شهر كريم تتتابع أيامه وتتتالى لياليه، أيام مفعمة بالخير وتحقيق افضل الآمال وهو بلوغ صيام هذا الشهر الفضيل، وتأتي لياليه بالدعاء والاستغفار والذكر الحسن والأعمال الصالحة، ولم نزل نرى ونشاهد في هذه الأيام المباركة كثيرا من الظواهر السلبية الدخيلة على هذا المجتمع الطيب تترى، فهؤلاء يُسمّون المعوقون الاصحاء، وآخرون يهمّون للاعتداء على طبيب اثناء ممارسة عمله في هذا الشهر الفضيل ولم يقترف هذا الطبيب جرما ولا ذنبا.
ولعل من أبشع الظواهر التي نراها واضحة جلية في هذا الشهر الكريم هي مظاهر ومشاهد ومسامع من حالات التسول المتنوعة قد تكون فريدة في قصصها ووحيدة في أمثالها، تدعو إلى الألم تارة والى الضحك تارة اخرى، تراهم يجوبون الشوارع نهارا ويطوفون الدواوين ليلا، هم هم لا يتغيرون في كل عام.
انما يزيدون ولا ينقصون تُرى من المسؤول عن هذه الظاهرة؟
يطرق أحدهم الباب فإذا هو رجل يقول انني جاركم وتعطلت سيارتي اريد مبلغا من المال كي أملأ خزان سيارتي بالوقود فيخرج صاحب البيت فإذا هو من غير اصحاب الحي.
هذا مشهد، واذا مشيت في طريقك فإنك ترى من يجعل هذا الشهر الفضيل وسيلة كي يحصل على ما يمكن الحصول عليه من المال دون استحقاق، كنت يوما من أيام هذا الشهر الفضيل في احد اسواق احدى الجمعيات التعاونية رأيت امرأة وفتاة، نظرت هذه المرأة لهذه الفتاة وقالت: أريد منك سبعة دنانير.
الفتاة: لماذا؟
المرأة: لأن ابنتي تريدها.
التفتت الفتاة يسرى ويمنى مذهولة وانا ارقب هذا المشهد
فقالت لي: ما رأيك ياعم؟
قلت لها: اتركيها وشأنها يابنيتي وامضي إلى سبيلك فإن هناك فقراء كثيرين يحتاجون الصدقة.
ونحن الآن عزيزي القارئ يحق لنا ان نسأل:
من المسؤول عن تكاثر حالات التسول في هذا الشهر الفضيل؟، ومن الذي يساعد هذه الحالات في دخول البلاد في هذه الفترة؟، وهل هذه العادة يمكن ان نعتبرها من العادات الدخيلة على هذا المجتمع الطيب؟
نسأل الله التوفيق للجنة الظواهر السلبية الدخيلة على المجتمع في مجلس الامة الموقر في اعمالها، وعسى ان تجعل هذه الحالة ضمن حالاتها كي لا نشاهدها في الاعوام المقبلة اذا اذن الله الكريم.
وعساكم من عواده
سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي