكليه».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي