No Script

زوجها الأول (وربما الوحيد) روى لـ «الراي» ذكرياته مع النجمة التي انطفأت باكراً

سوزان تميم حكاية الصعود من الهاوية إلى ... الهاوية / 5

تصغير
تكبير
| بيروت - «الراي» |
تستمر المغنية اللبنانية سوزان تميم تحت الأضواء بعدما «ابتلعها» الموت إثر قتلها في 28 يوليو من العام الماضي، وغالباً ما تكون «الأكثر رواجاً» بين اهل الفن في اخبارها رغم رحيلها. فهذه النجمة التي اطفأتها السكاكين في وقت مبكر، ما زالت حاضرة «تملأ الدنيا وتشغل الناس» تارة بما يكشف عن الجريمة المثيرة التي أودت بها ذات صباح في شقتها في احد الابراج المحروسة في دبي، وبالتفاصيل الاكثر اثارة عن محاكمة المتهمين بقتلها في مصر، الملياردير السياسي هشام طلعت مصطفى وضابط الشرطة المتقاعد محسن السكري، وتارة اخرى بما يكشف عن حياتها الملتبسة وثروتها الغامضة والصراع بين ورثتها وعلى ارثها وما شابه.
لن «تغيب» سوزان عبدالستار تميم عن الساحة لأشهر وسنوات آتية رغم «مرور الزمن» على سفك دمها في واحدة من اكثر الجرائم الفنية شهرة، فالجميع يتعقبون ما يرشح من احكام وقرارات ومراجعات مرتبطة بـ «حبل المشنقة»، وبالصراع المرشح للاحتدام بين اهلها وما يشاع عن «أزواج» لها على ثروتها، وهي ثروة فنية متواضعة ومالية تتضارب المعلومات عن حجمها وسط اعتقاد بأنه «لا بأس بها».

وكان قيل الكثير عن سوزان تميم، المولودة في العام 1977 والتي ذاع صيتها في العام 1996 مع فوزها في «استوديو الفن»، البرنامج الاكثر شهرة في «إنتاج» المطربين، قبل ان تطغى حياتها الخاصة على مشوارها الفني الى ان وجدت مقتولة تسبح بدمها في اواخر يوليو من العام 2008 . وغالباً ما تردد ان هذه النجمة «الجميلة» التي انتسبت الى عالم الشهرة بأغنيات ليلى مراد ووردة لتمتعها بصوت طربي لافت، عاشت طفولة غير مستقرة نتيجة لطلاق والديها ولم تستقر في شبابها الفني مع ارتباط اسمها بعدد من الرجال من علي مزنر الى هشام طلعت، مروراً بعادل معتوق ورياض العزاوي.
ومع الحضور المتزايد لسوزان تميم اثر غيابها وتحول قتلها الى قضية «رأي عام» ضجت وسائل الاعلام بأخبارها ... أهلها ومحامون وأصدقاء لها. الجميع تحدثوا عنها وعن قضيتها، من يعرفها ومن لا يعرفها، وحده زوجها الاول (وربما الوحيد) علي مزنر نأى بنفسه عن الاعلام ولم ترصد له اي اطلالة، وبقي خارج «الشاشة» بعيداً عن الاضواء، رغم انه كان «شريك حياتها» في المشوار الذي قادها من مقاعد الدراسة الى اضواء الشهرة كـ «مشروع نجومية» اصيب بـ «كسوف مبكر».
علي مزنر، زوج سوزان تميم فتح قلبه وأرشيفه وذكرياته الحلوة والمرة لـ «الراي» في اول اطلالة اعلامية له. تحدث وبـ «التفاصيل» عن مشواره مع بنت الجامعة التي صارت نجمة، من لقائهما الاول عند «حبيبته» الى ما اشيع عن ملابسات طلاقهما، مروراً بالكثير من «الابيض والاسود» في تجربتهما المليئة بالاثارة كحبيبين وزوجين ورفيقين الى عالم الشهرة وخصمين لدودين في المحاكم قبل افتراقهما المعلق حتى مصرعها.
لم يكن سهلاً في بادئ الامر «العثور» على علي مزنر، وإقناعه بفتح «علبة اسرار» لطالما ابقاها طي الكتمان، ولكن بعد تقفي اثره وتعقبه «استسلم» وقلب دفتر الذكريات بورودها والأشواك. كان من الصعب إقناعه بالعودة الى ماضٍ لا يحلو له استعادته ... وبعد جهد جهيد كرت سبحة المحطات التي استرجعها «عن ظهر قلب».
فمن زواجهما «السري» الى خلافاتهما العائلية، ومن اكتشاف صوت سوزان بالصدفة الى الحياة القاسية وشظف العيش، ومن إمساكها للمرة الأولى بـ «ميكروفون» الى فوزها بالميدالية الذهبية، ومن اسفارها الاولى الى صراعه مع امها، ومن هروبها من بيته الى مسلسل الدعاوى بينهما، من التهديدات التي كان يتلقاها الى الاغراءات لطلاقهما ... وصولاً الى سفرها «من خلف ظهره» الى باريس، محطات يرويها مزنر بـ «كل شاردة وواردة» عن قصة حياته مع تميم التي تحولت الى ... حكاية. انها حكاية الصعود من الهاوية الى الهاوية.
علي مزنر: حصلنا من سيمون أسمر على سيارة «رانج روفر» و13 ألف دولار
 
شكلت تجربة «استديو الفن» بإشراف المخرج سيمون اسمر نقطة انطلاق سوزان تميم نحو الشهرة، وكان علي مزنر الى جانبها في هذا المشوار الذي بدا «واعداً» بشهادة اسمر عينه ولجنة التحكيم في البرنامج.
• ماذا حدث بعد توقيع العقد مع سيمون اسمر؟
- بعد توقيع العقد، خاضت سوزان المرحلة ربع النهائية ونجحت فيها بعدما غنت «شعوري ناحيتك» لوردة الجزائرية. ادتها باحساس كبير وتأهلت الى التصفيات نصف النهائية. وقبل ذلك، اتصل بنا سيمون اسمر ودعانا الى اجتماع معه. وفوجئنا هناك بوجود اربعة اشخاص آخرين: هادي يونس ورامي عياش وهيثم زياد وفارس كرم.
• اين كان اللقاء؟
- في مطعم «ثمار البحر». اجتمعنا على غداء وقال سيمون اسمر للقيمين على المطعم «اعدوا طاولة سمك لأولادي النجوم المستقبليين». تحدث الينا كما يتحدث الاب الى ابنائه. هكذا تعامل معنا وقال: استطيع ان اعطي كل انسان بحسب طاقاته ولا يمكنني ان اعطيه فوق هذه الطاقات. انا سأستفيد من ذلك ولكن فائدتكم انتم قبل فائدتي. اذا اردتم ان تسيروا وفق السكة التي رسمتها لكم فانتم الرابحون، ولكن اذا رفضتم فستفشلون انتم وليس انا. واضاف: استديو الفن الان شارف على نهايته واذا وجدت لجنة التحكيم انكم لا تستحقون الميدالية الذهبية فلن تمنحكم اياها. لكنني في كل الاحوال سأتعاون معكم لانني ارى انكم ناجحون. الخطوة العملية الاولى التي سنقوم بها هي اعطاؤكم خمس سيارات رباعية الدفع كل واحدة بلون.
شعرنا سوزان وانا باننا في حلم ولم نصدق ان سيمون اسمر يقول كل ذلك. خلال تلك الجلسة، وصل وزير السياحة الى المطعم فصافح سيمون اسمر. الحق انني اسميه «الاب» سيمون اسمر لانه حرص على معاملة سوزان كالاب. تابع اسمر كلامه قائلاً: عندما تنهون غداءكم ستتوجهون الى معرض للسيارات في منطقة طبرجا (ساحل كسروان) ويختار كل منكم سيارة من طراز «رانج روفر»، ثم تعودون الى المكتب وتحصلون على بعض المال لتشتروا لانفسكم بعض الألبسة. واذا احتاج اي منكم الى اموال اضافية ارجو الا يتردد في الطلب. ثم خاطبنا سوزان وانا: انتما تقطنان في بلدة الغازية (الجنوب) واذا اردنا ان نسمعكما لحنا او اغنية علينا ان ننتظر ساعتين لتصلا الى بيروت. اسمعاني جيداً، يجب ان تستأجرا منزلاً في بيروت. فاجبته: لكننا لا نملك المال. فقال لي: لا تفكر في موضوع المال. عندما تصل الى المكتب، حدد لي المبلغ الذي تحتاج اليه لتتمكن من استئجار شقة في بيروت. ثم احضرت الى طاولة سيمون اسمر مجموعة لا تعد ولا تحصى من الاسماك. كان يحب السمك كثيراً وقال للحاضرين: السمك يجمل الصوت، اكثروا من تناول اللحم الابيض. وبعدما انهينا الغداء توجهنا الى معرض السيارات كما طلب منا. هناك، اخترت سيارة لونها جردوني. واذكر ان رامي عياش اختار الاسود وهادي يونس اختار الاخضر وهيثم زياد اختار البني وفارس كرم اختار الرمادي. لا استطيع نسيان هذا المشهد. قبل ان ندفع اي مال لصاحب المعرض احضر لنا عقود بيع تمهيداً لتسجيل السيارات باسمائنا. وقد سجلت سيارتنا لاحقاً باسمينا، اي باسم علي مزنر وسوزان تميم بالتوافق بيننا. ثم غادرنا المعرض مستقلين السيارات الجديدة وتوجهنا الى المكتب. هناك، كان ينتظر كلاً منا مغلف فيه خمسة آلاف دولار منها الفان لتسجيل السيارة وثلاثة الاف للنفقات الاخرى. اما مغلفنا سوزان وانا فكان يحوي ثمانية آلاف دولار اضافية بدل استئجار شقة في بيروت. تسلمنا الاموال ووقعنا ايصالاً بذلك وورقة تفيد بتسلمنا السيارات. نزلنا من المكتب كأننا في حلم. فقد بات لنا سيارة «رانج روفر» بقيمة 25 الف دولار اضافة الى 13 الف دولار اخرى. اذكر انه مع نزولنا درج المكتب كنا سوزان وانا ننظر الواحد الى الآخر مصدومين. سألتني سوزان: هل نحن في حلم؟ فقلت لها: كان حلماً واصبح حقيقة. سيارة الرانج باتت باسمي وباسمك والناس بدأوا يعرفوننا. توجهنا الى الغازية لنشرح الوضع لجيراننا، فهؤلاء كان لهم فضل علينا واطعمونا وألبسونا ولم يقصروا حيالنا. كنا اربعة بيوت في المبنى حيث نقطن، لكننا عشنا كبيت واحد. اتصلنا بهم وطلبنا منهم ان يستعدوا. ثم مررنا بمطعم في الغازية وطلبنا طعاماً بنحو 400 دولار ودفعنا له واعطيناه العنوان ليوصلها الينا. وصلنا الى المنزل فصدم الجيران. فقد ذهبنا من دون سيارة وعدنا بسيارة «رانج»، وذهبنا شبه مفلسين وعدنا بـ «عزيمة» عامرة. بدأت الاسئلة والاجوبة كأننا في مخفر. اخبرناهم ما حصل ففرحوا لفرحنا وقالوا لنا: تعاملوا مع سيمون اسمر بصدق تصلوا الى ما تريدونه. وكان رأينا سوزان وانا ان العمل مع هذا الرجل سيوصلنا الى نجاحات لا حدود لها. في اليوم التالي، سجلت السيارة الجديدة في الدوائر الرسمية ثم ذهبنا سوزان وانا لشراء ثياب. كنت قد اختلفت مع اهلي بسبب زواجي من سوزان، وقررت ان اعيد المياه الى مجاريها واذهب اليهم، خصوصاً ان وضعي قد تحسن الان ولم يعد ثمة سبب لاستمرار الخلاف. فكرت ان يتولى عمر منصور ابن عمتي الوساطة بيني وبين والدي لانه لم يقاطعني مثلهما وظل يقف الى جانبي. ابي كان متديناً جداً، واليوم ادرك بعد مرور كل هذه الاعوام انه كان على حق في ضوء المشاكل التي واجهتها لاحقاً وادت الى انفصالي عن سوزان تميم. لقد قال لي: هذه الطريق ليست طريقنا ولا تلائم لا بيئتنا ولا ديانتنا ولا اخلاقنا. اذا كنت تريد ان تبني عائلة فلن تستطيع ان تبنيها في هذه الاجواء. قد يبني المشاهير عائلة وينجبون اولاداً، لكنهم يظلون متعبين. فالشهرة لها ضريبتها والمال الوافر له ضريبته. كان يرى ان المال الذي نجنيه يعتبر حراماً من وجهة نظر الشرع. لكنني كنت متهوراً في تلك الآونة، ولم استجب دعوة ابي وامي اللذين كانا يقولان لنا سوزان وانا: اخرجا من هذه الاجواء وعودا الى الجامعة والعلم. لقد تزوجتما رغماً عن ارادتنا، لكنكما تظلان ولدينا. اما اهل سوزان فكانوا يعتبرون انني اريد استغلالها وانني دفعتها الى الاشتراك في «استديو الفن» لأجني المال عبرها. رغم كل ذلك، ظلت سوزان حنونة وكانت لا تكف عن الكلام على اخيها وعلى المعاناة التي عاشتها امها مع ابيها جراء ظلمه. لم اتمكن من تسوية الامور مع عائلتي وظلت علاقتنا سيئة لان ابي اصر علينا ان نترك اجواء الفن. حتى انه قال لي مرة: اذا استمررت في الفن فلست ابني ولا اعرفك. لكنني كنت اراهن دائماً على ان عاطفته ستغلبه وسيحن قلبه مجدداً.
• كيف تصرفتما بالاموال التي حصلتما عليها من مكتب «استديو الفن»؟
- استاجرنا منزلاً في منطقة الحمراء (غرب بيروت) قبالة مخفر حبيش. كان ايجاره الشهري 500 دولار فدفعنا ستة آلاف دولار عن عام كامل. كانت شقة في الطبقة الثامنة من برج كبير وابتعنا ثياباً جديدة وانتقلنا من الغازية الى بيروت. خلال وجودنا في العاصمة، شاركت سوزان في التصفيات نصف النهائية من «استديو الفن». اخترت لها كل الاغنيات التي ستؤديها باستثناء اغنية واحدة لشادية اختارتها هي. كانت اغنية «القلب يحب مرة ما يحبش مرتين»، وحين سألتها عن سبب هذا الاختيار قالت انها ستؤدي هذه الاغنية من اجلي لانني دعمتها ووقفت الى جانبها وكل ما وصلت اليه كان بفضل تشجيعي لها. واضافت: ان شاء الله نبقى الواحد مع الآخر ولا يفرقنا الا اجل واحد هو الموت. في تلك الفترة ازداد تعلقنا الواحد بالآخر. كانت سوزان زوجة مخلصة بكل معنى الكلمة، لا يغريها المال ولا يهمها ان يلفت جمالها وصوتها انظار الناس. لم نكن قد بدأنا بعد مرحلة الشهرة الفعلية، لكنها كانت قد اخذت تلفت الانظار مع ظهورها المتكرر في حلقات «استديو الفن» حلت التصفيات نصف النهائية، فأدت الاغنية التي اختارتها «القلب يحب مرة ما يحبش مرتين» وابدعت. في تلك الحلقة، اشاد بها عضو لجنة التحكيم وليد غلمية وقال انها تجمع الطلة والصوت والحضور. لم نعد نبالي يومها اذا كانت سوزان ستصل الى التصفيات النهائية، فقد بتنا على تواصل مباشر مع سيمون اسمر. لكنهم اتصلوا بنا لاحقاً وابلغونا ان سوزان وصلت الى التصفيات النهائية. في تلك الفترة، كان سيمون اسمر يحرص على احتواء التوتر الذي كنا فيه ويطلب منا ان نتجاوز مرحلة «استديو الفن» ونركز على امر واحد: ان يكون لكل من سوزان والناجحين الآخرين اغنية خاصة به. كان رامي عياش قد سبق الجميع عبر ادائه اغنية «بغنيلا وبدقلا» التي ساهمت في انتشاره اكثر. اما اغنية «عم بحلم برفيقة» التي أداها هادي يونس فلها قصة. كان سيمون اسمر قد طلب من وائل كفوري ان يغنيها مؤكدا له انها عمل جميل جداً، لكن وائل رفض ان يغنيها فكانت من نصيب هادي. يومها، قالت لي سوزان ان هذه الاغنية قريبة من القلب، ما يثبت انها مرهفة الاحساس وفنانة بالفطرة لان هذه الاغنية منحت هادي يونس شهرة كبيرة ولا يزال الناس يرددونها الى اليوم. بعد حلقة التصفيات النهائية، اتصل بنا سيمون اسمر وابلغنا النتيجة سلفا. لقد نالت سوزان الميدالية الذهبية. لم نصدق الخبر وسارعنا الى شراء فستان لسوزان ليس هناك اروع منه. طلبت منها ان تؤدي في الحلقة الختامية اغنية «ليه خلتني احبك»، فغنتها والميدالية الذهبية تزين صدرها. في تلك اللحظة، بدأت رحلة الشهرة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي