لم أتابع أي من البرامج رغم كثرتها هذا العام في الفضائيات الكويتية وغير الكويتية، عدا بعض حلقات «طاش 16» و«D-tube»، وكل ثقافتي عن الانتاج الفني استقيتها من خلال الصحافة، وتقييم القراء، وأفراد العائلة بكل تأكيد.
ولكن شد انتباهي كلمات المقدمة الغنائية لمسلسل «قلوب للإيجار»، والتي كتبها عبدالرحيم الصديقي وغناها الفنان راشد الماجد، وهي كلمات رائعة وإن كانت قصيرة نوعاً ما، ولكن لها مغزى وأثرا إيجابيا بلا شك، وإن كان لي اعتراض على البيت الرابع عندما قال (بعيش وما احسبها) ولم لا تحسبها يا الصديقي؟! إلا إن كنت تقصد الاستمتاع بالتركيز على اللحظة الراهنة (الآن) دون الانغماس في المستقبل مما يولد القلق والهموم.
الأغنية، بلا شك، لها دور كبير في صياغة الأفكار والمشاعر بل وحتى السلوك، وتؤثر فيه أيما تأثير، فكثير من العشاق تجده عندما يسمع أغنية ما يعيش معها لحظة بلحظة، وكلمة كلمة، وكأنها كتبت له، وبالطبع تجده يختار الأغنية التي تلامس حالته النفسية الأقرب له.
لا أعلم لماذا تذكرت المحاولة السادسة للشيخ ناصر المحمد في تشكيل حكومته وأنا أسمع كلمات الأغنية، ففي ظني أنها أعجبت سمو الرئيس وطاقم مكتبه ومستشاريه، لأنها تلامس الواقع السياسي التي تعيشه الكويت، فمحصلتنا خلال ثلاثة أعوام ونصف العام ست حكومات فقط، هذا عدا التعديلات الوزارية هنا وهناك، وبعض التدويرات اللي فوق البيعة.
قاتل الله الهمَّ السياسي فلطالما أزعجنا، فلقد كُتِب علينا أن نربط كل شيء بالسياسة، فلا نكاد نستمتع بشيء إلا ويفسده المزاج السياسي العام من تصريحات وزارية مع شوية بيانات نيابية، وبعض كتاب أقرب وصف لهم أنهم متناقضون مترنحون.
المهم... لا تستغربوا لو قرأتم في القريب العاجل خبراً عاجلاً، فالأمور لدينا أغلبها على عجل... عادي! أقول لا تستغربوا لو قرأتم أن مجلس الوزراء يقترح تغيير كلمات السلام الوطني الحالي لدولة الكويت، إلى كلمات أغنية مقدمة مسلسل «قلوب للإيجار»، لأنها أقرب إلى حالتنا السياسية، ولكني أرجوهم قبل أن يفاجئونا أن يستأجروا لنا قلوباً، أو أن يستوردوا، احتياطاً، بطاريات للقلب إضافية بعدد شباب الكويت الذي بدأ يفقد الأمل، فقلوبنا لم تعد تحتمل. ارحمونا يرحمكم الله.
في الأفق
كلمات الأغنية التي أنصحكم بالاستماع لها تقول:
ما بنكسر صابر... لو فرصتي تمضي
والحظ لو عاثر... بصنع أنا حظي
لو تنثر أحلامي... برجع أرتبها
ولو تصعب أيامي... بعيش وما احسبها
يا مسهل الدنيا... مهما تعاندنا
عادي التعب عادي... والهم هو ملحه
ولو ما الحزن بادي... ما نفهم الفرحة
د. عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
[email protected]