عبدالعزيز القناعي / حين نتحدث / إسرائيل وحكايا العجائز
تنتصر الدول وتقوم قائمتها بسلاح الثقافة والعلم والصناعة متسلحة بالعقل والمنطق وحجة القانون وشرعية الحضارة، وتنتهي هذه الدول اذا ما زاولت السحر والشعوذة بالافكار والمذاهب، وعلمت شعوبها الكسل والخداع، واوهمتهم بانتصارات من ورق الرماد سرعان ما تذروها الرياح إلى عقولهم الفارغة، ومتى ما تنازلت الدول والشعوب عن العلم ووأدت باب الحضارة فسرعان ما تنتقل إلى ابواب التخلف والرجعية بمرتبة الشرف، وتنتهي بمزبلة التاريخ مع امم قد بادت.
وفي الصراع العربي - الاسرائيلي والمتخم بالمناوشات وحكايا العجائز والصبيان حول الانتصارات العربية ومواقف بعض الدول التي تدعي محو امة اسرائيل من الوجود في حال دخولنا إلى الحرب معها فاننا نستشف من هذا الصراع كم نحن امة عرجاء نحاول المشي فلا نستطيع، ونحاول ان نقوم فلا نقدر بل نزداد انحطاطا ونلعق جروحنا الدامية علها تخفف من آلامنا الكثير، ونرش الرمال على الجروح علها تخفي ما نحن فيه من فشل وتراجع إلى المجهول.
والا فكيف لنا ان ننتصر وندعي القوة ونحن كشعوب عربية تعاني القهر والظلم والزيف ويمارس علينا ابشع انواع العهر السياسي من قبل بعض الحكام، وبعض الملالي المعممين ومزوّري التاريخ على مر العصور، فأمة اسرائيل وشعبها لا يعرفون الكذب العربي ولايخالطون الساسة العرب بل هم من يلحقون بهم ويستعطفونهم من اجل حفنة من الارض او من اجل معاهدات السلام المختفية تحت شرفهم وهم لها راكضون.
وفي عصر التلاعب والقفز على الحبال والعقول نسمع هنا وهناك من يريد ان يلغي اسرائيل من خارطة الوجود ويلقيها إلى البحر بكبسة زر وحروب الفوضى وقطّاع الطرق، ويحق لنا ان نتساءل كشعوب تبحث عن نهاية لهذا الصراع متى نرى هذا الكذب ينتهي، وإلى اي مدى تستخفون بعقولنا ونحن نرى العالم كله عبر القنوات والتكنولوجيا الفضائية، بل وحتى من خلال اجهزة الموبايل، ونسمع ترهاتكم ودجلكم وهو لا ينطلي الا على شعوبكم المخدوعة والملغية عن الحضارة بفتاواكم المتخلفة وعقولكم المتردية في بحر الظلمات والجهل وتدليس الحقائق باسم الدين وبركات الولي الفقيه.
وفي تقرير التنمية البشرية والصادر اخيرا عن الامم المتحدة اوضح جليا مدى عجز وتردي الانظمة العربية في اقامة ودعم المشاريع التنموية لشعوبها، وانتشار البطالة، وافاد التقرير بأن: «هناك 65 مليون عربي يعيشون في حالة فقر، مشيرا إلى ان البطالة تعد من المصادر الرئيسية لانعدام الامن الاقتصادي في معظم البلدان العربية»، واوضح التقرير في مكان آخر ان اتجاهات البطالة ومعدلات نمو السكان تشير إلى: «ان البلدان العربية ستحتاج بحلول العام 2020 إلى 51 مليون فرصة عمل جديدة ويبلغ معدل البطالة بين الشباب في العالم العربي ما يقرب من ضعف ما هو عليه في العالم بأسره».
من هذا المنطلق فاننا ندعو إلى إعادة تثقيف انفسنا بعيدا عن الصراعات السياسية بين مختلف الطوائف وبعيدا عن المناوشات الدينية والفقهية والتي شقت واضرت بمصالحنا واصبحت الشعوب العربية والاسلامية تابعة للشيوخ والعلماء المعممين من دون وعي وكأنهم مخدرون لا يعرفون ما يفعلون، ويجب علينا التسلح بالعلم والثقافة ونؤمن بأن الدول التي قامت من بعد انتهاء كان العلم والدراسة هو سلاحها لمواجهة عالم اليوم، وما مثال اليابان بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ببعيد عنا حيث اصبحت الان من القوى الصناعية المؤثرة بالعالم ويحسب لها الف حساب وذلك بفضل العلم وسلاح المعرفة.
لقد انتهت الحروب العربية - الاسرائيلية منذ زمن بعيد وانتهى معها عصر قديم واصبحنا نعيش الآن وفق قوانين اخرى ومعطيات تفرض علينا التعامل معها وفقا لشروط ومعاهدات يلتزم بها الكل ومشرعة وفق الامم المتحدة وبمراقبتها وقد آن الأوان بان يكون لنا وقفة اخرى حول آلية الصراع مع الدولة الاسرائيلية، وان نستفيد من وقتنا وتعاطف الكيانات الاوروبية والولايات المتحدة الاميركية حول جديتهم بالخلاص من هذا الملف وفتح قنوات التواصل والحوار بمباركة الشعوب ورضاها.
عبدالعزيز القناعي
[email protected]
وفي الصراع العربي - الاسرائيلي والمتخم بالمناوشات وحكايا العجائز والصبيان حول الانتصارات العربية ومواقف بعض الدول التي تدعي محو امة اسرائيل من الوجود في حال دخولنا إلى الحرب معها فاننا نستشف من هذا الصراع كم نحن امة عرجاء نحاول المشي فلا نستطيع، ونحاول ان نقوم فلا نقدر بل نزداد انحطاطا ونلعق جروحنا الدامية علها تخفف من آلامنا الكثير، ونرش الرمال على الجروح علها تخفي ما نحن فيه من فشل وتراجع إلى المجهول.
والا فكيف لنا ان ننتصر وندعي القوة ونحن كشعوب عربية تعاني القهر والظلم والزيف ويمارس علينا ابشع انواع العهر السياسي من قبل بعض الحكام، وبعض الملالي المعممين ومزوّري التاريخ على مر العصور، فأمة اسرائيل وشعبها لا يعرفون الكذب العربي ولايخالطون الساسة العرب بل هم من يلحقون بهم ويستعطفونهم من اجل حفنة من الارض او من اجل معاهدات السلام المختفية تحت شرفهم وهم لها راكضون.
وفي عصر التلاعب والقفز على الحبال والعقول نسمع هنا وهناك من يريد ان يلغي اسرائيل من خارطة الوجود ويلقيها إلى البحر بكبسة زر وحروب الفوضى وقطّاع الطرق، ويحق لنا ان نتساءل كشعوب تبحث عن نهاية لهذا الصراع متى نرى هذا الكذب ينتهي، وإلى اي مدى تستخفون بعقولنا ونحن نرى العالم كله عبر القنوات والتكنولوجيا الفضائية، بل وحتى من خلال اجهزة الموبايل، ونسمع ترهاتكم ودجلكم وهو لا ينطلي الا على شعوبكم المخدوعة والملغية عن الحضارة بفتاواكم المتخلفة وعقولكم المتردية في بحر الظلمات والجهل وتدليس الحقائق باسم الدين وبركات الولي الفقيه.
وفي تقرير التنمية البشرية والصادر اخيرا عن الامم المتحدة اوضح جليا مدى عجز وتردي الانظمة العربية في اقامة ودعم المشاريع التنموية لشعوبها، وانتشار البطالة، وافاد التقرير بأن: «هناك 65 مليون عربي يعيشون في حالة فقر، مشيرا إلى ان البطالة تعد من المصادر الرئيسية لانعدام الامن الاقتصادي في معظم البلدان العربية»، واوضح التقرير في مكان آخر ان اتجاهات البطالة ومعدلات نمو السكان تشير إلى: «ان البلدان العربية ستحتاج بحلول العام 2020 إلى 51 مليون فرصة عمل جديدة ويبلغ معدل البطالة بين الشباب في العالم العربي ما يقرب من ضعف ما هو عليه في العالم بأسره».
من هذا المنطلق فاننا ندعو إلى إعادة تثقيف انفسنا بعيدا عن الصراعات السياسية بين مختلف الطوائف وبعيدا عن المناوشات الدينية والفقهية والتي شقت واضرت بمصالحنا واصبحت الشعوب العربية والاسلامية تابعة للشيوخ والعلماء المعممين من دون وعي وكأنهم مخدرون لا يعرفون ما يفعلون، ويجب علينا التسلح بالعلم والثقافة ونؤمن بأن الدول التي قامت من بعد انتهاء كان العلم والدراسة هو سلاحها لمواجهة عالم اليوم، وما مثال اليابان بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ببعيد عنا حيث اصبحت الان من القوى الصناعية المؤثرة بالعالم ويحسب لها الف حساب وذلك بفضل العلم وسلاح المعرفة.
لقد انتهت الحروب العربية - الاسرائيلية منذ زمن بعيد وانتهى معها عصر قديم واصبحنا نعيش الآن وفق قوانين اخرى ومعطيات تفرض علينا التعامل معها وفقا لشروط ومعاهدات يلتزم بها الكل ومشرعة وفق الامم المتحدة وبمراقبتها وقد آن الأوان بان يكون لنا وقفة اخرى حول آلية الصراع مع الدولة الاسرائيلية، وان نستفيد من وقتنا وتعاطف الكيانات الاوروبية والولايات المتحدة الاميركية حول جديتهم بالخلاص من هذا الملف وفتح قنوات التواصل والحوار بمباركة الشعوب ورضاها.
عبدالعزيز القناعي
[email protected]