صرخة «مكبوتة» من أبناء اللعبة... على وقع الظلم وتصفية الحسابات

اتحاد السباحة... كيانٌ بلا «إستراتيجيّة فنّية»

تصغير
تكبير

في الوقت الذي وضعت فيه غالبية الاتحادات الرياضية المحلية خطة عمل إستراتيجية وتطوير بعيدة المدى، يبدو اتحاد السباحة وكأنه غير موجود تماماً، في ظل «الربّان الغائب عن السمع».

وبالتالي، لا عجب إذا ما أصبحت شؤونه الفنية «مفككة»، لا بل بدأت بالتحلل.

مجلس الإدارة الحالي، ومنذ أن تسلم مهامه أو بالأحرى عاد بحلة تشبه القديمة بقيادة الرئيس «الغائب الحاضر»، يسير بـ«البركة» ولا يمتلك أي خطة إستراتيجية، بل ولم يكلف نفسه حتى التفكير بها.

والأسوأ من ذلك أن المجلس عمد إلى تفكيك الأجهزة الفنية لمنتخباته، ما أدى حكماً إلى تفكيك فني لدى الغالبية الساحقة من منتخبات الألعاب المائية بمختلف فئاتها.

سياسة «تصفية الحسابات الضمنية» التي قام بها المجلس وأدت إلى هذا «الاهتزاز الفني»، بدأت بالاستغناء عن كوادر وطنية مميزة في منتخبات السباحة مثل مصطفى الحرز وسلطان العتيبي ومحمد زكريا، وفي لعبة كرة الماء مثل يوسف التوحيد، لذنب واحد وهو أن هؤلاء يعملون من أجل المصلحة العامة ولا يخضعون للولاءات.

كما تم استبعاد الإداريين المشرفين على منتخبات السباحة والغطس وكرة الماء، أيام الإيقاف الدولي، حيث كانت جهودهم المخلصة تنصب آنذاك على تجميع المنتخبات والسباحين واللاعبين لمجرد الحفاظ عليهم وتدريباتهم واستعداداتهم وكينونتهم ومنعاً لأي تفكك أو هبوط في المستوى، رغم الصعوبات التي وقفت عثرة في وجههم بسبب تعليمات «متنفذين» كانوا «يوعزون» إلى الاتحادات الخليجية والعربية والآسيوية بعدم السماح للمنتخبات الكويتية أو سباحيها بالمشاركة في أي من بطولاتها إلا تحت علم الاتحاد الدولي (فينا).

هذا الصراع الماضي الذي افتعله «المتنفذون» ليسيطروا على الاتحاد، عن طريق منع جهود «المخلصين» في الحفاظ على اللعبة والمشاركة خارجياً، يعطي أفضل دليل على أن ما جرى من تفكك فني نتيجة غياب الإستراتيجية، ليس سوى «تصفية حسابات»، وبالتالي لا عجب في أن نرى تخبطات فنية داخل الاتحاد «النائم في العسل» والذي أصبح مجرد «وجاهة للرئيس» الذي تفرغ لشؤونه الخاصة بعدما وضع الأمر في يد «عضو تنفيذي».

وقد لا نستغرب من غياب الخطة أو الإستراتيجية لو عرفنا هوية من يمسك بإدارة دفة الأجهزة الفنية، بعدما عهد مجلس الإدارة ورئيسه «الذي يحضر الاجتماعات فقط»، بالمهمة إلى شخصية لا تملك أي مؤهلات فنية أو شهادات مختصة، ولا هي خريجة تربوية أو رياضية، وبعضنا قد يسمع بها للمرة الأولى.

فكيف تتطور لعبة مثل السباحة أصبحت «منجم» ميداليات أولمبية وعالمية ومعياراً للتطور في عدد من الدول «غير الكبرى» التي تبحث عن مراكز متقدمة دولية، والذي يمسك دفة إدارتها فنياً شخص ليس على قدر الطموح والمؤهلات اللازمة لقيادة «جيش» من السباحين من عمر 10 سنوات إلى فئة العمومي؟

«الداخل مفقود والخارج مولود» في اتحاد السباحة و«تصفية الحسابات» امتد إلى الجانب الفني، ولا عجب إذا انهار «البيت على من فيه»، وتراجعت النتائج، فالإدارة هي المرآة التي تعكس أي تطور وتنعكس إيجاباً أو سلباً على النواحي الفنية.

هذا الأمر الذي رصدناه وما زلنا، يعكس صرخة «مكبوتة» لدى أبناء هذه اللعبة من أجهزة عاملة ولاعبين وسباحين ملّوا جميعاً من المشهد المؤسف داخل أحد أكبر وأهم الاتحادات وضمن مؤسسة رياضية مفترض بها أن تخرّج أبطالاً وخيرة الإداريين، لا أن يشهدوا على تفكك فني داخل مجلس لا يعمل إلا بـ«بنصف ماكينة»، وترك «الغراب ينعق» على أطلال اتحاد أضحى شبيهاً بـ«الخرابة».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي