No Script

حروف نيرة

دع الخلق للخالق

تصغير
تكبير

المرء يتجنّب الفضول ويترك ما لا يحتاج إليه في دينه ودنياه... ويوجه نفسه لما ينفعها، ويهتم بأمور حياته وينشغل بما يخصّه، وكل ما فيه خير له ولمجتمعه، فيدع ما لا يعنيه ولا يفيده، يقول رسولنا الكريم: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) في الحديث رفضاً تاماً لسلوك الفضول، فهو ينهى عن تدخّل الإنسان فيما لا يخصّه لأنّه قد يضر نفسه، أو يُشوش على غيره، يقول الإمام الغزالي رحمه الله: «فإن شُغلت بما لا يعنيك فإنّك مُضيّع لزمانك ومحاسب على عمل لسانك».

ورغم أنّنا أكثر أمة تملك نصوصاً وتوجيهات للبعد عن الفضول والتطفّل... إلا أنّ الفضول يزيد في مجتمعنا، بينما المجتمع الغربي يحترم الخصوصيات ولا يتابع ويراقب الآخرين.

عيوبنا أولى بالمراقبة فلا نمارس دَوْر المُراقِب، ونسلِّط أعيننا على الناس، ونكثر من السؤال، فالله تعالى لم يوكل إلينا ذلك... من أشغل نفسه بالآخرين وتطلّع في كل صغيرة وكبيرة وترصدهم في حركاتهم وسكناتهم وماذا عملوا؟! وماذا سيعملون؟ وأصبحوا شغله الشاغل وهمّه الذي يؤرّقه ليل نهار فلن يشعر بالراحة إلا إذا جعل كلمة: (دع الخلق للخالق) قاعدة في حياته.

الإنسان العاقل يصلح نفسه ويشغلها بالطاعة ويحفظ لسانه عن تصيُّد الأخطاء وكثرة السؤال والتدخل في الأسرار ومراقبة الناس؛ التي قد توقعه في أعراضهم بالقيل والقال... الشخص الفضولي الذي يرغب بالاطلاع على خصوصيات الناس ومعرفة المزيد عن حياتهم، ويميل إلى التدخل في أمورهم ويكثر في طرح أسئلة شخصية لا تعنيه، كالسؤال عن راتبك أو أسرارك الزوجية يصعب التعامل معه، ومع تقبُّل فضوله لحسن العلاقة أو القرابة، تزداد تساؤلاته بشكل مزعج يفوق الحد، فيكون ردك بطريقة حادة دون أن تشعر، فتقع في مشكلة أكبر، وإن تعاملت مع المتطفل بصراحة ولين قد يكون ذلك حلاً ولكنّه موقت، الحل المثالي حتى توقفه عن هذا السلوك عدم إعطائه المعلومة التي يبحث عنها، أو الرد على الأسئلة الفضولية بإجابات غير مؤكدة، وعدم إعطائه الانتباه الكامل، باعتبار أنّك لم تسمع ما قاله، مع إظهار عدم الرغبة في التحدّث بالشيء الذي يطرحه عليك بصورة غير مباشرة، حتى ينصرف عن طرح أسئلته الفضولية ويتعوّد على ألا يحشر نفسه فيما لا يعنيه.

aalsenan@hotmail.com

aaalsenan @

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي