ترامب يستعرض خارج المستشفى وعلى «تويتر» وخبراء الصحة يردّون... لم يتعلم شيئاً على الإطلاق

ترامب يحيي مؤيديه أمام مستشفى وولتر ريد   (أ ف ب)
تصغير
تكبير

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تصميمه على العودة إلى حملته الانتخابية بعاصفة تغريدات في ساعة مبكرة من فجر أمس، بعدما أثار غضب الفرق الطبية، ليل الأحد، عندما خرج في «زيارة مفاجئة»، لإلقاء التحية على أنصاره أمام المستشفى التي يعالج فيها من مرض «كوفيد - 19».

وكان ترامب يضع الكمامة عندما لوّح بيده من داخل سيارته المصفحة خلال الجولة المقتضبة أمام مركز وولتر ريد العسكري، والتي جاءت على ما يبدو لاستعادة التحكم بالحديث عن حالته الصحية التي تتحسن، بعد نهاية أسبوع وتصريحات مربكة من أطبائه.ولوّح مؤيدو الرئيس الجمهوري، بأعلام حملته الانتخابية مرددين «أميركا! أميركا!».

وكان ترامب نشر قبيل الجولة تسجيل فيديو على «تويتر» أعلن فيه «سنقوم بزيارة مفاجئة لبعض الوطنيين العظماء في شوارعنا».

وفجر أمس، نشر الرئيس الحريص على تأكيد انه يمسك بزمام الأمور رغم مرضه، نشر 15 تغريدة بالأحرف العريضة خلال 30 دقيقة، مستقطباً الناخبين بإعلانه عن نجاحات قياسية في ولايته الأولى، من خفض الضرائب وارتفاع الأسواق المالية وحماية حقوق حمل السلاح إلى الحريات الدينية.

وجاءت الجولة المفاجئة مع إعلان أطباء ترامب ارتياحهم إزاء تحسّن حالته.

لكن الخبراء اشتكوا من أن خروجه من المستشفى ينتهك تدابير الصحة العامة التي فرضتها حكومته والتي تطلب من المرضى عزل أنفسهم فيما لا يزالون يتلقون العلاج وينقلون الفيروس، ويعرض للخطر الجهاز الخاص المكلّف حمايته.

وترامب الذي كثيراً ما تعرّض للانتقاد لاستخفافه بإرشادات الصحة العامة ونشر معلومات مضللة حول الوباء، نشر فيديو قبل الجولة على «تويتر»، قال فيه إنه «تعلّم الكثير عن كوفيد - 19» في صراعه مع الفيروس، الذي أصاب نحو 7.65 مليون أميركي وأودى بحياة أكثر من 214 ألفاً.

لكن خبراء الصحة سارعوا إلى انتقاد «الحملة» التي اعتبروا أنها تظهر بأنه لم يتعلم شيئاً على الإطلاق، بينما اعلنت الناطقة باسم البيت الأبيض كيلي ماكيناني أمس، إصابتها بالفيروس «من دون أن اشعر بأعراض»، موضحة إنها التزمت الحجر الصحي.

وقال كبير الخبراء المكلّفين حالات الكوارث في جامعة جورج واشنطن «كل شخص كان في السيارة خلال تلك الجولة الرئاسية غير الضرورية إطلاقاً، يتعيّن الآن أن يخضع للحجر الصحي لـ 14 يوماً».

وأضاف: «قد يمرضون، قد يموتون. من أجل عرض سياسي. تلقوا أمراً من ترامب لتعريض حياتهم للخطر للقيام بعرض. هذا جنون».

وقال الناطق باسم البيت الأبيض جاد دير، إنه تم اتخاذ الاحتياطات «المناسبة» لحماية ترامب وفريق دعمه، بما يشمل مستلزمات الوقاية.

غير أن رئيس دائرة الأخلاق الطبية وسياسات الصحة في جامعة بنسلفانيا زيكي إيمانيويل، وصف الجولة بـ«المعيبة».

وكتب على «تويتر»، «جعل عناصر حمايته الخاصة في السيارة نفسها مع مريض بكوفيد - 19، ونوافذها مغلقة أيضاً، عرضهم من دون داع لخطر الإصابة بالعدوى. ومن أجل ماذا؟ حملة علاقات عامة».

وكان الرئيس نقل جواً إلى وولتر ريد، الجمعة، وكانت حرارته مرتفعة بعد «تطور سريع» للمرض وانخفاض مستوى الاوكسيجين إلى درجة تُثير القلق وفق ما ذكر طبيبه شون كونلي خلال إيجاز، الأحد.

وقال خبراء الصحة إن الرسالة الصادرة عن إدارته، خصوصاً فريق ترامب الطبي، تسببت بإرباك واسع، وأقر كونلي بأنه لم يكشف بأنه احتاج إلى إمداده بالأوكسجين، لتقديم صورة «متفائلة».

وأعطى رواية متفائلة عن تحسن حالة ترامب السبت، لكن كبير مسؤولي البيت الأبيض مارك ميدوز، قال بعد ذلك على الفور، إن حالة الرئيس كانت «مقلقة جداً».

ومع دخول معركته الانتخابية شهرها الأخير أمام منافسه الديموقراطي جو بايدن، فإن مرض ترامب ودخوله المستشفى أبعداه عن أكثر ما يبرع في القيام به، وهو القيام بالحملة الانتخابية.

لكنّ ترامب ومستشاريه بذلوا كل ما بوسعهم لإثبات الاستمرارية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي