تحدّثوا عن دوره الفاعل في إثراء الحياة الثقافية في الكويت

مثقّفون وفنانون تشكيليون: أمير الإنسانية... أهدانا السلام والأمان ورحل

تصغير
تكبير

الفقد لم يكن سهلاً على الشعب الكويتي وشعوب العالم كافة... لأنّه طال شخصية تمكّنت بفضل مسيرتها الطيبة في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، من أن تحفر اسمها بكلمات من نور، إنّه أمير الإنسانية والحكمة والحنكة السياسية الشيخ صباح الاحمد رحمه الله، الذي نزل خبر وفاته كالصاعقة على قلوب محبيه.

وترصد «الراي» خلال هذه المساحة ردود أفعال مثقفين وأدباء وفنانين تشكيليين، تلك التي تعكس الحب الكبير الذي يحمله هؤلاء تجاه الأمير الراحل، وما يُمثله من رمز للخير والحب والسلام والاستقرار في الكويت، بفضل تاريخه الطويل في العمل الجاد والصادق في سبيل رفعة الكويت، كما استذكروا ما قام به الشيخ صباح الأحمد رحمه الله من إنجازات ثقافية وفنية في مجالات مختلفة.

مدير ديوانية شعراء النبط أمين السر الشاعر نصار الخمسان أوضح أنّ الأمير رحمه الله، رمز من رموز العمل الإنساني ليس في الكويت فقط ولكن في كل العالم، من خلال ما قام به من مجهودات جبارة تدل على قلبه الكبير المحب للجميع، واستذكر الخمسان اهتمام الأمير الراحل ورعايته لديوانية شعراء النبط، والاهتمام بأنشطتها المختلفة، من خلال زياراته الرمضانية لمبنى الديوانية، واهتمامه بالثقافة والأدب في كل المجالات.

والباحث عيسى دشتي قال: «إنا لله وإنا إليه راجعون... تلقينا ببالغ الحزن والأسى خبر وفاة قائدنا ووالدنا أمير دولة الكويت الخامس عشر الشيخ صباح الأحمد الجابر فقدنا هذا الوالد الحكيم القائد المشجع، لكن إيماننا بالله كبير بأن يعوضنا خير خلف له وثقتنا كبيرة بحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد حفظه الله ورعاه، الذي ندعو له بكل توفيق في إكمال مسيرة أسرة الخير.

بالنسبة لي كمواطن كويتي عشت ورأيت القائد الحكيم رحمه الله وهو يعمل مجتهداً منذ صغر سنه في مختلف المناصب والمراكز كان همه الأول والأخير هو رفعة شأن واسم دولة الكويت، وأن تكون هي المميزة والفريدة بكل إنجازاتها وخصوصاً الإنجازات الشبابية، وكان لي الشرف بأن ألتقي بالأمير الراحل رحمه الله، في قصر بيان عندما تم اختيارنا للمشاريع الشبابية، وأتذكر تفاصيل ذلك اللقاء وكلماته المشجعة والداعمة ونظرة عيونه لك وأنت تتحدّث إليه، وكانت تملأُها السعادة وكلماته المشجّعة، التي تعطيك الطاقة للإنجاز، وبذل المزيد من الجهد، نتحدث عن هذا القائد والوالد الذي فقدناه والذي كنّا نحس أنّه أبونا وراعي البيت العود، أتكلم كمؤلف ومؤرخ للعلاقات الكويتية - البريطانية، ومع كل إصدار كنت أرسله له كانت تأتيني تلك الرسالة التي تحمل أجمل العبارات والكلمات، وكانت الداعم الرئيسي والأساسي لي، من أجل إنجاز المزيد من العمل، وكم كانت سادتي كبيرة حينما تصلني رسالة يشكرني فيها على كتاب من تأليفي أو معرض قمت بإعداده، مما كان يدفعني للعمل أكثر وأصبح عندي الحب كي أنجز وأقوم بتأليف كتب جديدة لأهديها إلى والدنا رحمه الله، كي نقول له نحن جيل الشباب المهتم بالكويت.

لن ننساه وسيظل حياً في ذكرياتنا هذه الدنيا وتبقى الذكرى الجميلة والكلمات ورسائله، ويأتي دورنا كمؤرخين فالمهمة كبيرة لتوثيق جوانب من حياته.

رحمه الله لن ننساه فبصماته واضحة للأدباء والمؤرخين، وسنعمل على توثيق الكثير من جوانبها.

أستاذ القانون الخاص في كلية الدراسات التجارية الدكتور يوسف الأنصاري قال: رحم الله والدنا وقائد مسيرتنا حضرة صاحب السمو الأمير المغفور له بإذن الله الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، نسأل الله العلي القدير أن يتقبّله بقبول حسن وأن يتجاوز عنه ويسكنه الجنة، ونسأل الله عزوجل أن يلهم أسرة آل الصباح الكرام الصبر والسلوان على فراق فقيدنا الكبير وراعي نهضتنا، الذي بلغت مساعيه الإنسانية بالدرجة الاولى الآفاق وستكون خير رفيق لسموه في رحلته الى الباري سبحانه.

فقد كان رحمه الله مخلصاً ودؤوباً في مساعيه الأخوية بين أخوانه قادة الأمة الإسلامية والعربية، ومساعيه السياسية الرائعة يشهد لها القاصي والداني لاحترافه وتمكّن حكمته وفراسته رحمه الله في احتواء كل الأزمات والصعوبات، التي ظهرت على المستويين المحلي والدولي، ولقد استحق قائدنا ووالدنا سمو الأمير لقب الإنسانية بجدارة شخصيته الفذة، وبسند شعبه العظيم المحب للخير، وقد ترك خلفه الاستقرار التام لمجتمعنا وأوكل استمرار زمام مسيرتها لخير خلف حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، نسأل الله العلي القدير أن يُسدّده ويوفّقه إلى كل خير، فهو خلف لخير سلف، فاللهم احفظ أميرنا وشعبنا ووطننا من كل سوء وسائر الأوطان من حولنا اللهم آمين.

والكاتب وليد المسلم قال:«فقدت الأمة العربية وفقدت دولة الكويت، وفقدت الإنسانية كلها، رجلاً من أغلى الرجال وأخلصهم وأشجعهم، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت. إنّ القلب ليحزن وإنّ العين لتدمع وإنّا على فراق أميرنا الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح».

‫وأضاف:«اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد، اللهم اجعل مثواه الجنة يارب العالمين والهم أهل دولة الكويت الصبر والسلوان».

وقالت الدكتورة ليلى السبعان:«غاب أمير الحكمة والعقل. فقد كان الضمير العربي الصادق. والسياسي والديبلوماسي المحنك. الذي قاد سفينة الكويت بعقل لا يساوم. على مواقفه الوطنية بكل شفافية وثوابت راسخة، علمنا حب الوطن وخدم شعبة وأمتيه العربية والاسلامية ومد جسور التواصل بين الكويت والعالم ولم يدخل في نزاع إلا وبذل جهداً للوفاق. نعم فقدت الكويت قائداً وفياً لمبادئه الإنسانية، فقد كانت حياته حافلة بالعطاء وبخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وكان حاكماً عربياً متميزاً بحبه الكبير والولاء لامتيه العربية والإسلامة وقضايا الإنسانية، رحم الله بابا صباح وأسكنه فسيح جناته.

ومن جانبه قال عضو رابطة الأدباء الأديب حميدي حمود: ماذا أقول وبماذا أتحدّث عن والدي ووالد الجميع صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، كل الكلام يقف أمام هيبة ترجّل هذا القائد، قائد نهضتنا وقائد العمل الإنساني وقائد الديبلوماسية في العالم.

إنّ مصابنا جلل ليس فقط في الكويت ولكن في العالم العربي والاسلامي والدولي على حد سواء.

مآثر والدنا عديدة لا نستطيع حصرها في كلمات وجمل، يكفينا أنّه كان أباً حانياً على الجميع، كان يخاف علينا ويسهر على راحتنا ويوفّر الرفاه والأمن والأمان لنا ويقود مركب مسيرتنا باقتدار، وبحكمة بالغة وسط مخاطر وأهوال محيطة بنا، ومن ينظر لأوضاع المنطقة يدرك عظم ذلك، نعد والدنا أمام الله بأنّنا سنتمسّك بكلماته السامية للحفاظ على أمن واستقرار بلدنا الغالي الكويت.

والباحث عضو رابطة الأدباء فهد العبدالجليل قال: ندعو الله تعالى أن يرحم الأمير الراحل، الذي كانت له بصماته الواضحة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية والثقافية والفنية، وساهم منذ شبابه الاول في نهضة الكويت، وكان رحمه الله شعلة من النشاط، وداعماً للشباب والمبدعين والمتميّزين من أهل الكويت، كما امتدت اهتماماته إلى خارج حدود الكويت من خلال رغبته في استتباب السلام، والمصالحة بين الأشقاء، ونصرة المجتمعات التي تتعرّض للنكبات من خلال المساعدات الفورية. رحم الله الأمير الراحل وأسكنه فسيح الجنات، ووفّق الله أميرنا الشيخ نواف الأحمد حفظه الله لما فيه مصلحة الشعب الكويتي.

وقال الدكتور مبارك العجمي: فقد العالم أجمع قائداً سياسياً حكيماً استطاع أن يضع بلاده على خارطة الدول الفاعلة والمؤثرة، شيخ الديبلوماسية وأمير الإنسانية سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الذي تفرّد بمواقفه وأفعاله النبيلة التي باتت نبراساً ومنهجاً يُحتذى به في العلاقات الدولية والإنسانية.

كرّس الراحل حياته في تعزيز السلم والأمن الدوليين والوساطة بين الفرقاء في مختلف بقاع العالم، مما أدى الى نشر السلام والوئام بين كثير من الدول والجماعات المتناحرة، كذلك مبادرات سموه رحمه الله في دعم الدول النامية والفقيرة وتقديم العون والمساعدة ومحاربة الفقر بشتى أنواعه.

وحرصه الشديد على حياة البشر بعيداً عن الفروقات العرقية والمذهبية، فقد وجه رحمه الله منذ عقود من الزمن الجهات المعنية في الكويت والجمعيات الخيرية على إرسال المساعدات وبناء المدارس والمستشفيات في الدول المنكوبة والمتعثّرة، لغاية واحدة هي حياة الإنسان، فاستحق أن يُكرّم وأن يُمنح لقب قائد العمل الانساني والكويت هي مركز له. فقد كان «صباح الإنسان» نبراساً قائداً فريداً يصعب تكراره.

تعازينا للوطن وسمو الأمير المفدى الشيخ نواف الأحمد الجابر ولجميع أسرة آل صباح الكرام والشعب الكويتي الوفي والمقيمين على ثرى الكويت الطاهر.»إنا لله وإنا إليه راجعون».

والفنان التشكيلي فاضل العبار قال: الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح رحمه الله، أمير الإنسانية منذ أن كان ممثل الكويت لدى الأمم المتحدة لمدة 30 سنة، ورفع اسم الكويت إلى أعلى وحصل على التقدير العالمي للإنسانية، كما نقدم جزيل الشكر والامتنان لعائلة الصباح وجميع حكام الكويت، الذين حافظوا على سلامة وتقدّم الكويت في جميع المجالات.

وقالت الفنان التشكيلية سكينة الكوت: كان الأمير الراحل رحمه الله عميد الديبلوماسية في العالم ومعلماً للسلطات، اهتم بالبشر كافة، وكيف يكون للإنسان حق في ثروات بلده، وانشغل طوال حياته بقضايا الشعوب محاولاً التخفيف من أزماتها... اللهم ارحم الشيخ صباح الأحمد الصباح وأنزله عندك خير منزلة واحشره مع الصديقين والشهداء.

وقال عبد العزيز طاهر الخطيب المحامي: ‏أمير بلدي حاز فخرنا، غاب عنا بعدما أثبت أنّ لمفهوم المال قيمة إنسانية، وبعد بذله جهوداً لجعل السلام والحوار عاملين مشتركين بين الأمم، وأنّ أساس الحكم الرشيد إيجاد التواصل بين الحاكم والمحكومين، رحم الله الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح رحمةً واسعة، فالكويتيون يثمّنون مبادرات المشاركة بالأحزان.

الفنان التشكيلية سوزان بشناق قالت: ذرفت الدموع لفراق الوالد القائد الإنسان الحكيم... قائد عظيم وشخصية لن تتكرّر دخل قلوب جميع الشعوب، وجميع الأمم بحنكته السياسية وديبلوماسيته، الكل تأثر بوفاته ليس كونه أميرنا إنما شعورنا بأُبوّته... سنفتقد ابتسامته المشرقة وقلبه العطوف... كلنا تأثرنا بفراقه وكل بيت حزن عليه، والطيبون لا يرحلون يبقى تاريخهم المشرّف حاضراً في قلوب الشعوب والأجيال.

وقالت الفنانة التشكيلية منى عبدالباري: إنّ وفاة الوالد القائد الغالي الأمير صباح الأحمد الصباح خسارة كبيرة للصغير قبل الكبير، للمواطن والمقيم، والعيون التي ذرفت الدموع من أجل الشيخ صباح الأحمد قليلة في حقه ومهما تكلّمنا في حقه فلن نوفيه فهو أمير التواضع، وصاحب الابتسامة الهادئة، فمواقفه تسبق كلماته، ويكفي فخراً واعتزازاً للأُمتين العربية والإسلامية، بشخصية حاولت دوماً السعى في التوحيد لا التفريق، ومد يد العون والسلام، في النهاية لا يسعنا سوى أن نقول الحمد لله ولا اعتراض على حكم الله، قدّرالله وما شاء فعل، فهذا هو قانون الحياة.

وأوضح الفنان التشكيلي قاسم ياسين قائلاً: بداية أتقدّم بخالص العزاء وصادق المواساة إلى أسرة الصباح الكرام، وإلى الشعب الكويتي الوفي وإلى الأُمتين العربية والإسلامية بأسمى آيات التعازي والحزن، على فقيد الكويت الغالي قائدنا وقائد الإنسانية وراعي نهضتنا وتقدّمنا الحضاري والعمراني والثقافي، المغفور له بإذن الله تعالى سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ونسأل المولى عز وجل أن يتغمّده بواسع رحمته وأن يُدخله فسيح جناته، وأن يجعل خلفه ووصيه وعضده وأخاه صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح خير خلف لخير سلف، وأن يوفّقه الله لما فيه خير ونهضة وتقدّم الكويت وشعبها للمراتب والمكانة المرموقة العليا بين شعوب العالم، وأن يستمر سموه بتكملة المسيرة الانسانية ولتكون الكويت رائدة في العمل التطوعي وداعمة لكل الشعوب الفقيرة المستضعفة المحبة للسلام.

وقالت الكاتبة جميلة سيد علي: عندما نتحدّث عن أميرنا الراحل سمو الشيخ صباح الأحمد - طيب الله ثراه - فنحن نتحدّث عن الكويت بخيرها وعطائها... عن والد احتضن أبناءه أعواماً طويلة، حرص فيها على أمنهم ورفاههم وحقّق لهم أحلامهم.

سيُخلّد التاريخ اسم قائد حكيم أفنى حياته في دعم وتأييد القضايا الإنسانية العادلة، حيثما وجدت وبأساليب سلمية متفرّدة. كما اهتم أميرنا المعطاء بتسخير إمكانات الدولة لتحقيق ازدهار الثقافة والأدب والفنون بجميع أشكالها بين الأدباء والفنانين الكويتيين. وبفضل هذه الرعاية السامية تشع ثقافة الكويت منارة مضيئة لما حولها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي