متاهات

الثلاثاء المظلم

تصغير
تكبير

هو ليس حزناً عادياً كي يكتب أي كاتب مقالاً يرثي فيه فقيداً عزيزاً عليه، هو شعور ممزوج ما بين ألم كسر الظهر وما بين شعور العمى وفقدان البصر.

نزل الخبر على قنوات العالم وكأنه صاعقة، هو أمر الله وكلنا إلى الله راجعون، ولكن شعور «الفقد» موجع، فما بالك والمفقود «صباح الأحمد» الأب والسند والحامي أمير البلاد.

ترجل «بوناصر» بعد أكثر من سبعة عقود من العمل في الشأن العام وخدمة الكويت وشعبها ومن يقيم عليها، أفنى حياته جلها لخدمة وطنه وأمته وعروبته، وولاؤه المطلق كان للجزيرة العربية وشعوبها.

رحل ولم ترحل صورة ابتسامته الدائمة، التي لم تفارقه ولن تغيب عن ذاكرة من يتذكره.

لو كانت الحياة حرباً والصراع معركة، لتأكدت بأنه أعظم الفرسان الذي لم يُعد سيفه إلى غمده منذ سنوات.

شرس في المحافل الديبلوماسية وفي المعارك السياسية، وحنون في الأعمال الإنسانية، وتظن بأنه أب لكل فقير ومحتاج في هذا الكوكب، لن تجد بلداً محتاجاً إلا واسمه في السطور الأولى بكل ما يستطيع، لم يدخر شيئاً على العالم فما بالك بشعبه؟ اختاره الشعب كثاني حاكم للكويت بعد صباح الأول، الذي يتم اختياره من الشعب مباشرةً، ولم يخذل الشعب ولم يخذل الدستور، عاش مدافعاً عنه وعن المؤسسة الدستورية طيلة حياته، حكم فعدل فرحل وأبكى خلفه شعوب العالم وليس فقط شعبه.

فقدك لا يعوضه فقد ولا كلمة عزاء ولا مواساة، إلا شعور الأمل بأنه من يخلفك هو من مدرستك ورفيق دربك وعضيدك نواف الطيبة.

غفر الله لصباح الأحمد وجعل الجنة داره، وأعان الله نواف الأحمد وسدد خطاه ورزقه بالبطانة الصالحة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي