بعد 46 عاماً على انتهاء الحرب الثانية تارانتينو يوقظ مشاعر الكراهية
اليهود قتلوا هتلر في صالة سينما باريسية مع أركانه... سينمائياً
ميلاني لورانت
لقطة من الفيلم
براد بيت بدور آلدوراين
| بيروت - من محمد حسن حجازي |
مشكلتنا مع الماكينة الاعلامية الدعائية لليهودية في العالم انها تستخدم اهم المشاهير وتتلطى بهم، وتبدو احياناً ايضاً ان لا علاقة لها بما يقومون به، حتى ولو كانوا يقولون الكثير مما يريده اليهود انفسهم.
في «كان» قبل اشهر، وفي بيروت قبل ايام شاهدنا الشريط الذي انجزه كونتين تارانتينو بعنوان «INGLOURIOUS BASTERDS» ومدته 351 دقيقة ويتناول واحدة من القضايا التي يحملها اليهود على الدوام ويدورون بها على العالم في كل مكان، وهي المذابح التي يقولون ان هتلر ارتكبها بحق اجدادهم ابان الحرب الثانية.
فرنسا
يقرأ تارانتينو وهو ايضاً كاتب السيناريو الفترة التي كان النازيون يحتلون فرنسا مطلع الحرب الثانية واذا بأحد ضباطهم يدخل على فلاح شاب في الريف طالباً التحدث اليه بمعزل عن زوجته وابنتيه وبعد ان يأخذ قسطاً من الحليب الطازج يسأله عما اذا كان يخبئ في منزله يهوداً، او انه يعرف احداً من جيرانه يؤويهم.
ينكر الرجل امام الكولونيل هانس لاندا (كريستوف والتر) الذي يسمونه الصياد ويستعين به النازيون كلما ارادوا التأكد مئة بالمئة من عدم وجود يهود في اي بلد دخلته المانيا. وسرعان ما انهار الرجل امام اسلوب الضابط في التحدث اليها وأشار الى وجود بعضهم تحت ارضية المنزل، فاستدعى لاندا رجاله من الخارج ودلهم على المكان، ليزرعوه بالرصاص.
فتاة واحدة
صبية واحدة نجت تدعى شوسانا (ميلاني لورانت) ركضت لوحدها ولم يصبها مسدس لاندا، وتكون هي محور ما تبقى من الفيلم على مدى ساعتين و33 دقيقة، تكمن اهميته في عبقرية مخرجه تارانتينو الذي يجعل هذا الوقت يبدو مجرد دقائق، وهنا مكمن الاهمية في السياق. فما معنى شريط موجه يعثر على مخرج بحجم تارانتينو ليكون قيماً على مادته.
شوسانا ومن خلال انتقامها لمصرع كامل افراد عائلتها فهي تنتقم لكل الذين ارتكبت بحقهم جرائم، هي تنتقل الى باريس وهناك تدير صالة سينما متميزة الى ان يهتدي اليها الشخص الثاني في النازية جوزيف غوبلز (سيلفستر غروث) الذي انجز فيلماً بعنوان «فخر امة»، انطلاقاً من موقعه كمسؤول عن شؤون الاعلام النازي.
فريق
وعلى خط واحد مع هذه الاجواء، نتعرف على الفريق الذي تشكل برئاسة الملازم الاول الاميركي آلدو راين (براد بيت)، ومهمته اصطياد النازيين اينما عثر عليهم، وبالتالي فهم يقومون بإغارات متعددة على مواقع، ملاه، مرابع لكي يفوزوا بهم ويستعملون معهم كافة انواع الاسلحة المتاحة.
وتلتقي شوسانا التي باتت تحمل اسماً مموهاً حتى لا يعتقلها رجال الغستابو، وفي الوقت الذي كان الطرفان يتفقان على طريقة لتنفيذ عملية ما ضد الالمان، اذا بـ غوبلز يطلب من الفتاة ان تقدم لهم الصالة لكي يحيوا فيها ليلة يعرضون فيها فيلم غوبلز، ولان الشاب الذي يتولى العرض اسود (انسجاماً مع ما هو معروف عن كلام هتلر عن نقاء العرق الالماني وضرورة الحفاظ عليه بعيداً عن اي شائبة غريبة) فقد طلب من الفتاة ان تتولى هي بنفسها الاشراف على تركيب النيغاتيف في غرفة الآلات والعرض.
خطة
وتكمن لمعة الشريط في الخطة التي تنفذ للقضاء على هتلر شخصياً ومعه كبار الضباط والشخصيات المؤيدة للألمان في فرنسا. فيتم العمل على تجميع الشرائط القديمة في الصالة وانتظار بدء الفيلم لاغلاق جميع الابواب واشعال النار في الاشرطة وانتشار اللهب في كافة الصالة، مع عبوات ناسفة موضوعة تحت العديد من المقاعد داخل الصالة تنفجر تباعاً.
وفيما هتلر (يلعب دوره مارتن واتكي) منسجم الى آخر درجة مع مشاهد قتل الجنود الالمان لاعدائهم في الفيلم، اذا بالصالة تلتهب وتنتشر النيران في كل مكان وتأتي الانفجارات على كل ما في الصالة والمبنى.
قتلوه
بكل بساطة، كان المطلوب وضع عنوان ان اليهود قتلوا هتلر مقابل ارواح الذين ازهق ارواحهم، وهتلر معروف انه قضى منتحراً عند باب مخبئه في برلين بعد شعوره بسقوط المانيا واقتراب الجيش الروسي منه شخصياً.
بدّل الفيلم بحجة الفانتازيا نهاية هتلر لكي يفوزوا بـ «شرف» قتل هتلر، وما لم يستطيعوه ميدانياً وحقيقة، اعادوا تشكيله سينمائياً على اعتبار ان المطلوب هو الاقتصاص من النازية عبر قطع رأسها.
وها هو الفيلم وكون مخرجه هو العالمي تارانتينو فقد استقبله مهرجان «كان» السينمائي الدولي في مسابقته الرسمية وأفرد له الكثير من الاهتمام والدعم.
تعاون تارانتينو مع 41 مساعداً في عمله، وفي تصريح له اعلن انه يتعامل مع الموضوع من وجهة نظر انسانية بحتة.
فنياً
بدا النجم براد بيت في الفيلم مجرد لافتة مرفوعة في الملصق لكي تكون عنصراً جاذباً جماهيرياً، اما فعله الميداني الفني فلم يظهر على مدى الشريط،
وهذا يحسب ضده، بينما
ذهب الفيلم بكامله لمصلحة الممثل القدير والرائع فعلاً كريستوف والتر الذي يجسد شخصية الكولونيل النازي لاندا، وهو يستحق تنويهاً وجوائز لخصوصية ادائه لدور النازي المحنك، والصلب.
وقد كان حضور دايان كروغر في دور بريدجيت فون هاوز مميزاً هو الآخر والتي تموت خنقاً بيدي لاندا بعدما اكتشف وجودها في مربع قتل فيه عدد من العسكريين الالمان.
الشريط صور في المانيا بايبزبري، بوتسدام، وبراند نبري، وقد وزعته يونيفرسال.
هذه هي اجواء الفيلم المنفذ للأخذ بثأر اليهود سينمائياً من الفوهرر قاتل اجدادهم.
مشكلتنا مع الماكينة الاعلامية الدعائية لليهودية في العالم انها تستخدم اهم المشاهير وتتلطى بهم، وتبدو احياناً ايضاً ان لا علاقة لها بما يقومون به، حتى ولو كانوا يقولون الكثير مما يريده اليهود انفسهم.
في «كان» قبل اشهر، وفي بيروت قبل ايام شاهدنا الشريط الذي انجزه كونتين تارانتينو بعنوان «INGLOURIOUS BASTERDS» ومدته 351 دقيقة ويتناول واحدة من القضايا التي يحملها اليهود على الدوام ويدورون بها على العالم في كل مكان، وهي المذابح التي يقولون ان هتلر ارتكبها بحق اجدادهم ابان الحرب الثانية.
فرنسا
يقرأ تارانتينو وهو ايضاً كاتب السيناريو الفترة التي كان النازيون يحتلون فرنسا مطلع الحرب الثانية واذا بأحد ضباطهم يدخل على فلاح شاب في الريف طالباً التحدث اليه بمعزل عن زوجته وابنتيه وبعد ان يأخذ قسطاً من الحليب الطازج يسأله عما اذا كان يخبئ في منزله يهوداً، او انه يعرف احداً من جيرانه يؤويهم.
ينكر الرجل امام الكولونيل هانس لاندا (كريستوف والتر) الذي يسمونه الصياد ويستعين به النازيون كلما ارادوا التأكد مئة بالمئة من عدم وجود يهود في اي بلد دخلته المانيا. وسرعان ما انهار الرجل امام اسلوب الضابط في التحدث اليها وأشار الى وجود بعضهم تحت ارضية المنزل، فاستدعى لاندا رجاله من الخارج ودلهم على المكان، ليزرعوه بالرصاص.
فتاة واحدة
صبية واحدة نجت تدعى شوسانا (ميلاني لورانت) ركضت لوحدها ولم يصبها مسدس لاندا، وتكون هي محور ما تبقى من الفيلم على مدى ساعتين و33 دقيقة، تكمن اهميته في عبقرية مخرجه تارانتينو الذي يجعل هذا الوقت يبدو مجرد دقائق، وهنا مكمن الاهمية في السياق. فما معنى شريط موجه يعثر على مخرج بحجم تارانتينو ليكون قيماً على مادته.
شوسانا ومن خلال انتقامها لمصرع كامل افراد عائلتها فهي تنتقم لكل الذين ارتكبت بحقهم جرائم، هي تنتقل الى باريس وهناك تدير صالة سينما متميزة الى ان يهتدي اليها الشخص الثاني في النازية جوزيف غوبلز (سيلفستر غروث) الذي انجز فيلماً بعنوان «فخر امة»، انطلاقاً من موقعه كمسؤول عن شؤون الاعلام النازي.
فريق
وعلى خط واحد مع هذه الاجواء، نتعرف على الفريق الذي تشكل برئاسة الملازم الاول الاميركي آلدو راين (براد بيت)، ومهمته اصطياد النازيين اينما عثر عليهم، وبالتالي فهم يقومون بإغارات متعددة على مواقع، ملاه، مرابع لكي يفوزوا بهم ويستعملون معهم كافة انواع الاسلحة المتاحة.
وتلتقي شوسانا التي باتت تحمل اسماً مموهاً حتى لا يعتقلها رجال الغستابو، وفي الوقت الذي كان الطرفان يتفقان على طريقة لتنفيذ عملية ما ضد الالمان، اذا بـ غوبلز يطلب من الفتاة ان تقدم لهم الصالة لكي يحيوا فيها ليلة يعرضون فيها فيلم غوبلز، ولان الشاب الذي يتولى العرض اسود (انسجاماً مع ما هو معروف عن كلام هتلر عن نقاء العرق الالماني وضرورة الحفاظ عليه بعيداً عن اي شائبة غريبة) فقد طلب من الفتاة ان تتولى هي بنفسها الاشراف على تركيب النيغاتيف في غرفة الآلات والعرض.
خطة
وتكمن لمعة الشريط في الخطة التي تنفذ للقضاء على هتلر شخصياً ومعه كبار الضباط والشخصيات المؤيدة للألمان في فرنسا. فيتم العمل على تجميع الشرائط القديمة في الصالة وانتظار بدء الفيلم لاغلاق جميع الابواب واشعال النار في الاشرطة وانتشار اللهب في كافة الصالة، مع عبوات ناسفة موضوعة تحت العديد من المقاعد داخل الصالة تنفجر تباعاً.
وفيما هتلر (يلعب دوره مارتن واتكي) منسجم الى آخر درجة مع مشاهد قتل الجنود الالمان لاعدائهم في الفيلم، اذا بالصالة تلتهب وتنتشر النيران في كل مكان وتأتي الانفجارات على كل ما في الصالة والمبنى.
قتلوه
بكل بساطة، كان المطلوب وضع عنوان ان اليهود قتلوا هتلر مقابل ارواح الذين ازهق ارواحهم، وهتلر معروف انه قضى منتحراً عند باب مخبئه في برلين بعد شعوره بسقوط المانيا واقتراب الجيش الروسي منه شخصياً.
بدّل الفيلم بحجة الفانتازيا نهاية هتلر لكي يفوزوا بـ «شرف» قتل هتلر، وما لم يستطيعوه ميدانياً وحقيقة، اعادوا تشكيله سينمائياً على اعتبار ان المطلوب هو الاقتصاص من النازية عبر قطع رأسها.
وها هو الفيلم وكون مخرجه هو العالمي تارانتينو فقد استقبله مهرجان «كان» السينمائي الدولي في مسابقته الرسمية وأفرد له الكثير من الاهتمام والدعم.
تعاون تارانتينو مع 41 مساعداً في عمله، وفي تصريح له اعلن انه يتعامل مع الموضوع من وجهة نظر انسانية بحتة.
فنياً
بدا النجم براد بيت في الفيلم مجرد لافتة مرفوعة في الملصق لكي تكون عنصراً جاذباً جماهيرياً، اما فعله الميداني الفني فلم يظهر على مدى الشريط،
وهذا يحسب ضده، بينما
ذهب الفيلم بكامله لمصلحة الممثل القدير والرائع فعلاً كريستوف والتر الذي يجسد شخصية الكولونيل النازي لاندا، وهو يستحق تنويهاً وجوائز لخصوصية ادائه لدور النازي المحنك، والصلب.
وقد كان حضور دايان كروغر في دور بريدجيت فون هاوز مميزاً هو الآخر والتي تموت خنقاً بيدي لاندا بعدما اكتشف وجودها في مربع قتل فيه عدد من العسكريين الالمان.
الشريط صور في المانيا بايبزبري، بوتسدام، وبراند نبري، وقد وزعته يونيفرسال.
هذه هي اجواء الفيلم المنفذ للأخذ بثأر اليهود سينمائياً من الفوهرر قاتل اجدادهم.