No Script

فلسفة قلم

ندوات على خطى التعليم

تصغير
تكبير

أرى تشابهاً كبيراً في التكنيك بين بعض أعضاء مجلس الأمة وعدّائي سباقات المسافات، ودائماً ما يبرز وضوح وجه الشبه في آخر دور انعقاد، عندما يبدأ عدد من النواب في استخدام آخر الأوراق الرابحة، ويتجهون إلى طريق النهاية بكل ما يملكون من قوة، حتى يضمنوا العودة إلى البرلمان من جديد، من خلال سباق الانتخابات، فتكثر في آخر سنة أو في الدورة الأخيرة التصريحات الإعلامية الرنانة، وتبني القضايا الشعبية لدغدغة مشاعر الناخبين، أو حتى تحديد المسار بين نائب معاملات أو نائب معارض أو نائب استجوابات، ونائب يقدم مصلحة الشعب والوطن على مصلحته الشخصية والعكس.

أن دور الانعقاد هذا طغت عليه الاستجوابات بشكل لا يمت للديموقراطية بصلة، لأنه باختصار عندما تمر ثلاث سنوات ونصف من دون «أكشن» نيابي، وفِي آخر شهر تفتح شهية النواب للاستجوابات بهذا الشكل، تصبح الاستجوابات أشبه بندوات انتخابية غير مدفوعة التكاليف، وتكون الديموقراطية قد حادت عن مسارها الصحيح، ولذلك أدعو الناخبين إلى تقييم أداء ممثليهم من النواب تقييماً شاملاً، والرجوع إلى أدائهم البرلماني منذ بداية دور الانعقاد الأول، وعدم اختزال سنوات من الممارسة البرلمانية في شهر «الأكشن» النيابي هذا.

يبدو أن موسم الانتخابات يسير على خطى وزارة التربية في التعليم عن بعد، والذي ستصبح فيه الندوات الانتخابية أيضاً عن بعد، ليأتي التساؤل المهم، هل سيكون وقع الندوات الإلكترونية كوقعها المباشر في المقرات على الناخب وخياراته، في اعتقادي أن الربكة الانتخابية لن تكون بعيدة عن الربكة التعليمية، ولن يكون هذا التحول الجديد سهلاً على الناخبين، خصوصاً وأن الدواوين يفترض أن تكون مغلقة أو خاصة جداً.

كما أن المؤثرين في الخطابات الرنانة سيفقدون شيئاً من بريق «كاريزما» المنابر، مما يؤثر على نتيجة الاختيار وسيكون الناخب المتأرجح أكثر نضجاً من خلف الشاشات، غير أن المعتادين على «شاورما» المقرات الانتخابية لن يكونوا سعيدين بهذا القرار الاحترازي.

وأخيراً... حتى نكون أكثر إدراكاً ونشاهد كل ما يحدث في الميدان بشكل واضح، يجب أن نجلس في مكان جمهور مدرجات المنتصف، فكلما صرنا مع جماهير الرابطة المتعصبة ستقل زوايا المشاهدة والتقييم، وستكون النظرة غير واضحة إلا من جانب واحد، وبالتالي نكون قد سلكنا طريقاً لن يؤدي إلا إلى نتيجه محتومة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي