دوري أبطال أوروبا... قصة بطولة عمرها 55 عاما

تصغير
تكبير
نيقوسيا - ا ف ب - بعد مرور ما يقرب من أربعة أشهر على نهائي يبقى للذكرى في روما، حان الموعد للتمتع بالحماسة والاثارة مجددا، حيث يستعد عاشق كرة القدم الجميلة لبدء دوري أبطال أوروبا للموسم 2009-2010 غدا الثلاثاء.
مسابقة هذا الموسم ستكون النسخة 18 تحت المسمى الجديد للبطولة التي انطلقت قبل 55 عاما بفكرة الصحافي الفرنسي غابريال هانو، الا أن البطولة عرفت تغيرات عدة على امتداد عمرها.
فبعد أن كانت تعرف باسم كأس الأندية الأوروبية، قرر الاتحاد الأوروبي تبديل اسمها الى دوري أبطال أوروبا. الا أن هذا لم يكن التعديل الوحيد، فقد نص قانون البطولة فيما مضى ألا يشارك سوى بطل الدوري في المسابقة بصحبة حامل اللقب.
الحال تبدلت العام 1992، ليبدأ العمل بنظام التصفيات الأولية التي كانت ضرورية في ذلك الموسم لأنه كان الأول بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وتقسيم يوغوسلافيا. تلا المرحلة الأولية جولتان تقومان على خروج المغلوب قبل تقسيم الرابحين الثمانية على مجموعتين، يتأهل بطل كل منهما الى النهائي.
أقيم النهائي الأول تحت المسمى الجديد في ملعب ميونيخ الأولمبي بين ميلان ومرسيليا، حيث كان هدف بولي في الدقيقة 44 كافيا لمنح الفرنسين اللقب الوحيد في تاريخ البلاد.
وكأي مشروع يصبو للنجاح، كانت التعديلات ضرورية في الموسم 93-94، حيث تم توسيع نطاق التصفيات التأهيلية الأولية، الا أن التبديل الأهم حصل في دور المجموعات حيث بات متصدر ووصيف كل مجموعة يتأهل لخوض نصف النهائي.
أقيمت المباراة الختامية في اثينا. ورغم أن الجميع توقع انتصار برشلونة حين توجه للقاء ميلان، الا أن الفريق الايطالي كان بمثابة اعصار اكتسح الكاتالونيين برباعية.
استمرت التعديلات في الموسم التالي وكان أهمها مشاركة أبطال الدول الصغيرة من الناحية الكروية في كأس الاتحاد الأوروبي عوضا عن دوري الأبطال. وتبع التصفيات الأولية لدوري الأبطال تقسيم الفرق على أربع مجموعات ضمت كل منها أربعة فرق يصعد الأول والثاني منها الى ربع نهائي الذي أقيم للمرة الاولى، قبل التأهل لخوض نصف النهائي. الفوز كان في النهاية لصالح اياكس على حساب ميلان.
النهائي اكتسب اهمية كبرى ارتبطت بحقيقة أنه الأول الذي تتولى قناة خاصة نقله عوضا عن اتحاد الاذاعات الأوروبي. كما أنه الأول الذي يسمح به بوضع شعار الراعي الرسمي على قمصان الفريقين.
أهم ما ميز الموسم 95-96 كان بدء العمل بنظام منح النقاط الثلاث للرابح عوضا عن النقطتين كما أن النهائي الذي انتصر فيه يوفنتوس على حساب اياكس في روما كان الأول في تاريخ البطولة بمسماها الجديد الذي يحسم بركلات الترجيح.
يوفنتوس كان الطرف الخاسر في نهائي الموسم التالي أمام بوروسيا دورتموند الذي كان أول طرف ألماني يحقق لقب البطولة الجديدة.
الموسم 97-98 كان موسم التغيير. البداية كانت عبر منح أبطال الدوريات الصغيرة فرصة المشاركة عبر ادراج مرحلتين تأهيليتين للوصول الى دوري المجموعات عوضا عن دور تأهيلي واحد. ومع زيادة عدد الفرق في دور المجموعات، طرأ التعديل الأهم عبر اضافة مجموعتين ليصبح عددها ستاً عوضا عن أربع، ما يعني تأهل فريقين فقط من تلك التي احتلت الترتيب الثاني في مجموعتها الى ربع النهائي. لكن أهم أحداث ذلك الموسم على الاطلاق كان فوز ريال مدريد بلقبه السابع بعد غياب 32 عاما.
أهم ما ميز الموسم التالي كان النهائي الذي أقيم في «نوكامب». البداية كانت بأنه النهائي الأول منذ تغير مسمى البطولة الذي لا يكون أحد طرفيه فريقا ايطاليا، بالاضافة الى انها المرة الأولى التي لا يكون طرفا النهائي فيها ابطالا لدوريهما أو حاملين للقب دوري الأبطال. كما أن فوز مانشستر يونايتد على بايرن ميونيخ كان الأول لفريق انكليزي منذ عودة انكلترا للمشاركة بعد الغاء الحرمان بحقها اثر تبعات مأساة ملعب هيسل 1985.
عاد نظام البطولة للتغير في الموسم التالي، حيث اضيفت جولة تأهيلية ثالثة مع زيادة المجموعات لتصبح ثماني مع وصول عدد الفرق المشاركة الى 32. ضمت المجموعات 10 أبطال من الدول المصنفة في الترتيب الأول الى العاشر، مع ستة وصفاء من الدول المصنفة من واحد الى ستة، فضلاً عن عشرة فرق متأهلة عبر ملحق التصفيات الثالث. وفي نهاية كل مجموعة، تأهل المتصدر ووصيفه الى دور مجموعات جديد مكون من أربع مجموعات، بينما تأهلت الفرق التي احتلت الترتيب الثالث الى الدور الثالث من كأس الاتحاد الأوروبي. لكن أهم ما ميز النهائي الذي أقيم في «استاد دو فرانس» هو حقيقة أنه الأول منذ بدء البطولة يجمع فريقين من بلد واحد وانتهى بفوز ريال مدريد على فالنسيا.
عاد فالنسيا في الموسم التالي للنهائي، الا أنه خسره أمام بايرن بركلات الترجيح، لكن ريال مدريد عوض الخسارة للاسبان في 2001-2002 بفوزه في نهائي ملعب «هامبدن بارك» على ليفركوزن 2-1.
نهائي «أولد ترافورد» في الموسم التالي كان الثاني الذي يجمع فريقين من بلد واحد حين تواجه ميلان مع يوفنتوس. وبعد التعادل السلبي، فاز ميلان بركلات الترجيح.
أمام الموسم 2003-2004 فكان الأول الذي يشهد دور ستة عشر عوضا عن دور المجموعات الثاني، وانتهى بتتويج بورتو.
النسخة الخمسون كانت للذكرى، فقد شهدت أجمل نهائي بعد أن قلب ليفربول تأخره صفر - 3 في الشوط الأول أمام ميلان الى تعادل قبل أن يفوز بركلات الترجيح، ليكون ذلك اللقب الخامس للفريق الانكليزي وليحتفظ بموجبه بالكأس التي قام الاتحاد الأوروبي بصنع نسخة جديدة منها.
ورغم أن ليفربول لم يتمكن من احتلال مركز أعلى من الخامس في الدوري الممتاز، الا أن الاتحاد الأوروبي منحه استثناء ليشارك في التصفيات التأهيلية للمسابقة والتي انتهت بفوز برشلونة على ارسنال.
ميلان لم ينتظر كثيرا ليرد الدين لليفربول بعد أن تمكن من الفوز عليه في نهائي 2007 في اثينا.
نهائي الموسم 2008 كان انكليزيا للمرة الاولى بعد أن التقى مانشستر يونايتد مع تشلسي في موسكو. الغلبة عادت للاول بركلات ترجيحية.
وعاد مانشستر ليخوض النهائي في الموسم التالي أمام برشلونة، الا أنه خسر.
ومنذ 1993، عادت البطولة خمس مرات للفرق الاسبانية، وأربع للايطالية، وحصدها الانكليز ثلاث مرات، والالمان مرتين، وواحدة لفرنسا، هولندا والبرتغال.
دوري الأبطال عاد، فلمن ستكون الغلبة؟
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي