أرض السحر في مصر... معتقدات وخرافات

القاهرة... مدينة كل السحرة / 11

تصغير
تكبير
| القاهرة - من حنان عبدالهادي |
الخرافة والسحر... والدجل والشعوذة... ليس لها وطن... أو قارة أو دولة... وإنما هي معتقدات قد تختلف من مكان الى آخر، ولكن داخل أي مجتمع تجد هذه الأشياء أماكن بذاتها قد تكون أحياء أو قرى أو حتى مدنا... تشتهر فيها، وتجد من يروج لها، ومن يقبل عليها.
وفي مصر - مثلها في ذلك مثل كل الدول - أماكن للسحر والسحرة والدجل والدجالين والشعوذة والمشعوذين وقد يشتهر مكان بشيء، قد لا تكون في غيره، حتى إن هناك «قرى أو أحياء» تعمل في غالبيتها ـ وإن كان عددها قليلا - في السحر، ويفد إليها الناس من كل صوب وحدب، قد تكون شهيرة «خارجيا»، أكثر من كونها معروفة «داخليا».
وأيضا... تختلف الطقوس ما بين مجتمع وآخر، في مصر، فالوسائل قد تكون في بحري «الشمال»، مختلفة عن الصعيد «الجنوب»، والأكيد أن للقبائل وسكان الصحراء طقوسا غير سكان الحضر.
والخرافة في مصر. عُنيت بها دراسات وأبحاث كثيرة... حاولنا التعرف عليها والاقتراب منها، حتى إنها تمكنت من تحديد «274» خرافة موجودة بالفعل في القرى والمدن والتجمعات المصرية، ولعل أشهرها خرافة «الربط» - أي تجميد العلاقة الزوجية - وأيضاً أعمال الزواج والتطليق والحب والكراهية.
والدراسات والأبحاث... عن الخرافة في مصر... لم تهتم بها دراسات مصرية وفقط، ولكن اهتمت بها دراسات غربية أيضا، ووصل الأمر أن الباحثين عاشوا وعايشوا أماكن السحر واقتربوا من السحرة، وتعرفوا على خرافات العلاج بالسحر وأدوات وأدوية السحرة... وفي السطور التالية الكثير من الحكايات عن أرض السحر في قرى وأحياء ومدن مصر.
ونبقى مع الدراسة التي قام بها الباحث المصري محمد عبدالعظيم عن الدجل والشعوذة في مصر والتي كشفت عن أن القاهرة - العاصمة - احتلت المركز الأول في عدد الدجالين، بينما استأثر حي الشرابية - القريب من وسط القاهرة - بنسبة ثلث دجالي القاهرة، يليه حي السيدة زينب ثم حي المطرية وشبرا ومصر القديمة والجمالية، وتأتي مصر الجديدة «شرق القاهرة» في ذيل القائمة بنسبة 4 في المئة، بينما انعدمت الظاهرة في أحياء الزمالك وجاردن سيتي «الأحياء الراقية».
والدراسة تشير إلى أن السحرة المغاربة كانوا يملأون القاهرة، والغريب أن لهم فنادق معروفة جدا... حيث يقيمون في فندق شهير في منطقة المهندسين، وذلك الفندق معروف لدى الفنانات اللاتي يذهبن لزيارة هؤلاء السحرة والمشعوذين والاستعانة بهم في خطف بعض رجال الأعمال الذين تمتلئ خزائنهم بأموال البنوك.
وقد يكون ذلك هو السبب في ارتباط عدد كبير من الفنانات برجال الأعمال - حتى إنه يذكر أن سيدة الغناء العربي أم كلثوم قبل وفاتها كانت تذهب إلى بعض السحرة والدجالين لقراءة الفنجان لها ولمعرفة المستقبل الفني وعما إذا كانت ستوفق في حفلها المقبل أم لا، كما قيل أيضا عن عبدالحليم حافظ إنه كان يذهب إليهم عندما يشتد عليه المرض حتى إنه كان يأتي بقراء الفنجان لمعرفة ما سيحدث. لكنها قد تكون شائعات.
أسماء فنية
كما أن هناك أسماء فنية مشهورة ومعروفة ذهبت إلى دجالين واستعانت بهم في كل حياتهم.
وكانت هناك واقعة شهيرة في العام 1995 عندما تم القبض على أخطر دجال عرفته مصر وكان الدجال على درجة وكيل وزارة ويطلق عليه «البروفيسور» وقد تزوج 230 مرة وكون ثروة كانت تزيد آنذاك على 6 ملايين جنيه من وراء عمليات السحر والدجل والشعوذة، وكان ذلك الدجال له علاقة بالكثير من النجمات المشهورات، وقام بتوثيق صلته بهن.
وقد كشفت تحقيقات النيابة أن آخر من تعاملن معه فنانة سينمائية مشهورة وكانت متزوجة من منتج سينمائي وتم طلاقها منه ليتزوج من فنانة شابة.
وعلى مقاهي الحسين وخان الخليلي وأيضا بشارع جامعة الدول العربية نجد أن هناك عددا من السحرة والدجالين يعتبرون مقصدا للكثير من الزائرين لتلك المناطق، وبالطبع يعرف الفنانون طريق هؤلاء السحرة.
فالأمر لم يعد الذهاب لتلك المناطق للتسلية أو التسرية عن النفس ولكن لمقابلة السحرة لأجل أعمال الدجل التي يعتقدون أنها تجلب لهم الشهرة، ومن أشهر هؤلاء السحرة والدجالين الذين يلتف حولهم الفنانون في القاهرة هو صالح أبوخليل.
ومن أشهر من يأتون إليه فنان كوميدي جاء إليه عندما فشلت مسرحيته الجماهيرية لكنه بشره أنها أزمة وستمر وقام بعمل بعض التعويذات والقراءات السحرية له لأنه في ذلك الوقت كان الفنان في حالة سيئة وكان دائما ما يردد أنه سيعتزل المسرح ولن يعود إليه أبدا.
المطرب المشهور
ليس ذلك فحسب لكن الدجال أو الساحر صالح أبوخليل أكد في أحد اعترافاته أن عدد الفنانين الذين يترددون عليه كثيرون وهم مشهورون ولامعون الآن، فقد ذهبوا إليه في بداية حياتهم ومنهم مطرب مشهور ذهب إلى أبوخليل في بداية حياته الفنية وكان وقتها يصور فيلما مع الراحلة مديحة كامل.
وأكد له أبوخليل أنه سيصبح نجما كبيرا، وبالفعل بعد سنوات أصبح الفنان أكبر مطرب عربي، وأصبح مع كل ألبوم جديد يذهب إليه ويطلب منه أن يفتح الكوتشينة حول ألبومه الجديد.
كما قال أبوخليل في اعترافاته أن هناك فنانة ذهبت إليه عندما كانت على خلاف مع زوجها وذلك منذ نحو 10 سنوات وفي ذلك اليوم أكد لها أن طلاقها سيكون بعد 10 سنوات وبالفعل تحقق لها هذا الأمر وقرأ لها الكوتشينة وتم الطلاق بأمر المحكمة.
أما أتعس من جاءه من الفنانين فكانت مطربة تزوجت 6 مرات وكانت جميع زيجاتها فاشلة وهنا أخبرها أبوخليل أنها تعاني من الحظ السيئ، ومن تلك الحكايات التي قد تكون مختلفة أحيانا أوهم أبوخليل الجميع بسره الباتع وكراماته وعلاقته القوية بعالم الجن والعفاريت والقدرة على ممارسة السحر، لكن نهاية ذلك الساحر كانت على يد رجال البوليس عندما داهموا مسكنه، وعندما دخلوا إلى شقته وجدوا عددا من صور المشاهير من الفنانين والفنانات وأيضا لاعبي الكرة ونجوم المجتمع تزين حوائط الشقة، وكانت الصور للمشاهير وذلك الرجل معهم.
وعندما سأله البوليس عن علاقته بهؤلاء المشاهير أكد لهم أنه يقوم بعمل أحجبة لهم لتقيهم من السحر وأيضا لتيسر لهم عملهم وأمورهم وأنهم من دون تلك الأحجبة لا يساوون شيئا حتى أخذ ذلك الدجال في إثبات قدرته الخارقة على أعمال السحر والأحجبة.
واعترف أبوخليل أن هناك فنانا بلغ السبعين من عمره ورغم أنه لا يتمتع بالحضور لكن دائما ما يشاهد في جميع البرامج والأفلام، وإحدى الراقصات قالت إن ذلك الفنان الاستعراضي يحتفط تحت ملابسه الداخلية بـ «حجاب قبول» ولذلك فالأمر ميسر معه على الرغم من أن الجمهور لا يستحسنه.
عرافة المقهى
وإذا ذهبنا إلى مقهى نجيب محفوظ نجد أن هناك إحدى العرافات يتردد عليها عدد من الفنانين، حيث تذكر العرافة أن فنانة سينمائية ذهبت إليها وقرأت لها الكف وشاهدت خطوطا لم ترها من قبل وقالت إن تلك الخطوط تدل عن شخصية مرهفة الحس ورومانسية وأخبرتها أنها ستدخل مجالا جديدا وستنجح ولكن ذلك النجاح سيطغى على حياتها الاجتماعية وكانت ترغب في أطفال.
وقالت العرافة لها إنها لن تنجب وأنه قد حدث بالفعل ما أخبرتها، وقد نجحت الفنانة في الغناء وتزوجت سرا من ابن شخصية رياضية شهيرة وعرفت أنها لا تنجب.
وهناك فنانة مشهورة سبق اتهامها في قضية مشهورة ذهبت إلى أحد الدجالين ليعمل لها عملا يفسد القضية وعملا آخر لزوجها حتى لا يطلقها، وهكذا نجد أن مقاهي وفنادق القاهرة سوق رائجة للسحرة والدجالين للإيقاع بالفريسة التي تقع في مأزق وتريد الخروج منه.
إذا ابتعدنا قليلا عن المناطق الشعبية ووصلنا إلى حيث أحد الأحياء الراقية في مصر وهو حي مصر الجديدة نجد هناك إحدى الساحرات وهي سيدة تمارس مهنة الشعوذة هناك وتلقب بسيدة «القادرة»، وسميت بالقادرة لأنها أوهمت زائريها أنها تقدر على فعل أي شيء لهم، أما زبائنها فمن جميع شرائح المجتمع «رجالا ونساء»... وقد صنعت «القادرة» حول نفسها هالة السر الباتع وبذلك حققت شهرة، وقد أرجعت القادرة سر شهرتها بسبب نجاحها في حل المشاكل المستعصية التي فشل الطب في علاجها وعلى الرغم من أفرعه المختلفة.
وسيدة القادرة. أم لفتاتين وشاب في مقتبل العمر وهي العائل الوحيد لهم بعد وفاة زوجها، أما زبائنها فأكثرهم من النساء اللاتي يعانين من مشكلات اجتماعية داخل حياتهن ويعجزن عن حلها وقد تكون مشاكلهن مع الزوج أو مع العائلة أو الأولاد وأيضا تأخر زواج بناتهن، وتؤكد سيدة القادرة أن أغلب السيدات اللاتي يأتين إليها يعانين من مشكلات مع عائلة الزوج أو الجيران أو زملائهن في العمل وغيرها من المشاكل التي أصبحت تعكر صفو حياة المرأة ولا تجد لها حلا في الطب النفسي أو عند المتخصصين لذا تقول عندنا سيدة انها تلجأ إليه وببركة ربنا تجد الحل.
حل المشاكل
أما طريقة سيدة في حل المشاكل فتقول إن لكل حالة علاجا خاصا، فالتي تبحث عن حل لمشاكلها مع زوجها أو عائلتها غير التي تبحث عن حل لمشاكل عنوسة ابنتها، وغير التي تعاني من مشاكل صحية وبصورة عامة، أنا أستعين بآيات قرآنية، وأنواع معينة من البخور، ولله الحمد تأتي بحلول عاجلة.
أما الرجال الذين يأتون إلى السيدة فغالبيتهم لجلب الرزق، أو لفك المربوط - وهو من تعرض لسحر منعه من ممارسة حياته الزوجية - وبالنسبة للشباب من الجنسين وهم كثيرون فمشاكلهم غالبيتها عاطفية، وكل أمنياتهم أن ينجحوا في امتلاك من ملكوا قلوبهم، بعد أن فشلوا في الارتباط بمن أحبوا، فهي تقوم - كما تؤكد - بفك السحر السفلي وطرد الأرواح الشريرة من الجسد، ولكنها نفت أن يكون عملها في مجال ضرر الغير وما يعرف بالسحر السفلي، لكن الغريب أن ابنتيها قد تأخرتا في سن الزواج لكنها لم تستطع أن تفعل لهما شيئا، وبررت سيدة القادرة أنه قد جاء لخطبتهما الكثير لكنها رفضت لأنه لم يأت من يستحقهما.
إذا كان ساكنو الأحياء الشعبية يذهبون إلى الدجالين والسحرة لأنهم يعتقدون في سرهم الباتع فإن المثقفين وقاطني الأحياء الراقية يذهبون إلى السحرة ليس لاعتقادهم في قدرة السحرة على علاجهم بالسحر والدجل فقط بل لإيمانهم بأن الاطباء النفسيين يعالجون المجانين فهم يخلطون بين الطب النفسي والعصبي خوفا من تناقل الكلام بين الأقارب والأهل والجيران وضعف الوازع الديني.
الأحياء الشعبية
وفي أحد الأحياء الشعبية هناك أحد السحرة الدجالين وكما يطلق عليه المرتادون «الشيخ رفاعي» فقد جاءت إليه سيدة وكان زوجها يعاني من بعض الأمراض التي لم يستطع الأطباء علاجها فقررت تلك السيدة الاستعانة بذلك الشيخ - الذي تقول عنه انه مبروك، وهو معروف - حتى يعالج زوجها الذي كان يعمل في إحدى الدول الأفريقية وتزوج من إحدى السيدات ومنذ عودته وهو يعاني من تعب شديد لم يجد له الأطباء علاجا ولا يعرفون له سببا محددا.
وقامت السيدة بطرق باب الشيخ - الساحر - رفاعي فقام بعمل جلسة للزوج في شقته وطلب في بداية الجلسة بعض الأشياء التي يحتاجها لفك العمل لذلك الزوج، ومنها كمية من زجاجات المياه المعدنية وحلة «إناء» فارغ - ودستة شموع وعدد من المصاحف وعدد من الزلطات «الحجارة» كما طلب أيضا إخلاء إحدى الغرف في الشقة ليقوم بعمله وبعد تجهيز الغرفة، وضع الشيخ رفاعي كرسيا في منتصفها وجلس عليه الزوج وأغلق الشيخ الباب على الزوج وطلب منه عدم التحرك مهما كانت الظروف.
بدأ الشيخ في قراءة بعض آيات القرآن الكريم وهنا سُمع صوت خبط داخل الغرفة، وبعد ذلك طلب الشيخ من الزوج أن يجلس خارج الغرفة، ثم استغرق في قراءة بعض آيات القرآن مرة أخرى ثم دخل الشيخ الغرفة ممسكا بالحلة وقام بفتحها وكانت بها بعض الرمال فوقها قطعة من الجلد مكتوب عليها بعض الرموز ومرسوم عليها بعض الأشكال، وهنا قال الشيخ للزوج انه كان معمول له عمل، وأنه استطاع معرفة وجلب ذلك العمل واستطاع أن يفكه، ثم بعد أن انتهى طلب من السيدة 500 جنيه نظير الجلسة لكن الشيخ فاجأ السيدة أن زوجها يحتاج إلى 5 جلسات لكي ينتهي من ذلك العمل نهائيا وذلك يتكلف 2500 جنيه.
أما الشيخ رفاعي - أو ذلك الدجال - فقد تعلم تحضير الأرواح - حسب أقواله - منذ أن كان في العشرين من عمره، وأنه تعلم بمفرده دون مساعدة من أحد بعد أن قرأ العديد من الكتب الخاصة بالسحر وتحضير الأرواح، وكان يعتمد بشكل أساسي في عمله على القرآن الكريم، مشيرا إلى أن السحر موجود في القرآن وأنه يسخر قدرته تلك في الخير وعلاج الناس وليس في الشر. أما المترددون عليه فهم كثيرون وخاصة من المشاهير والفنانين ورجال الأعمال فهم لا يستطيعون أن يفعلوا شيئا من دون مشورته.
أما تردد السيدات على الدجالين والسحرة فإنه يسبب الكثير من المشاكل حتى أن بعض محاضر الشرطة بالعاصمة سجلت أن هناك إنفاقا متزايدا يتم إهداره وينفق على السحرة والدجالين من دون فائدة، حيث تكثر عمليات النصب باسم السحر والاستيلاء على المصوغات وأموال النساء مقابل السحر، وأحيانا تصل إلى المرحلة الأخطر وهي القتل والاغتصاب، فهناك حالات يتم ضرب السيدات فيها بشدة لإخراج الجان ووصلت تلك الحالات للموت في مرات عديدة ويتم بعضها في حضور أهل السيدة بحجة خروج الجان من جسدها.
تجربة سيئة
وفي منطقة المطرية كان يقطن أحد السحرة وقد كان قد قبض عليه من قبل رجال الشرطة، وقد كان ذلك الشيخ أو الدجال ينصب على المرتادين باسم القدرة على شفاء الأمراض المستعصية التي فشل الأطباء المشاهير في علاجها، ولكن ذلك النصاب قد اكتشف وكان أغلب المرتادين من النساء اللائي كن يعتقدن في السحر والخرافات وأن للجن تأثيرا على مجريات حياتهن.
إحدى السيدات تعرضت لتجربة سيئة من جراء ذهابها لأحد السحرة، الذي يطلق عليه شيخ، وتسرد تلك السيدة حكايتها فتقول إنها تعرضت للاغتصاب من قبل ذلك الدجال، فقد ذهبت إليه بعد أن تعبت من الذهاب إلى الأطباء لكي يتمكنوا من معرفة أسباب عدم إنجابها حتى الآن، وخاصة أنها تزوجت منذ 3 سنوات وأن زوجها ذهب إلى عدد من الأطباء الذين أكدوا أنه لا يعاني من شيء، وعن طريق إحدى جاراتها عرفت تك السيدة أن هناك أحد المشايخ المعروفين في منطقة «المطرية» والذي يمكنه أن يقوم بفك المربوط ويجعل السيدات تحمل بسهولة.
طلبت تلك السيدة من جارتها أن تعرف مواعيد ذلك الشيخ أو الدجال لتذهب إليه حيث يمكنها أن تجد ضالتها هناك، وعرفت جارتها مواعيد الشيخ وقررت السيدة الذهاب إليه من دون علم زوجها الذي بدأ يمل من كثرة طلب الزوجة للذهاب إلى أحد الأطباء الجدد، فالزوج يؤمن بالقضاء والقدر ويعلم أن الله حتى الآن لم يرد، وذهبت السيدة مع جارتها إلى منزل ذلك الدجال، وكان المنزل مكونا من 3 طوابق في إحدى المناطق الشعبية بالقاهرة.
ودخلت السيدة منزل الشيخ وكان مكونا من صالة كبيرة يجلس بها عدد كبير من السيدات اللاتي ينتظرن دورهن في الدخول إلى حين يوجد الشيخ ليحصلن - تبع اعتقادهن - على بركة الشفاء من الشيخ، ولاحظت السيدة جلوس إحدى السيدات وكان شكلها سيئا وتجلس على مكتب يذهب الضحايا من السيدات إليها ليدفعن قيمة الكشف وتجلس السيدات لينتظرن دورهن اما إذا كانت إحداهن في عجالة من أمرها فإنها تدفع ضعف الكشف العادي لتتمكن من الدخول إلى حيث يوجد الشيخ بسرعة.
أما حجرة الشيخ فهي مملوءة بدخان كثيف، أما ذلك الشيخ فإنه يهذي بكلمات غريبة وقبل أن تجلس السيدة فإنه يطلب منها أن تقترب منه والتحدث عن علتها، وبعدها أعطى ذلك الشيخ السيدة كوبا به مادة ذات لون غامق وطلب منها أن تتناولها قبل أن يبدأ في علاجها، وأخذت السيدة تحكي له أنها لم تنجب حتى الآن وبعد 3 سنوات من الزواج، وعندما تناولت السيدة المشروب لم تشعر بشيء فقط أغمي عليها ولم تدر بأي شيء ثم أفاقت على صوت زوجة الشيخ وهي توقظها وتقول إن الشيخ نجح في معرفة سر عدم إنجابها، وأعطتها زوجة الشيخ قطعة قماش وطلبت منها أن تضعها في إحدى المناطق الحساسة بجسدها وتحضر المرة المقبلة لمعرفة النتيجة وبعد ذلك عرفت السيدة أن الشيخ المزعوم أو الدجال قام باغتصابها.
وأكدت السيدة من خلال محضر الشرطة أن ذلك الدجال المزعوم قام باغتصابها ولكنها في البداية لم تعرف ذلك لكن عندما ذهبت إليه مرة أخرى قام أيضا باغتصابها وبعد أن شعرت السيدة ببعض الألم وذهبت إلى أحد الأطباء الذي أكد لها أنها حامل وبعدما علمت السيدة بل تأكدت أن الشيخ المزعوم قام باغتصابها لأن زوجها شك في الموضوع وقام بعمل بعض التحاليل حيث أكدت التحاليل أن السيدة تعرضت للاغتصاب لذا قام الزوج بتحرير محضر بقسم الشرطة.
وفي شبرا الخيمة «شمال القاهرة» يقطن أحد المشايخ الذين يعالجون بالقرآن وهو يقطن مع إخوته وأبنائه وزوجته في منزل مكون من 5 طوابق ويستقبل زبائنه في الطابق الثالث ومنزله صغير ذو حجرات ضيقة، أما أدواته فهي مسجل به شرائط قرآن كريم إذ جاء له أحد زبائنه يشكو له من شيء فإنه يسمع له آيات القرآن الكريم بصوت مرتفع، وإذا لم يحدث له شيء فإنه يعطي له كوب ماء يقرأ عليها الشيخ بعض آيات القرآن، فإذاكان هناك شيء ما يعاني منه الزائر فإن الأعراض تبدأ في الظهور عليه بمجرد قراءة القرآن في المياه وسماعه له بالمسجل المرتفع الصوت فيبدأ الشيخ في العلاج الذي يحدده حتى يتخلص ذلك الشخص مما ألمَّ به من مرض أو لمس من الجان.
وقد نجد في المناطق الشعبية بالقاهرة اما ساحرا أو اثنين يلعبان على وتر الاحتياج المتزايد من الناس الذين يعتقدون أنهم يملكون الحل لكل المشاكل التي يعانون منها، لذا فإنهم لا يجدون أمامهم سوى المشعوذين والدجالين المنتشرين في الشوارع والحارات!
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي