القصص والأخبار النبوية ومعانيها في سياق واحد
عبد الرؤوف الكمالي
نعرض في هذه الزاوية وعلى مدار ايام شهر رمضان المبارك لاهم واشهر ما ثبت في السنة النبوية من قصص واخبار، بذكر معانيها في سياق واحد، تسهيلا للقراءة واتماما للنفع، وقد جمعها ويقدمها الداعية الاسلامي المعروف الدكتور عبدالرؤوف بن محمد بن احمد الكمالي، استاذ الشريعة الاسلامية في كلية التربية الاساسية.
قصة زمزم وبناء البيت (3 من 4)
ونزلت الجماعة من جرهم في مكة, وأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم, حتى أصبح بها أهل أبيات منهم. وشب إسماعيل, وتعلم العربية منهم, (فأول من فتق الله لسانه بالعربية المبينة: إسماعيل, كما ثبت في الحديث), فأعجبهم ورغبوا فيه حين شب, فلما بلغ زوجوه امرأة منهم, وماتت أم إسماعيل.
(وكان إبراهيم عليه الصلاة والسلام يزور هاجر كل شهر على البراق, يغدو غدوة فيأتي مكة, ثم يرجع فيقيل في منزله بالشام. أخرجه الفاكهي), فجاء إبراهيم - (أي: بعد مجيئه قبل ذلك مرارا) - بعد ما تزوج إسماعيل يطالع تركته (أي: حال ما تركه, وهو أهله), فلم يجد إسماعيل, ووجد امرأته, فسلم وسألها عنه, فقالت: خرج يبتغي لنا (يصيد, كما جاء في رواية للبخاري). ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم, فقالت: نحن بشر؛ في ضيق وشدة. وشكتْ إليه. فقال لها: فإذا جاء زوجك, فاقرئي عليه السلام, وقولي له يغير عتبة بابه (وهذا كناية عن المرأة؛ وشبهت بالعتبة؛ لما فيها من الصفات الموافقة للعتبة: من حفظ الباب وصون ما هو داخله ). فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئا, فقال لزوجه: هل جاءكم من أحد ؟ قالت: نعم, جاءنا شيخ كذا وكذا, فسألنا عنك, فأخبرته. وسألني كيف عيشنا, فأخبرته أنا في جهد وشدة. قال لها إسماعيل: فهل أوصاك بشيء ؟ قالت: نعم, أمرني أن أقرأ عليك السلام, ويقول لك: غيرْ عتبة بابك. قال: ذاك أبي, وقد أمرني أن أفارقك. الحقي بأهلك. فطلقها.
ثم تزوج منهم أخرى, ولبث عنهم إبراهيم ما شاء الله, ثم أتاهم بعد ذلك فلم يجده, فدخل على امرأته فسألها عنه, فقالت: خرج يبتغي لنا (يصيد). قال: كيف أنتم ؟ وسألها عن عيشهم وهيئتهم. فقالت: نحن بخير وسعة. وأثنت على الله عز وجل. فقالت: ألا تنزل فتطعم وتشرب ؟ فقال: وما طعامكم ؟ قالت: اللحم. قال: فما شرابكم ؟ قالت: الماء. قال: اللهم بارك لهم في اللحم والماء. قال النبي صلى الله عليه وسلم: « بركة بدعوة إبراهيم» (أي: في طعام أهل مكة وشرابهم بركة). وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: « يومئذ لم يكن حب, ولو كان لهم حب دعا لهم فيه». قال: فهما لا يخلو عليهما أحد (أي: لا يقتصر أحد عليهما) بغير مكة إلا لم يوافقاه (أي: لا يوافقان مزاجه, فيشتكي من بطنه ونحو ذلك, كما روي في حديث أبي جهم عند الفاكهي, وأما في مكة فإن المداومة على أكلها لا تحدث شيئا, وهذا من بركة دعاء إبراهيم عليه السلام). قال: فإذا جاء زوجك, فاقرئي عليه مني السلام, وأْمريه أن يثبت عتبة بابه. فلما جاء إسماعيل قال: هل أتاك أحد ؟ قالت: نعم, أتانا شيخ حسن الهيئة - وأثنت عليه - فسألني عنك فأخبرته, وسألني عن عيشنا فقلت: إنا بخير. قال: هل أوصاك بشيء ؟ قالت: نعم, هو يقرأ عليك السلام, ويأمرك أن تثبت عتبة بابك. قال: ذاك أبي, وأنت العتبة, أمرني أن أمسكك.
قصة زمزم وبناء البيت (3 من 4)
ونزلت الجماعة من جرهم في مكة, وأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم, حتى أصبح بها أهل أبيات منهم. وشب إسماعيل, وتعلم العربية منهم, (فأول من فتق الله لسانه بالعربية المبينة: إسماعيل, كما ثبت في الحديث), فأعجبهم ورغبوا فيه حين شب, فلما بلغ زوجوه امرأة منهم, وماتت أم إسماعيل.
(وكان إبراهيم عليه الصلاة والسلام يزور هاجر كل شهر على البراق, يغدو غدوة فيأتي مكة, ثم يرجع فيقيل في منزله بالشام. أخرجه الفاكهي), فجاء إبراهيم - (أي: بعد مجيئه قبل ذلك مرارا) - بعد ما تزوج إسماعيل يطالع تركته (أي: حال ما تركه, وهو أهله), فلم يجد إسماعيل, ووجد امرأته, فسلم وسألها عنه, فقالت: خرج يبتغي لنا (يصيد, كما جاء في رواية للبخاري). ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم, فقالت: نحن بشر؛ في ضيق وشدة. وشكتْ إليه. فقال لها: فإذا جاء زوجك, فاقرئي عليه السلام, وقولي له يغير عتبة بابه (وهذا كناية عن المرأة؛ وشبهت بالعتبة؛ لما فيها من الصفات الموافقة للعتبة: من حفظ الباب وصون ما هو داخله ). فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئا, فقال لزوجه: هل جاءكم من أحد ؟ قالت: نعم, جاءنا شيخ كذا وكذا, فسألنا عنك, فأخبرته. وسألني كيف عيشنا, فأخبرته أنا في جهد وشدة. قال لها إسماعيل: فهل أوصاك بشيء ؟ قالت: نعم, أمرني أن أقرأ عليك السلام, ويقول لك: غيرْ عتبة بابك. قال: ذاك أبي, وقد أمرني أن أفارقك. الحقي بأهلك. فطلقها.
ثم تزوج منهم أخرى, ولبث عنهم إبراهيم ما شاء الله, ثم أتاهم بعد ذلك فلم يجده, فدخل على امرأته فسألها عنه, فقالت: خرج يبتغي لنا (يصيد). قال: كيف أنتم ؟ وسألها عن عيشهم وهيئتهم. فقالت: نحن بخير وسعة. وأثنت على الله عز وجل. فقالت: ألا تنزل فتطعم وتشرب ؟ فقال: وما طعامكم ؟ قالت: اللحم. قال: فما شرابكم ؟ قالت: الماء. قال: اللهم بارك لهم في اللحم والماء. قال النبي صلى الله عليه وسلم: « بركة بدعوة إبراهيم» (أي: في طعام أهل مكة وشرابهم بركة). وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: « يومئذ لم يكن حب, ولو كان لهم حب دعا لهم فيه». قال: فهما لا يخلو عليهما أحد (أي: لا يقتصر أحد عليهما) بغير مكة إلا لم يوافقاه (أي: لا يوافقان مزاجه, فيشتكي من بطنه ونحو ذلك, كما روي في حديث أبي جهم عند الفاكهي, وأما في مكة فإن المداومة على أكلها لا تحدث شيئا, وهذا من بركة دعاء إبراهيم عليه السلام). قال: فإذا جاء زوجك, فاقرئي عليه مني السلام, وأْمريه أن يثبت عتبة بابه. فلما جاء إسماعيل قال: هل أتاك أحد ؟ قالت: نعم, أتانا شيخ حسن الهيئة - وأثنت عليه - فسألني عنك فأخبرته, وسألني عن عيشنا فقلت: إنا بخير. قال: هل أوصاك بشيء ؟ قالت: نعم, هو يقرأ عليك السلام, ويأمرك أن تثبت عتبة بابك. قال: ذاك أبي, وأنت العتبة, أمرني أن أمسكك.