جعفر رجب / تحت الحزام / بنك ورطة

تصغير
تكبير
الفيلم الهندي، اسقاط القروض، مستمر حتى الآن... المخرج صرخ «اكشن»، النواب يمثلون انهم يضربون الحكومة، والحكومة تمثل انها مسكينة، وتمثل السقوط، مع صوت مبالغ فيه «للبوكس» النيابي، النواب يوقفون الطائرات بأيديهم، والوزراء ينطون من مبنى الى مبنى، ثم ينفضون ملابسهم من بعض الغبار، ولانه فيلم هندي، لذلك يسمح فيه بكافة الخدع السينمائية الركيكة!
نوابنا على طريقة أميتاب باتشان وامير خان، يصرخون، ويهددون، وينطون على بيوت الحكومة، ليسرقوها من اجل الفقراء في القرية، ويوزعون فائض الثروة على الناس، واهالي القرية يصفقون ويرقصون ويغنون، فيلم هندي لازم يغنون!
وطبعا ام البطل عمياء، وتنتظر من ابنها العلاج حتى ترى النور، فطريقها مليء بالحفر، وعودة البصر لن تأتي الا في آخر الفيلم مع تساقط المطر، وعندها تشاهد الوجه الحقيقي لابنها البطل، الذي يتبين انه ليس بطلا بالفتحة بل مجرد بطل- بالضمة- فارغ، يصدر الاصوات الجوفاء!

ويختلف المخرج مع المنتج مع الابطال على اسم الفيلم، هل يسمونه اسقاط القروض، ام اسقاط الفوائد، ام جدولة القروض، ام تسديد الفوائد، ام توزيع الاموال...؟ لان الاسماء باتت مكررة، والناس ملت، فلابد من التفكير في اسم جديد جذاب، كذاب، يبيعون فيه الوهم على الناس المتعلقين بشوارب النواب الابطال!
الحكومة وبنفوذها تطالب باضافة مشهد على الفيلم، حيث يدخل الوزير القرية في يوم احتفالهم بميلاد «كريشنا» ثم ينادي:يا «بجه» مال ديرت، سنوزع عليكم اسهما في بنك وربة، الناس تصرخ «زنداباد»- يعيش بالهندي-بنك «ورطة» يصحح الوزير بنك «وربة» فيكررون خلفه «زندباد بنك خربة»، لايتعب الوزير نفسه فالجمهور «مو حافظ الدور»، المهم الحكومة استطاعت ان تطبق النظام الشيوعي بحذافيره، وانشاء بنك يساهم فيه كل الشعب، وهذا ما لم يستطع ان يفعله حتى الروس في عز شيوعيتهم!
المهم المنتج للفيلم بدأ يحسب الميزانية، ويكتشف ان الفيلم مكلف جدا، لان الكل يريد ان يربح على حساب الجمهور الواقف امام طابور التذاكر، والدولة التي خسرت نفطها، وانهار اقتصادها بفضل الازمة العالمية، وفلست من تعويضات العراق وديونها، الان وبدلا من ان تعوض خسائرها، مطالبة ان تخسر اكثر، وتوزع على الشعب اموالا وبنين! ولا ابالغ في «البنين» فقد يطالبون الحكومة غدا، ان تنجب بدلا من الشعب!
جعفر رجب
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي