الحدث «الحزين» الذي وقع الثلاثاء قبل الماضي، كان أكبر من أي لغة أستطيع أن أعبر بها عن مشاعري، تلك اللغة التي تبدو عاجزة عن تصديق الخبر الجلل. وهو مُصاب الكويت بوفاة قائدنا صُباح. الأب الحنون، ذو الحكمة التنموية المضيئة بالإنسانية، المعطاء، الكريم. فالمغفور له رحمه الله، يُعد من الذين بنوا، وصنعوا، الحضارة الحديثة لدولة الكويت.
فقد عشنا معه عمراً، كمُعلم لنا، فله- رحمه الله - في قلوبنا مكانة كبيرة، مُعطرة بالحب، وزاهية بالاحترام، فهو قائد فذ، ورجل حكيم، وهو الذي حَمل على عاتقه هموم المواطنين، وأعطى بلا حدود للوطن من وقته الثمين، وبذل الجهد الفائق، وأحب الخير، لشعبه.
إن الحزن الكبير، الذي نراه من المواطنين هذه الأيام، يشهد بأن والدنا صُباح رحمه الله، قد أدى الأمانة، وهيّأ دولة الكويت لحياة أفضل، وبكل احترافية، لتكون ذات مستقبل مزدهر، ونهضة عمرانية كبيرة، في مختلف القطاعات، كي تبقى دولة مرموقة، مواكبة لكل التطورات، حتى بنى الكويت الحديثة، على أساس صلب، معطياً وجهاً وصورة للعالم، غاية في الجمال، سياسياً، وديبلوماسياً، واجتماعياً، واقتصادياً.
وكذلك، بنى جيلاً قادراً على العطاء، وتحمل كل المسؤوليات، يمتلك سلاح العلم، ومفاتيح النجاح. وقد ترك المغفور له لدولة الكويت، إرثاً كبيراً.
وصاحب السمو الشيخ نواف هو خير خلف لخير سلف... بصفاته التي نتفاخر بها، ولمنزلته الشامخة عند المواطنين، وتواضع مقامه، والتزامه بدينه، فقد تعلم الكثير من أخيه... فسموه ذو نظرة تفاؤلية، مستقبلية، وهو بإذن الله على درب أخيه سائر، استمراراً لمسيرة العطاء في دولة الكويت، وهو القادر بالسير على النهج الصحيح، الذى أرسى دعائمه الشيخ صُباح رحمه الله وغفر له.
وفي الختام، نتعهد للمغفور له «أبونا صُباح»، بالسير على خطاه، كأسرة واحدة، متحدة، ومتحابة، تُكمل المسيرة، وتستمر على العهد في العطاء، والتسامح، وتسعى دائماً لرفع راية الوطن أولاً.