جاءني اتصال من دولة عربية شقيقة، لم أنتبه له إلا بعد فترة لانشغالي وقتها، كان الرقم غريباً، وتوقعته من أحد الزملاء، فأرسلت له رسالة نصية أستفسر بها عن هوية المتصل، المهم أن المتصل أرسل لي الرسالة التالية ليميط اللثام عن وجهه، ويكشف لي بها أحدث الطرق للحياة السعيدة! فكان ما جاء فيها بالحرف الواحد دون زيادة ولا نقصان: «أنا الشيخ أحمد التــ ...، بعتلك البخور والخاتم حق تخليص المعاملات يا أم فيصل»!
بخور وخاتم لتخليص المعاملات؟! هكذا سألت نفسي باستغراب، ولا أخفيكم سراً أنني فكرت عبثاً أن أتواصل مع الشيخ إياه لأتباحث معه عن إجراءات افتتاح فرع (فرانشايز) في الكويت، لتخليص معاملات الناس بدلاً من المرمطة في بعض الدوائر الحكومية، وبالطبع فإني لن أقدم على تلك الخطوة حتى أقدم سؤالاً للفتوى الشرعية، استحلفهم بالله إلا أجازوا لي الاستعانة بخدمات وخبرة الشيخ الفلتة، من باب أن الضرورات تبيح المحظورات ليس إلا.
بدأت بعدها رحلة البحث عن سر لجوء أم فيصل للدجال إياه (قال شيخ قال)، لعل لديها معاملة في وزارة التربية، واختفت أوراقها فجأة لأن الشخص المسؤول في إجازة، وعليها أن تنتظر حتى يرجع بسلامته منها، وكأن الوزارة قائمة على أشخاص، ولا نظام هناك، وجرب مرة أن يغيب الشخص المسؤول عن معاملتك فلن تنجز حتى يرجع من إجازته.
ولربما كانت لها معاملة لدى أحد فروع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لزيادة العمالة، ولاحظت أن الموظف المعني فتح الدرج، وابتسم بخبث وغمز بعينه، ثم هز رأسه مرتين للتأكيد على استفسارها الصامت عن معنى الحركة إياها.
أم أنها اكتشفت أخيراً الحماس الانتقائي لمفتشي بلدية الجهراء، الذين كتبت عنهم قبل أيام، وما زال التطنيش قائماً إلى هذه اللحظة، وعكننوا عليها عيشتها، وجعلوها تكفر بالعمل تحت الشمس وبشكل رسمي، ما حدا بها إلى التفكير جدياً لاختصار الموضوع، وأخذ الطريق الأقصر والأسهل والأسرع، بلا بلدية... بلا تجارة... بلا إطفاء... كل ما في الأمر أن تستأجر سرداباًَ، أو تتعاقد مع مبرة خيرية هنا وهناك في مدينة سعد العبدالله، وكان الله بالسر والجهر عليماً، ويمكنها حينئذ أن تقوم بأي نشاط تجاري يحلو لها بلا حسيب ولا رقيب.
في الأفق
المهم... لا يطوفكم بخور أم فيصل، فالطلب كبير والكمية محدودة، أما الخاتم فسوف أحتفظ به لنفسي، ومن يُرد رقم الشيخ الدجال إياه فما عليه سوى التراسل عبر بريدي الإلكتروني أدناه.
د.عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
[email protected]