مبارك محمد الهاجري / أوراق وحروف / مش عايزينك!

تصغير
تكبير
حضرة مولانا يكسر الخاطر هذه الأيام، المعاناة لديه بلغت مداها، فبعد العز والجاه أصبح بين ليلة وضحاها أشبه بالمفلس جالساً على الرصيف يغني، وجيوبه خاوية إلا من نقود معدنية تسمع رنينها من بعيد!

المضحك أنه يريد العودة بأي ثمن، وبأي صفقة كانت، المهم لديه المنصب الوزاري، الذي جعله يفقد اتزانه، وربما عقله نتيجة عشقه الجنوني وغير المعقول لكرسي زائل، ويا ليته نظر إلى الوزراء السابقين الذين خرجوا من مناصبهم ولم يفقدوا عقولهم، ولم يسعوا لترويج أنفسهم، كما يفعل ببضاعته الكاسدة، والمنتهية الصلاحية!

لديّ مقترح جميل، وبسيط، لحضرة مولانا إن أراد الكرسي الذي شغفه حباً، وأنساه نفسه، أن يؤسس حركة جديدة ويطلق عليها (نبيك) أسوة بحركة (عايزينك) التي خرجت أخيراً في مصر المحروسة دعماً لجمال مبارك للوصول إلى المنصب الرئاسي، فما الضرر لو خرجت مجموعة (نبيك) إلى الشارع تهتف: بالمعكرونة والسباغيتي نفديك يا مولانا! ثق تماماً يا مولانا ستحظى بشهرة ستتعدى الآفاق، وستصل إلى العالمية بسرعة البرق، وسترى بأم عينيك، الضغوط الدولية تُمارس على حكومة دولة الكويت لتعيينك وزيراً، بعد طول معاناة، وعذاب نفسي، جعلك تبعث مسجات على الرايح والجاي!

* * *

وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد في موقف لا يُحسد عليه، فقد أصبح في مرمى التكتل الشعبي، بعد أن بلغت الحرب الكلامية بينه وبين التكتل حداً جعل الأمور تتصاعد وتتفاقم، خصوصاً مع رد وزير العدل الأخير، وباتت المطالبة بتحويله إلى محكمة الوزراء، أمراً مؤكداً ومحسوماً، وما زاد موقفه صعوبة، وحرجاً، انقلاب مؤيديه إلى معارضين، ولو كنت مكان الوزير، مع احترامنا الشديد لشخصه، لقدمت استقالتي فوراً، فلم يعد هناك من مبرر لتأزيم الأوضاع، بعد مروره باستجواب كاد أن يطيح به، وما تلى ذلك من مشاكل سياسية متتالية، وتخلي رفقاء الأمس عنه، هذا عدا تهلهل الوضع داخل الوزارة، وتفشي المحسوبيات فيها، جعل من بقاء الوزير في منصبه أمراً صعباً، إن لم يكن مستحيلاً!

* * *

القرارات الأخيرة لنائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد الفهد، أثبتت أن هذا الرجل صاحب قرار، ورغم اختلافنا معه في معظم توجهاته، إلا أننا لا نملك سوى الإشادة، والثناء، على قراراته الاسكانية، وما يحز في النفس أن الحكومة بجلالة قدرها، ومكانتها، لا تمتلك الشجاعة وروح المبادرة، كالتي يمتلكها أحمد الفهد، وهذا ما أدى إلى تعطل التنمية، وتردي الخدمات، أضف إلى ذلك خوفها الشديد من الاستجوابات!





مبارك محمد الهاجري

كاتب كويتي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي