ترامب يخفض أعداد اللاجئين المقبولين في الولايات المتحدة بشكل قياسي

تصغير
تكبير

أكّدت إدارة الرئيس دونالد ترامب أنّ الولايات المتحدة لن تقبل أكثر من 15 ألف لاجئ خلال العام المقبل في تخفيض قياسي رغم تزايد أزمة النزوح عالميا، لتكثف من نهجها المتشدد قبل نحو شهر من الانتخابات الرئاسية.

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن الرقم قبل نصف ساعة فقط من الأول من أكتوبر بداية العام المالي 2021، لتلبي في الدقائق الأخيرة الموعد النهائي الذي حدده القانون الأميركي بعد انتقادات من النواب.

و15 ألف لاجئ، هو الحد الأقصى الذي يمكن قبوله خلال الأشهر الـ 12 المقبلة إلا إذا تغيرت الإدارة، وهو خفض جديد عن عدد 18 ألف لاجئ في العام الماضي وخفض حاد من أكثر من 100 ألف لاجئ في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.

وقام ترامب، الذي قاد حملة شرسة للتنديد بالهجرة، بتعليق قبول اللاجئين بالكامل لعدة أشهر هذا العام بسبب جائحة كوفيد-19.

وفي شرح للأرقام الجديدة المقترحة، والتي تحتاج إلى موافقة رسمية من البيت الأبيض، قالت وزارة الخارجية إن الولايات المتحدة تريد مساعدة النازحين «في أقرب مكان ممكن من أوطانهم» حتى يتمكنوا من العودة لديارهم.

وقالت الخارجية الأميركية في بيان «من خلال التركيز على إنهاء الصراعات التي تؤدي إلى النزوح في المقام الأول، ومن خلال تقديم المساعدة الإنسانية في الخارج لحماية ومساعدة النازحين، يمكننا منع الآثار المزعزعة للاستقرار على البلدان المتضررة وجيرانها».

ناشد المدافعون عن اللاجئين إدارة ترامب لزيادة أعداد اللاجئين المقبولين لمواجهة الصراعات العالمية وعدم الاستقرار الجديد بسبب الوباء.

وهناك نحو 80 مليون نازح حول العالم، وهو ضعف العدد قبل عقد من الزمن، وفقًا لوكالة الأمم المتحدة للاجئين.

في 8 سبتمبر، دمّر حريق مروع معسكرًا كان يؤوي 20 ألف شخص في جزيرة ليسبوس اليونانية، وهي نقطة دخول رئيسية إلى الاتحاد الأوروبي.

في المقابل، تعهد جو بايدن منافس ترامب الديموقراطي في انتخابات 3 نوفمبر برفع الحد الأقصى لعدد اللاجئين المقبولين إلى 125 ألفاً، قائلاً إن الترحيب بالمضطهدين يتماشى مع القيم الأميركية.

أطلقت حملة ترامب إعلانات تسلط الضوء على موقف بايدن من اللاجئين، قائلة إنه «ضعيف» وسيجلب أشخاصا من أماكن «خطيرة».

«الأكثر سخاءً»

وردا على سؤال حول التخفيض الوشيك في حصة اللاجئين، قال وزير الخارجية مايك بومبيو الثلاثاء إنه «لا يوجد بلد أكثر سخاءً» من الولايات المتحدة في تقديم المساعدة الإنسانية.

وقال بومبيو ردًا على سؤال في مؤتمر صحافي في روما «تقول بطريقة ما أننا لم نشارك بشكل عادل فيما يتعلق باللاجئين وهو أمر بعيد تماما عن الحقيقة».

وتابع بومبيو «لقد استقبلنا لاجئين داخل الولايات المتحدة أكثر من أي دولة أخرى على مدار العشرين عامًا الماضية».

واستقبلت الولايات المتحدة لسنوات لاجئين أكثر من بقية دول العالم مجتمعة.

لكن في العام الماضي تجاوزتها كندا التي أعادت توطين أكثر من 30 ألف لاجئ على أراضيها، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة.

وأعرب النواب الديموقراطيون في وقت سابق عن خشيتهم من أن إدارة ترامب لن تمتثل لشرط تقديم عدد اللاجئين بحلول الأول من أكتوبر، ما يجعل من المستحيل قبول الأشخاص.

وقالت النائبة الديموقراطية زوي لوفغرين، وهي رئيسة لجنة فرعية في مجلس النواب مسؤولة عن الهجرة «نحن بحاجة إلى استعادة برنامج اللاجئين وسلطتنا الأخلاقية حول العالم».

أطلق ترامب حملته عام 2016 على تعهد بإبعاد المهاجرين المكسيكيين والمسلمين، متهمًا إياهم بالعنف، وتعرض لانتقادات شديدة بعد مناظرة الثلاثاء مع بايدن لمراوغته في شأن إدانة المتعصبين البيض.

وكثيرا ما هاجم ترامب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لسماحها بدخول مئات الآلاف من المهاجرين السوريين.

لا تزال سوريا أكبر مصدر للاجئين في العالم بعد ما يقرب من عقد من الحرب الأهلية الدامية.

كما فر أكثر من خمسة ملايين شخص من فنزويلا هربا من الاقتصاد المنهار والاضطرابات السياسية المستمرة منذ أكثر من 3 سنوات.

وشكر بومبيو في زيارة الأسبوع الماضي كولومبيا والبرازيل لاستقبالهما فنزويليين وقام بجولة في مركز فحص المهاجرين في بلدة حدودية برازيلية.

وأشار بيان وزارة الخارجية الأميركية في شأن سقف اللاجئين إلى فنزويلا باعتبارها حالة تركز فيها الولايات المتحدة على «الحلول الديبلوماسية».

وتحاول إدارة ترامب دون جدوى منذ يناير 2019 الإطاحة بالرئيس اليساري الفنزويلي نيكولاس مادورو.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي