No Script

«إصابة مبكرة» أبعدته عن ممارسة كرة القدم... لكنه بقي شغوفاً بمتابعتها وداعماً للمجال الرياضي بأطيافه كافة

نواف الأحمد... «والد» الرياضيين

سمو الأمير في لقطة مع لاعبي القادسية ورئيس النادي الشيخ فهد الأحمد بعد تتويج «الأصفر» بكأس الأمير 1979... ويبدو في أعلى الصورة نجل سموه الشيخ عبدالله
سمو الأمير في لقطة مع لاعبي القادسية ورئيس النادي الشيخ فهد الأحمد بعد تتويج «الأصفر» بكأس الأمير 1979... ويبدو في أعلى الصورة نجل سموه الشيخ عبدالله
تصغير
تكبير

المتتبع لمسیرة سمو أمیر البلاد، الشیخ نواف الأحمد الجابر الصباح، یلمس اهتماماً واضحاً من قِبل سموه بالریاضة ومجالها، سواء كممارسة أو متابعة، وهو یولي القطاع المهم اهتماماً بالغاً منذ بدایة حیاته من دون ان ینطفئ هذا الشغف حتى بعد تقلده المناصب الكبیرة في العمل العام واضطلاعه بمهام جسام.

هذا الشغف نقله سموه إلى أبنائه الأربعة، فكان بحق «والد» الریاضیین الذین مارسوا جمیعاً الریاضة كلاعبي كرة قدم، ومنهم من مثّل أندیة كبیرة، حيث دافع الشيخ أحمد النواف عن الوان العربي كمهاجم، قبل ان یبتعد بداعي الاصابة ویتجه للعمل الاداري عضواً في اتحاد اللعبة.

اما الشيخ عبدالله النواف، فكان أحد نجوم القادسیة في «عصره الذهبي»، وساهم، تحت انظار والده، في تحقیق «الأصفر» للقب دوري الموسم 1977-1978، بإحرازه أحد هدفي الفوز على السالمیة في الجولة الأخیرة.

بدوره، كان الشيخ فيصل النواف حارساً للمرمى في صفوف «الأخضر» قبل ان ینتقل الى الساحل، بصحبة المدرب الراحل جاسم السبتي.

أما شقيقه الشيخ سالم النواف، فكان لاعباً في المراحل السنیة للنادي العربي.

كان سموه یمارس «الدیموقراطیة الریاضیة»، فرغم حب سموه لنادي القادسیة، الا ان ذلك لم يقف حائلاً دون انضمام معظم أبنائه الى الغریم العربي، ولطالما ابدى سعادته بما تحققه الاندیة الكویتیة، فكان والداً للریاضیین، كما هو الحال في منزله.

الشغف بالریاضة تحدث عنه سمو الشیخ نواف الاحمد في أكثر من لقاء اخترنا منها حدیثاً مع مجلة «أجیال» الریاضیة في 1974.

قال سموه حينما كان محافظاً لحولي: «الریاضة هي الأخلاق، الریاضة ما هي إلا خلق طیب یتحلى به الفرد. یجب ان یكون كل مواطن ذا خلق ریاضي، ولا بد ان تكون هناك أخلاق. فالشخص، عندما یحب الریاضة ویمارسها، فهي تجنبه أموراً غیر مستحبة. الریاضي غالباً ما یكون ملتزماً، لا یمارس أموراً مخلة بالنظام أو القانون. لذا اتمنى ان یمارس المواطنون كافة أي نوع من أنواع الریاضة، لأنها خلق وأدب واحترام، فضلاً عن كونها ذات فائدة كبیرة على الإنسان وصحته».

وكشف سمو الأمیر عن ممارسته لكرة القدم في مرحلة مبكرة من حیاته، وعن سبب تركه قال: «الإصابة حالت دون استمراري. كنت أمارس كرة القدم، لكن اللعبة لم تكن منظمة كما هو الحال الآن. كنت ألعب في الفریج، وفي إحدى المباریات، أُصبت من قِبل أحد (الربع) في المدرسة المباركیة. في ذلك الوقت، لم یكن هناك طب ریاضي وعلاج، فكرهت مزاولة اللعبة، لكنني أحبها كهوایة من خلال المشاهدة».

وتطرق سمو الشیخ نواف الى علاقته بنادي القادسیة الذي اصبح لاحقاً رئیسه الفخري، فذكر بأن حبه لـ«القلعة الصفراء» بدأ منذ سنوات، وقال: «كنت أحب النادي لكن من بعید. تجدني أحضر المباریات وأجلس على مدرج جمهور الدرجة الثانیة دون علم أحد لأني أحب الاصفر، لكن زاد حبي له عندما حضر الشیخ فهد الأحمد واخوانه أعضاء مجلس الادارة وساروا في الطریق وأخذت سمعة النادي في الارتفاع شیئاً فشیئاً».

وأضاف: «بصراحة، الإدارة هي كل شيء، وهي التي رفعت اسم النادي عالیاً بحیث ان هناك فرقاً أجنبیة ممن تتمتع بسمعة عالية، كانت تتصل بإدارة القادسية وتعرض اللعب معه».

ورغم حب سمو الشیخ نواف للقادسیة الا انه ظل یعتبر الریاضیین كافة من ابنائه ویولیهم الاهتمام نفسه.

وفي أكثر من مناسبة، كان سموه یؤكد حرصه على ابنائه الریاضیین ودعمه الكبیر لهم مادیاً ومعنویاً، فضلاً عن حرصه على التواجد في المناسبات الریاضیة، منذ تسلمه اول المناصب محافظاً لحولي في ستینات القرن الماضي.

یشدد سموه على أهمیة التحلي بالأخلاق الریاضیة، فیقول: «الریاضي الحق في رأیي یجب ان یتحلى بالاخلاق العالیة وتكون میزته الصدق وحب الخیر والعمل الجاد، وان یحافظ على صحته ومواعیده وتدریباته. فلو توافرت هذه الخصال في الریاضي، لأصبح في نظري الریاضي الحق. أهم شيء هو الاخلاق لان الفوز والخسارة سمة اي مباراة ونتیجة طبیعیة لأي تنافس ریاضي».

ووجه سموه نصیحة الى الریاضیين قائلاً: «علیكم بالمواظبة على التدریب والتقیّد بأوامر المدرب والإدارة والإداریین. على اللاعب أن یبتعد عن الأنانیة، فإذا دخلت الأنانیة نفسه فمعناه انه انتهى، لأن الأنانیة هي بدایة المرحلة التي تسبق الغرور ومعنى ذلك انه نزل إلى آخر درجة من درجات الأخلاق الریاضیة. لذا، یجب ان یؤمن اللاعب ویعي ان النادي هو الذي أبرزه أمام الجماهیر، والنادي قادر على ان ینزله من منصات الأحلام النرجسیة إذا أصیب بالغرور أو الأنانیة. ما أرجوه من اخواني اللاعبین هو ان یواظبوا على تدریبهم ویمتنعوا عن السهر وان یتقیدوا بأوامر مسؤولیهم».

وتطرق سموه إلى دور الجمهور: «ما أرجوه من الجمهور هو التشجیع النزیه الراقي، إذ ان أي مباراة یجب أن تتسم أخلاق الجمهور فيها بالرقي بعیداً عن التعصب سواء كان الخصم أجنبیاً أو محلیاً».

ویضیف: «لكن لي ملاحظة أكررها عن التعصب الزائد، فهو یضر أكثر مما ینفع. أرجو من الجمهور ألا یشجع اللاعب الذي یخطئ. بعض الجماهیر، من شدة تعصبها، ترى أخطاء اللاعب صحیحة، وهذا ما لا اؤیده، بل وارفضه. فأنا، مهما تعصبت، یجب ان اشجع اللاعب الذي یسیر على الطریق السلیم، وحین یخطئ یجب عدم تأییده بل إشعاره بعدم الرضا عن هذا الخطأ حتى لا یستمر فيه ویتمادى».

ویبدي سموه رفضه التركیز على كرة القدم على حساب غیرها من الألعاب، معتبراً ان ذلك مجحف: «بصراحة، الاندیة تقوم بواجبها لخدمة المجتمع، لكن هناك خطأ في بعضها، وهو انها تركز على كرة القدم. هذا اجحاف بحق بقیة الالعاب وحتى بحق اللاعبین الذین یشعرون بالاحباط. على اندیتنا ان تهتم بالریاضات كافة لتعم الفائدة بشكل اكبر وتكون لدینا قاعدة كبیرة للمشاركات الخارجیة حتى نتمكن من ابراز وجه الكویت الحضاري من الجانب الریاضي».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي