حسين الراوي / أبعاد السطور / كل شيء معقول!

تصغير
تكبير
في استجواب النائب مسلّم البراك السابق ضد وزير الداخلية، سُئِلْتُ في صباح تلك الجلسة: هل سيسقط وزير الداخلية أم أنه سينجو من السقوط السياسي؟ أجبت: لا، وهذا لاعتبارات عدة، والأهم أن مسلّم تعمد أن ينتقي سهماً من كنانته ليرميه في مدى مضمار استجوابه مبكراً، وسهمه إلى الآن لم يصل، وما زال يسير باتجاه قلب الهدف، «والعِيار اللي ما يصيب يدوّش»! لكن سهم مسلّم أوشك على الوصول لا محالة لكبد الهدف، خاصة وأن سهم مسلّم الآن يسمع تشجيع وتصفيق وتصفير آلاف المتحمسين لوصوله. أراهن أن عمر هذه الحكومة اقترب انقضاؤه، وهي الآن بدت كالقِربة المهترئة بالثقوب التي يخر منها الماء من جميع الجهات! ووفاة الحكومة الحالية متوقع وليس بغريب التحدث فيه أو التكهن هذا لأن الدرب واحد، والتخطيط واحد، والسيناريو واحد، والحِوار واحد، والمنتج المنفذ واحد، والمخرج طبعاً واحد!

من المفترض أن تكون الحكومة الرشيدة الحميدة الحبوبة مهتمة بأمر الإصلاح في البلد وحركة التنمية أكثر من أعضاء البرلمان الكويتي، لكن حكومتنا غير باقي الحكومات! فهي التي يطالبها نواب البرلمان بالإصلاح والتنمية، بل ويستجوبونها من أجل أنها لا تمتلك خطة تنمية للبلاد والعباد والشجر والدواب وهذي «مصيبة سودة سايحة»! ولعل هذه الحكومة تستحق أن تتبع أخواتها الخمس السابقات، اللاتي ذهبن كما يذهب الملح في كأس الماء.

***

النائب محمد هايف ذو الأعصاب الهادئة والحركة الهادئة والكلام الهادئ أحرج النائبتين أسيل العوضي ورولا دشتي أمام رؤوس الأشهاد وبكل هدوء! فأسيل جعلها تصرّح بأنها «على استعداد لأن ترتدي الحجاب إن قضت المحكمة الدستورية بذلك». ثم رد عليها هايف وأفحمها: «نقول للدكتورة أسيل أن حكم الله عز وجل أعظم من المحكمة الدستورية». أما رولا فقال عن ارتدائها للحجاب: «والأخرى ترتديه بالفعل عندما تذهب إلى دولة أخرى». وهو يقصد تلك الصورة التي ظهرت فيها النائبة رولا مع الأمين العام لـ «حزب الله» في لبنان حسن نصر الله وهي ترتدي ما يغطي رأسها!

***

عاد خالد العدوة نائباً للشعب بحكم المحكمة الدستورية، وبسبب الحكم ذاته خرج بادي الدوسري من عضوية البرلمان الكويتي، وكم يذكرني هذا المشهد بذلك المشهد ذاته الذي كان بين عسكر العنزي ومبارك الوعلان! وأقول للنائب العدوة: أتوقع أنك دخلت في الوقت الضائع من عمر المجلس الحالي!

***

في الأسبوع الفائت دخلت إحدى إدارات وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ومنذ أول خطوات لي اجتزت فيها الباب الرئيسي لهذه الإدارة متجهاً لداخلها، توقفت فجأة، وأخذت أتفحص بأنفي ما قد غطت سطوته على أُفق ذلك المكان... إنني أشُم رائحة شوربة دجاج! وعند أول مكتب توقفت عنده في تلك الإدارة سألت إحدى الموظفات: عفواً، إنني أشُم رائحة شوربة دجاج، فهل أنا دخلت بالخطأ لأحد المطاعم؟ فردت بكل ثقة وشموخ واباء: «لا أخوي، بنات المكتب اللي يمنا طابخين بصل مع ريوقهم»! وعليه أطالب معالي وزير الشؤون الاجتماعية والعمل بأن يصرف كمامات أنف لكل مراجع يتجه نحو ذلك المطبخ الكبير، عفواً... أقصد لتلك الإدارة الكبيرة. مو كافي أنفلونزا الخنازير!





حسين الراوي

كاتب كويتي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي