«أمير الإنسانية»... راعي النهضة الرياضية

تصغير
تكبير

إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنّا على فراق والدنا وأميرنا وقائدنا المغفور له بإذن الله تعالى، سمو أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا «إنا لله وإنا إليه راجعون».

لا نعرف من أين نبدأ الحديث عن الراحل الكبير، طيب الله ثراه وجعل الجنة مسكنه ومأواه، فمن الصعوبة أن نتكلم عن قامة خليجية وعربية وعالمية بكلمات أو مقال أو حتى بكتاب عن شخصية ينحني لها العالم تقديراً وإجلالاً، كيف لا وهو شيخ الديبلوماسية و«قائد الإنسانية» الذي ترك بصمات لا تُنسى في تاريخ الكويت والعالم أجمع، رجل السلام والمحبة والتسامح. إن الحديث أو الكتابة عن الراحل الكبير بحاجة إلى مساحات واسعة، بل كتب عديدة.

لكن ليسمح لنا القراء بأن نتطرق إلى دوره واهتمامه بالشباب بشكل عام، والرياضيين بشكل خاص، حيث يمكننا القول بأنه كان بحق وراء نهضة رياضتنا على الأصعدة كافة.

كان للراحل الكبير دور كبير في ستينات القرن الماضي في عودة الأندية الرياضية بمسمياتها الجديدة الحالية، لإيمانه المطلق بالشباب والرياضة.

كان له دور أيضاً في صدور القانون رقم 24 لسنة 1962 في شأن الأندية وجمعيات النفع العام، بل وجد بأنه من الضروري أن يكون للرياضيين قانون خاص بهم.

من هنا، لعب سموه رحمه الله دوراً أساسياً في صدور المرسوم بالقانون رقم 42 لسنة 1978 في شأن الرياضة، كما أن آخر تلك القوانين الرياضية التي أصدرها سموه هو القانون رقم 87 لسنة 2017 في شأن الرياضة وتعديلاته.

وتجلى حرص سموه على دعم الرياضة من خلال ميزانيات تحقق طموح أبنائه الرياضيين، بصدور القانون رقم 21 لسنة 2016 في شأن دعم الأندية. ولحرص سموه على أبنائه، أصدر قانونين، أحدهما للرياضيين وهو «رقم 97» لسنة 2015 بإنشاء الهيئة العامة للرياضة، والآخر «رقم 100» لسنة 2015 في شأن إنشاء الهيئة العامة للشباب.

لا يمكننا أن ننسى مواقفه التاريخية في دعم الرياضة وتذليل كل الصعاب في سبيل عودتها إلى المنظومة الدولية، وتجلى ذلك في تشرف مسؤولي المؤسسات الرياضية بزيارة سموه لدى تواجدهم في الكويت وإعلانهم رفع الإيقاف عن الرياضة، في دليل على مكانة وعظمة سموه عالمياً.

كما كان سموه الموجه في إنهاء المشاكل المتعلقة باستاد جابر الأحمد الدولي، لأنه يحمل اسم «أمير القلوب» وقائدنا الراحل طيب الله ثراه، وقد تشرفت الأسرة الرياضية بحضور سموه في افتتاح الصرح الرياضي الكبير. لقد تشرفنا شخصياً بلقاء سموه رحمه الله في مناسبات عدة، وكانت كلماته وتوجيهاته نبراساً لنا كرياضيين، ومنها عندما كان كاتب هذه السطور رئيساً لنادي كاظمة الرياضي مع اللاعب الدولي السابق فواز بخيت بمناسبة اعتزال الأخير وبحضور أعضاء مجلس إدارة النادي.

استمعنا إلى توجيهاته القيمة وفتح لنا قلبه للحديث عن الأمور التي تهمنا كرياضيين، فكانت فرصة لاطلاع سموه على نقطتين مهمتين، أولاهما موضوع الاستثمار والعقبات التي تواجهها الأندية من الجهات المسؤولة في الدولة، وثانيهما افتقاد الأندية المتفوقة في ألعاب معينة إلى أعضاء في مجالس اتحادات تلك الألعاب لأن عدد أعضاء مجالس الاتحادات أقل من عدد الأندية. وفي تلك الجلسة ذاتها، أوعز سموه إلى المسؤولين بتذليل هاتين النقطتين وهي فتح باب الاستثمار، وأن يكون لكل نادٍ عضو في الاتحادات الرياضية المشارك فيها.

المرة الأخرى التي تشرفنا فيها بلقاء سموه كانت برفقة مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، ووقتها كان يشغل كاتب هذه السطور منصب نائب رئيس المجلس، وقد تحدثنا نيابة عن زملائنا وشرحنا لسموه ما تقوم به «الهيئة» من اهتمام بالرياضيين من خلال تقديم رؤية للرياضة تتكون من 8 محاور وكيفية اعتماد مجلس الوزراء الموقر لها، وهي إن شاء الله في دور التطبيق.

تفضل سموه، آنذاك، بكلماته الأبوية الحانية بتوجيهنا بضرورة الاهتمام بالشباب الرياضي وتذليل العقبات أمامه لأنه الوجه المشرق للبلاد في المحافل الدولية.

رحم الله والدنا وقائدنا وأميرنا المغفور له بإذن الله تعالى سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ووفق الله سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، خلال المرحلة المقبلة من تاريخ الكويت، وهو امتداد للراحل الكبير في مدرسة الإنسانية والحب والعطاء، ومحب للرياضة والرياضيين، ونأمل في أن تواصل الرياضة تطورها في عهد سموه إلى أفضل المراتب بفضل حنكته وبصيرته واهتمامه بأبنائه عموماً والرياضيين على وجه الخصوص.

* الرئيس السابق لنادي كاظمة

* النائب السابق لرئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي