كلمات من القلب

مشعل الحزم والحكمة

تصغير
تكبير

هكذا اكتملت أجنحة الكويت ثانية، لتحلق في فضاء الأمن والاستقرار والازدهار، وهكذا ستعود بإذن الله تعالى سفينتنا لتبحر في محيطيها الإقليمي والدولي، مواجهة أعتى الرياح والتحديات الداخلية والخارجية بحكمة وعقل ربانها حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الصباح وبحزم ولي العهد سمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح.

إن اختيار سمو الشيخ مشعل الأحمد ولياً للعهد في هذا الوقت العصيب - والذي تمر فيه المنطقة العربية والعالمية - قد منح أهل الكويت ثقة ويقينا بأن الكويت بإذن الله بين أيدٍ أمينة وبقيادة حكيمة، ثقتنا بسمو ولي العهد ثقة لها تاريخ قديم، وليست وليدة اللحظة، فرغم أن سموه غير محب للظهور الإعلامي طوال السنوات التي تولى فيها المناصب التي أوكلت إليه، وفي كل المواقع التي تبوأها، إلا أننا نعرفه جيداً ونعرف قوته في الشدائد وصموده خلف القيادة وتفكيره الهادئ المنظم، فقد كان العضيد الذي استشّد اخوته حكام الكويت السابقين بيده.

فقد كان واقفاً خلفهم في الأزمات والملمات بالنصح والإرشاد لهم، واكتسب بذلك خبرة مخضرمة مستمدة من مدرستين كبيرتين الأولى مدرسة سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد طيب الله ثراه، وهي مدرسة القوة والإرادة والإصرار على إعادة بناء وتأسيس دولة الكويت بعد أن سلبت كل إمكانياتها وقدراتها بعد الغزو العراقي الغاشم، واستطاعت بقوة أميرها وإصرار وعزيمة شعبها أن تعود دولة حرة وأبية من جديد، والمدرسة الثانية مدرسة سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد طيب الله ثراه وهي مدرسة الحكمة والحنكة السياسية، حيث كان سموه مهندس سياسة الكويت الخارجية، تلك السياسة التي جعلت الكويت تصف ضمن مصاف الدول الأولى والأكثر إنسانية في العالم بشهادة العالم أجمع.

فسمو الشيخ مشعل الصباح - ولي عهد جديد للكويت - وبما يمتلكه من الحكمة والحزم فهو أمام مسؤولية كبيرة جداً، فالشعب الكويتي ينظر إلى هذه المرحلة بترقب شديد وقلق كبير، هناك قضايا تمس المواطن الكويتي وترهق تفكيره إلى اليوم لم يحسم أمرها، كقضايا إسقاط القروض، التي ينظر إليها معظم المجتمع الكويتي كمخرج لمشاكله وهموم أرهقت كاهله، وقضية تعديل قوانين الانتخابات، وملفات الفساد الكبرى، وقضايا «غسل الأموال»، التي تورط فيها مسؤولون في الدولة، وقضية مدى استعدادية الحكومة في مواجهة المرحلة المقبلة من «جائحة كورونا». وهل هناك خطة لدولة الكويت ما بعد الجائحة لحل المشاكل الاقتصادية وتعويض خسائر أصحاب المشاريع الكبيرة والصغيرة، وقضية مهمة تتعلق بخطة تربوية ونفسية لمواجهة المخرجات التعليمية لطلبة التعليم عن بعد في المستقبل.

وهناك الكثير من الأمور الداخلية تمس أمن واستقرار المجتمع والأسرة الكويتية كالعمالة السائبة في المناطق السكنية الحكومية، وعزوف الشباب عن الأعمال المهنية، والعنف الأسري والإدمان والفراغ عند الشباب والبطالة والواسطة والمحسوبية في تعيين المناصب والوظائف القيادية والإشرافية، وغيرها من المشاكل التي تفاقمت في المجتمع الكويتي، هذه القضايا كلها تعتبر أحد أبرز التحديات الداخلية، وهذا غيض من فيض... أعانكم الله عليها.

سمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح ضع ثقتك في أبناء الكويت المخلصين والمتفانين، والذين ولاؤهم لله سبحانه ومن ثم للكويت وشعبها وللأمير وولي عهده الأمين... ستجدهم على يمناك وتاريخ الكويت يشهد لهم بذلك.

Najat-164@hotmail.com for Android

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي