طلاق السياسيين ... نزوات وفضائح ومعارك
الملك حسين... 4 زيجات وطلاقان وبيرلسكوني... غرامياته أوقعته / 15
الملك حسين مع زوجته الثالثة
بيرلسكوني مع زوجته
الملك حسين وزوجته نور
|القاهرة - من أغاريد مصطفى|
يتساءل البعض: «لماذا يقع الطلاق رغم أن الزواج تم في أغلب الأحيان... بعد قصص حب جميلة وطويلة وأيضا يسأل الناس: لماذا حالات طلاق المشاهير، هي التي يتم إلقاء الضوء عليها بصورة أكبر.. وخاصة بين السياسيين؟».
سؤالان.. في حاجة إلى إجابة... قد نجدها ونحن نقلب في قصص غرام، وحكايات طلاق وفراق الساسة «ملوك ورؤساء وأمراء ورؤساء حكومات وأحزاب»، أو غير ذلك.
وعموما قرار الطلاق يحمل قدرا من الشجاعة في مواجهة النفس ومواجهة الواقع والحياة، فإذا انتهى الحب أو استحالت العشرة... فلماذا يستمر الناس في علاقات زائفة لإرضاء المجتمع، أو حتى لتحاشي القيل والقال.
وهناك من الأمثلة الكثير في هذا الشأن... فطلاق الأمير تشارلز والأميرة الجميلة الراحلة ديانا. أثار لدى العامة والخاصة حالة هائلة من الدهشة والانزعاج، وخاصة عند الذين تابعوا مراسم زفافهما الأسطوري، الذي قيل عنه إنه زفاف القرن العشرين فهؤلاء أنفسهم قد تملكتهم الدهشة، وضربوا كفا بكف أيضا، وهم يتابعون حفل زفاف الأمير تشارلز وعشيقته السابقة «كاميللا».
وهناك أيضا قصة طلاق الملك فاروق والملكة فريدة، التي جاءت بعد قصة حب جميلة ما أثار تساؤلات الناس وقتها حول أسباب الطلاق، فالبعض أرجع ذلك لرغبة فاروق في إنجاب طفل ذكر- ولي عهد- والبعض، أرجع ذلك لكراهية فريدة لحياة القصر وما يحدث فيه من مفاسد، وعدم قدرتها على احتمال حياة المجون والعبث التي كان يحياها الملك فاروق، بينما راح البعض يؤكد أن الخيانة الزوجية كانت سببا في الطلاق وأن الملك اكتشف علاقة غرامية بين فريدة وأحد النبلاء.
وبالرغم من أن الملوك ورجال السياسة قد يضطرون أحيانا لاحتمال حياة زوجية خربة وفاسدة. لتجنب الفضيحة والأزمات السياسية والديبلوماسية، وللحفاظ على صورتهم وسمعتهم أمام الرأي العام، ومع ذلك فبعضهم يفضل الطلاق على الاستمرار في علاقة كاذبة.
فهناك عدد كبير من رجال السياسة الذين قرروا الانفصال والطلاق بدلا من حياة غير مستقرة تتخللها العديد من المشاكل وغياب التفاهم، ومن الأمثلة الكثير فهناك طلاق أشهر سجين سياسي «نيلسون مانديلا» والرئيس المصري الراحل أنور السادات الذي انفصل عن زوجته ليتزوج من جيهان السادات.
والأمر هنا لا يقتصر على الساسة العرب وحدهم، ولكن أيضا الساسة في أوروبا وأميركا، وأماكن أخرى حجزوا أماكن مهمة في الصفوف الأولى لحفلات الطلاق، ولعل أشهر هذه الحفلات وأقربها طلاق الرئيس الفرنسى ساركوزى من زوجته سيسيلا ليتزوج من عارضة الأزياء كارلا، فى خطوة فاجأت الجميع.
وطلب زوجة رئيس الحكومة الإيطالية برلسكوني، الفراق، من كثرة غرامياته ونزواته.
طلاق السياسيين... يحمل مفارقات ومفاجآت... وفضائح وغراميات وأشياء أخرى... في السطور التالية تفاصيلها:
في قصص الزواج والطلاق... تختلف الأسباب، وإن كانت النتائج عادة متقاربة... وما بين عمان وروما... تبدو القصص فعلا مختلفة، ولكن هذه طلاقات ملك، والأخرى طلاق رئيس حكومة، وما بين قصتي الملك حسين وبيرلسكوني، تبدو الاختلافات كبيرة وواسعة والسلوكيات أيضا على نفس الشاكلة، ولنتعرف على قصتيهما في السطور التالية:
ولتكن البداية... في الأردن، ومثلما كان طيارا بارعا... كان أيضا سياسيا عاصر الكثير من الأحداث المهمة، وكانت حياته الاجتماعية أيضا «ثرية» في الزواج، وأيضا في الطلاق، ولقد ذكر موقع «ويكبيديا» على الشبكة العنكبوتية... إنه الحسين بن طلال، الذي ولد في عمان في 14 نوفمبر 1935 ليعتلي عرش المملكة الأردنية الهاشمية من العام 1952 حتى العام 1999، وهو الابن البكر لطلال بن عبدالله والأميرة زين الشرف بنت جميل، وكان له أختان هما أسماء التي ماتت صغيرة و بسمة، وأخوان اثنان وهما محمد و الحسن.
ونقلب معا في أوراق قديمة... جاء فيها: إنه في 20 يوليو 1951 ذهب الملك عبدالله بن الحسين الأول إلى القدس ليؤدي صلاة الجمعة في المسجد الأقصى مع حفيده الأمير حسين، وفي طريقه إلى المسجد تم اغتياله بسلاح ناري أطلقه «مصطفى شكري عشي» فأرداه قتيلاً على درجات الحرم القدسي.
وهنا توج الابن الأكبر لعبدالله الملك طلال بن عبدالله - كخلف لوالده - ولكن خلال العام أجبره البرلمان الأردني على التنحي بسبب مرض ألم به طويلا، فأعلن ابنه الأمير حسين ملكا على الأردن في 11 أغسطس 1952 وكان عمره آنذاك 17 سنة ولم يكن قد بلغ السن القانونية فشكل مجلسا للوصاية على العرش وتم تتويجه ملكا في 2 مايو العام 1953.
واصطدم من موقعه كملك للأردن مع المد الثوري الذي طغى على الساحة العربية مع انتصار حركة الضباط الأحرار في مصر في يوليو العام 1952م، فكان أن عرّب قيادة الجيش العربي الأردني العام 1956، والتي من ضمنها كان إعفاء جلوب باشا من مهامّه «تعريب قيادة الجيش العربي»، وأنهى المعاهدة البريطانية ورفض أن تستغل القواعد الإنكليزية في الأردن للاعتداء على مصر، وخاض جيشه حرب 1967 التي خسر خلالها الضفة الغربية للأردن، كما خاض الجيش الأردني في عهده معركة الكرامة مع إسرائيل والتي انتصر فيها الجيش الأردني واعتبر أول هزيمة للجيش الذي لا يقهر وكان يتابع المعركة بشكل مباشر حتى إنه قام بزيارة القطاعات الامامية ساعة انسحاب القوات المعتدية وساهم بإسعاف بعض الضباط في الخطوط الأمامية ومنهم الضابط «فاضل علي عواد الفهيد»، ولحياته السياسية فصول ومحطات وأوراق كثيرة ولكن نعود لنقترب من الحياة الاجتماعية.
حياته الشخصية
تزوج الملك حسين 4 مرات، وزوجاته الأربع هن: الشريفة دينا بنت عبدالحميد، ابنة عم من الدرجة الثالثة لوالده الملك طلال، ولدت في مصر، خريجة جامعة كامبريدج، ومحاضرة سابقة في الأدب الإنكليزي في جامعة القاهرة.
تزوجا في 19 أبريل 1955. وكان عمرها عند الزواج 26 سنة، في حين كان عمره هو 19 سنة. وانفصلا في العام 1956 ليتم الطلاق في العام 1957، وأنجب منها: الأميرة عالية «مواليد 1956»... تزوجت المرة الأولى العام 1977، وطلقت العام 1987 من سيد ناصر ميرزا. وثاني مرة العام 1988 من سيد محمد الصالح.
أما الزوجة الثانية للملك حسين... فهي أنطوانيت غاردنر. وهي ابنة النقيب البريطاني المتقاعد والتر برسي غاردنر الذي كان يعمل في الأردن. وتزوجها في 25 مايو 1961 وغير اسمها إلى الأميرة «منى الحسين» في 30 يناير 1962وطلقها العام 1972. وأنجب منها: الملك عبدالله «مواليد العام 1962»، وهو ملك الأردن - عقب وفاة والده والأمير فيصل «مواليد 1963». والأميرة عائشة «مواليد 1968». والأميرة زين «مواليد 1968».
وكانت الزوجة الثالثة هي: علياء بهاء الدين طوقان أو الملكة «علياء»، وقد توفيت في حادث تحطم هليكوبتر. وقد أنجب منها: الأميرة هيا «مواليد 1974»... تزوجت الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والأمير علي «مواليد 1975»، وتزوج من ريم ابنة الأخضر الإبراهيمي، ولهما ابنة هي الأميرة جليلة بنت علي وابن هو الأمير عبدالله بن علي.
أما الزوجة الرابعة: إليزابيث نجيب حلبي، وغير اسمها إلى «نور الحسين»، والتي أنجبت منه: الأمير حمزة «مواليد 1980»، وتزوج من الأميرة نور بنت عاصم، والأمير هاشم «مواليد 1981»، وتزوج من الأميرة فهدة كريمة الشيخ السعودي محمد بن إبراهيم أبو نيان، والأميرة إيمان «مواليد 1983»، و الأميرة راية «مواليد 1986».
هواياته ومؤلفاته
كان طيارا متميزا، حيث قاد طائرته الخاصة عدة مرات كما كان قائد دراجات نارية وسائق سيارات سباق بارعا، وأحب الرياضات المائية، والتزلج والتنس، وكان مطلعا في قراءاته على العلاقات السياسية، والتاريخ، والقانون الدولي، والعلوم العسكرية، وفنون الطيران.
وصدرت له عدة مؤلفات بالإنكليزية من بينها:« ليس سهلا أن تكون ملكا» و«مهنتي كملك» و«أحاديث ملكية مع فريدون صاحب جم» وكتاب «حياتي كملك».
الحكاية مختلفة
ومن المملكة الأردنية الهاشمية... إلى الجمهورية الإيطالية، كما قلنا مسبقا تبدو القصة مختلفة. حيث طلبت زوجة رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني الطلاق، بعدما ضاقت ذرعا بسلوك زوجها حيال عائلته طوال 30 عاما من زواجهما، فيما لاذ هو بالصمت بعد إعلانه أن الطلاق «مسألة شخصية مؤلمة».
برلسكوني من جهته قال لوسائل الإعلام: «المسألة شخصية ومؤلمة، تدخل في الحيز الخاص، ويفضل عدم الحديث عنها».
وأعلنت صحيفتان إيطاليتان، في شهر مايو الماضي أن فيرونيكا لاريو 52 عاما زوجة برلسكوني «72 عاما» قررت طلب الطلاق بعد زواج مستمر منذ 30 عاما.
وكان عنوان صحيفة «لا ستامبا» - التي تملكها مجموعة فيات: «قرار فيرونيكا: وداعا سيلفيو»، فيما تصدر صحيفة لا ريبوبليكا اليسارية عنوان «فيرونيكا، وداعا سيلفيو: اتخذت قراري، أطلب الطلاق». وقد استندت الصحيفتان إلى أقوال «صديقات وأقرباء».
وأفادت الصحيفتان أيضا: أن لاريو اتصلت بمحامية تحظى بثقتها، وأعطتها تعليمات بالشروع في إجراءات الطلاق في أسرع وقت ممكن.
وكانت لاريو هاجمت زوجها بشدة قبل 3 أيام، آخذة عليه عزمه إدراج ممثلات مبتدئات على لوائح مرشحي حزبه للانتخابات الأوروبية في يونيو، ما أرغمه على التراجع عن هذا القرار.
ويبدو أن الكيل طفح عندما حضر برلسكوني، قبل أسبوع، احتفالا بعيد ميلاد شقراء جميلة من نابولي، لمناسبة بلوغها عامها الـ18، فيما تؤكد زوجته أنه لم يحضر عيد الميلاد الثامن عشر لأي من أولاده.
وقالت لاريو لإحدى صديقاتها - بحسب «لا ريبوبليكا» - زواجي انتهى، لا يمكنني البقاء مع رجل يصاحب قاصرات.
كما نقلت «لا ستامبا» عن الزوجة قولها لصديقات لها :«لم أحتمل بصراحة أن أقرأ في الصحف أنه يصاحب قاصرة، لأنه كان يعرفها قبل بلوغها الثامنة عشرة، إنها تدعوه «جدي» وتتحدث عن لقاءاتهما في روما وميلانو. كيف يمكن البقاء مع رجل كهذا؟».
والتقى برلسكوني ولاريو العام 1980 وعقدا زواجا مدنيا بعد 10 سنوات، إثر طلاق رئيس الوزراء من زوجته السابقة.
ولهما 3 أولاد هم باربرا 24 عاما وإيلينورا «22 عاما» ولويجي 20 عاما.
وهذه ليست المرة الأولى التي تفتح فيرونيكا لاريو. النار على زوجها الذي نادرا ما تظهر إلى جانبه، فقبل عامين وجهت رسالة مفتوحة إلى الصحافة شنت فيها هجوما على زوجها بعد توجيهه الإطراء علنا لامرأة جميلة.
زعيمة المعارضة
وأثار إعلان لاريو طلب الطلاق ردود فعل كثيرة في إيطاليا. فاعتبر الناقد الفني والنائب السابق في حزب برلسكوني فيتوريو سغاربي... أن فيرونيكا ترسخ موقعها كزعيمة المعارضة الفعلية في إيطاليا. فبالنسبة إلى رئيس تيار يدعم العائلة والقيم المسيحية «برلسكوني»، يبدو فشل زواجه الخاص فشلا سياسيا.
ويبدو الحزب المعارض الرئيسي، وهو الحزب الديموقراطي، منقسما بين من يرى أنه ينبغي «التفريق بين النضال السياسي والحياة الخاصة» على ما يؤكده نائب رئيس كتلة الحزب في البرلمان لويدجي زاندا، ومن يرى العكس.
وعلق أحد أعضاء إدارة الحزب الديموقراطي ماريو أدينولف: «كفى ازدواجية في المعايير، ولنقلها بوضوح... طلاق برلسكوني مسألة سياسية وفرصة للحزب الديموقراطي، فالشخص الأقرب إليه «فيرونيكا لاريو» يقول إنه «ليس بخير» وأنه «يخرج مع القاصرات».
وأضاف أدينولف: «هل يسعنا تخيل» الرئيس الأميركي باراك أوباما، ينجو من هجوم مماثل من زوجته ميشال أو الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من كارلا بروني بلا نقاش عام وسياسي؟» وندد ببرلسكوني المضطرب في حياته الخاصة، والذي يدير - بجنون عظمة - بلادا غارقة في أزمة خطيرة.
والمشهد المهين لطلاق رئيس الوزراء وزوجته الثانية عبر وسائل الإعلام وقول برلسكوني على شاشة التلفزيون: «إقامتي علاقات كثيرة مع فتيات قاصرات كذبة» أمر أثار غضب الكنيسة في إيطاليا ذات الأغلبية الكاثوليكية.
ولم تثر أولى استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة إيبسوس وايبر القنبلة التي فجرتها فيرونيكا لاريو زوجة برلسكوني إلى حدوث تأثير كبير على نوايا الناخبين تجاه حكومة يمين الوسط التي يتزعمها في انتخابات البرلمان الأوروبي التي تجرى في يونيو.
لكن استطلاعا للرأي على الإنترنت قامت به صحيفة «آيل سولي 24 أوري» اليومية الاقتصادية... أظهر درجة من التعاطف مع زوجة برلسكوني أكثر من التعاطف مع رئيس الوزراء. ورأت نسبة أكثر قليلا من القراء- 49 في المئة. مقابل 44 في المئة- أن الفضيحة ستكون لها عواقب سياسية.
وقال برلسكوني لأحد البرامج الليلية بالتلفزيون: «هل سأفقد الدعم بين الكاثوليك.... لا أظن هذا».
لكن الكاتب الصحافي ماسيمو فرانكو... كتب في صحيفة «كورييري ديلا سيرا» هذه الكلمات «كشفت الرعب الخفيّ من أنه سيتضرر سياسيا».
واتفق رئيس مؤسسة إس دبليو جي موريتسيو بيساتو لاستطلاع الرأي مع الآراء القائلة: بأن من غير المرجح أن تؤثر الفضيحة على الانتخابات - التي تجرى بعد شهر من الحدث والحديث حوله طبعا - حيث يتقدم برلسكوني على المعارضة بفارق 20 نقطة، لكن على المدى الطويل يمكن أن تضر بصورة من يصف نفسه بأنه «أكثر الساسة شعبية في العالم» حيث يتباهى بنسبة تأييد تبلغ 75 في المئة في استطلاعات خاصة للرأي.
وأظهرت استطلاعات للرأي أجرتها وسائل إعلام ... أن نسبة الدعم له بلغت 56 في المئة بعد زلزال أبريل - الذي جسده في صورة رجل الأفعال.
هجوم متكرر
وليست هذه المرة الأولى التي تقوم فيها زوجة برلسكوني المنفصلة عنه منذ فترة طويلة بمهاجمته لعلاقاته النسائية المتعددة. وقد وبخته علنا العام 2007 لمغازلته عارضة أزياء سابقة هي الآن وزيرة في الحكومة.
وفي تلك المرة اعتذر برلسكوني، أما الآن فهو يطالبها بالاعتذار عن التلميح بأن علاقته بالمراهقة نعومي ليتزيا التي قالت إنه حضر حفل عيد ميلادها الثامن عشر الشهر الماضي بوصفه صديقا للأسرة غير لائقة.
ويعتقد يسار الوسط الذي هزم برلسكوني في انتخابات العام 2006 بقطعه وعودا بتشكيل حكومة «أكثر جدية»، لكنه سقط من الحكم بعد ذلك بعشرين شهرا أنه ربما وجد نقطة ضعفه.
وقال زعيم يسار الوسط الجديد داريو فرانسيشيني: المشاكل بين الزوجة والزوج مسألة خاصة لكن إذا اتهمت الزوجة زوجها بإقامة علاقة مع قاصر تصبح هذه قضية عامة.
ويستمتع يسار الوسط بتوبيخ لاريو لزوجها - قبل طلبها الطلاق - لطرحه «نجمات ناشئات» شابات للترشح للبرلمان الأوروبي. ويقول فرانسيشيني: إنهن مؤهلات وأنه يجب ألا يؤخذ جمالهن ضدهن.
وقالت عضوة مجلس الشيوخ المخضرمة من يسار الوسط إيما بونينو وصلت إلى الاستنتاج أن برلسكوني «يزدري النساء».
ونشرت صحيفة ديلي ميل البريطانية الموضوع تحت عنوان «سيلفيو المغوي» ونقلت عن توبياس جونز الكاتب المتخصص في شؤون إيطاليا قوله: إن «علاقات برلسكوني النسائية المتعددة تزيده شعبية فيما يبدو».
وتتقبل الجماهير الإيطالية سلوكا تجاه النساء لا تتقبله سوى دول أوروبية قليلة ناهيك عن رئيس وزراء - تعليق لطيف - قال برلسكوني أمام مؤتمر لأصحاب المتاجر: «إذا كنتم تريدون بائعات جميلات فأنتم تعرفون إلى من تذهبون».
لكن أجزاء من المؤسسة الكاثوليكية تشكو الآن من غلوه في الوطنية وطيشه مطالبة بمزيد من الرزانة.
واستغلت صحيفة «أفينير» - لسان حال الكنيسة الكاثوليكية الإيطالية - افتتاحية في صفحتها الأولى ذات مرة لتشن هجوما عنيفا على وجهة النظر القائلة بأنه يجب أن تكون النساء العاملات في مجال السياسة «جميلات وشابات وفي المتناول إذا كان ممكنا».
وذهب المسؤول البارز في الفاتيكان الكردينال والتر كاسبر إلى أبعد من هذا. حيث وصف خلاف الطلاق العلني بأنه «مثل سيئ» وسلوك برلسكوني بأنه «غريب وغير ملائم».
عبارات صعبة
وكان رئيس الحكومة الإيطالية سيلفيو برلوسكوني، تعرض لهجوم عنيف من قبل زوجته فيرونيكا لاريو في رسالة إلكترونية وجهتها إلى وكالة الأنباء الإيطالية «إنسا» دانت فيها دعم زوجها لمرشحات إلى الانتخابات الأوروبية التي تقام في يونيو حيث وصفتهن بأنهن «قمامة من دون حياء».
ونقلت وكالة الأنباء عن لاريو قولها في رسالة إلكترونية مفتوحة وجهتها بمناسبة نشر أسماء عدد من المرشحات للانتخابات الأوروبية عن قائمة حزب شعب الحرية الذي يتزعمه زوجها برلسكوني... واللواتي يعملن في مجال الاستعراض «هذا الوضع جعل منا أنا وأبنائي ضحية وليس شركاء... لذا لا يسعنا إلا أن نعاني ونتحمل».
ووصفت فيرونيكا... المرشحات اللواتي اختارهن زوجها لخوض الانتخابات الأوروبية بأنهن «قمامة من دون حياء»، ولفتت إلى أنه ولحسن الحظ هناك مسيرة مهنية متميزة للمرأة فقد شهدنا «رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر» وها نحن نعايش «المستشارة الألمانية إنغيلا ميركل» الأمر الذي يؤكد على إمكانية خوض النساء للمعترك السياسي.
يتساءل البعض: «لماذا يقع الطلاق رغم أن الزواج تم في أغلب الأحيان... بعد قصص حب جميلة وطويلة وأيضا يسأل الناس: لماذا حالات طلاق المشاهير، هي التي يتم إلقاء الضوء عليها بصورة أكبر.. وخاصة بين السياسيين؟».
سؤالان.. في حاجة إلى إجابة... قد نجدها ونحن نقلب في قصص غرام، وحكايات طلاق وفراق الساسة «ملوك ورؤساء وأمراء ورؤساء حكومات وأحزاب»، أو غير ذلك.
وعموما قرار الطلاق يحمل قدرا من الشجاعة في مواجهة النفس ومواجهة الواقع والحياة، فإذا انتهى الحب أو استحالت العشرة... فلماذا يستمر الناس في علاقات زائفة لإرضاء المجتمع، أو حتى لتحاشي القيل والقال.
وهناك من الأمثلة الكثير في هذا الشأن... فطلاق الأمير تشارلز والأميرة الجميلة الراحلة ديانا. أثار لدى العامة والخاصة حالة هائلة من الدهشة والانزعاج، وخاصة عند الذين تابعوا مراسم زفافهما الأسطوري، الذي قيل عنه إنه زفاف القرن العشرين فهؤلاء أنفسهم قد تملكتهم الدهشة، وضربوا كفا بكف أيضا، وهم يتابعون حفل زفاف الأمير تشارلز وعشيقته السابقة «كاميللا».
وهناك أيضا قصة طلاق الملك فاروق والملكة فريدة، التي جاءت بعد قصة حب جميلة ما أثار تساؤلات الناس وقتها حول أسباب الطلاق، فالبعض أرجع ذلك لرغبة فاروق في إنجاب طفل ذكر- ولي عهد- والبعض، أرجع ذلك لكراهية فريدة لحياة القصر وما يحدث فيه من مفاسد، وعدم قدرتها على احتمال حياة المجون والعبث التي كان يحياها الملك فاروق، بينما راح البعض يؤكد أن الخيانة الزوجية كانت سببا في الطلاق وأن الملك اكتشف علاقة غرامية بين فريدة وأحد النبلاء.
وبالرغم من أن الملوك ورجال السياسة قد يضطرون أحيانا لاحتمال حياة زوجية خربة وفاسدة. لتجنب الفضيحة والأزمات السياسية والديبلوماسية، وللحفاظ على صورتهم وسمعتهم أمام الرأي العام، ومع ذلك فبعضهم يفضل الطلاق على الاستمرار في علاقة كاذبة.
فهناك عدد كبير من رجال السياسة الذين قرروا الانفصال والطلاق بدلا من حياة غير مستقرة تتخللها العديد من المشاكل وغياب التفاهم، ومن الأمثلة الكثير فهناك طلاق أشهر سجين سياسي «نيلسون مانديلا» والرئيس المصري الراحل أنور السادات الذي انفصل عن زوجته ليتزوج من جيهان السادات.
والأمر هنا لا يقتصر على الساسة العرب وحدهم، ولكن أيضا الساسة في أوروبا وأميركا، وأماكن أخرى حجزوا أماكن مهمة في الصفوف الأولى لحفلات الطلاق، ولعل أشهر هذه الحفلات وأقربها طلاق الرئيس الفرنسى ساركوزى من زوجته سيسيلا ليتزوج من عارضة الأزياء كارلا، فى خطوة فاجأت الجميع.
وطلب زوجة رئيس الحكومة الإيطالية برلسكوني، الفراق، من كثرة غرامياته ونزواته.
طلاق السياسيين... يحمل مفارقات ومفاجآت... وفضائح وغراميات وأشياء أخرى... في السطور التالية تفاصيلها:
في قصص الزواج والطلاق... تختلف الأسباب، وإن كانت النتائج عادة متقاربة... وما بين عمان وروما... تبدو القصص فعلا مختلفة، ولكن هذه طلاقات ملك، والأخرى طلاق رئيس حكومة، وما بين قصتي الملك حسين وبيرلسكوني، تبدو الاختلافات كبيرة وواسعة والسلوكيات أيضا على نفس الشاكلة، ولنتعرف على قصتيهما في السطور التالية:
ولتكن البداية... في الأردن، ومثلما كان طيارا بارعا... كان أيضا سياسيا عاصر الكثير من الأحداث المهمة، وكانت حياته الاجتماعية أيضا «ثرية» في الزواج، وأيضا في الطلاق، ولقد ذكر موقع «ويكبيديا» على الشبكة العنكبوتية... إنه الحسين بن طلال، الذي ولد في عمان في 14 نوفمبر 1935 ليعتلي عرش المملكة الأردنية الهاشمية من العام 1952 حتى العام 1999، وهو الابن البكر لطلال بن عبدالله والأميرة زين الشرف بنت جميل، وكان له أختان هما أسماء التي ماتت صغيرة و بسمة، وأخوان اثنان وهما محمد و الحسن.
ونقلب معا في أوراق قديمة... جاء فيها: إنه في 20 يوليو 1951 ذهب الملك عبدالله بن الحسين الأول إلى القدس ليؤدي صلاة الجمعة في المسجد الأقصى مع حفيده الأمير حسين، وفي طريقه إلى المسجد تم اغتياله بسلاح ناري أطلقه «مصطفى شكري عشي» فأرداه قتيلاً على درجات الحرم القدسي.
وهنا توج الابن الأكبر لعبدالله الملك طلال بن عبدالله - كخلف لوالده - ولكن خلال العام أجبره البرلمان الأردني على التنحي بسبب مرض ألم به طويلا، فأعلن ابنه الأمير حسين ملكا على الأردن في 11 أغسطس 1952 وكان عمره آنذاك 17 سنة ولم يكن قد بلغ السن القانونية فشكل مجلسا للوصاية على العرش وتم تتويجه ملكا في 2 مايو العام 1953.
واصطدم من موقعه كملك للأردن مع المد الثوري الذي طغى على الساحة العربية مع انتصار حركة الضباط الأحرار في مصر في يوليو العام 1952م، فكان أن عرّب قيادة الجيش العربي الأردني العام 1956، والتي من ضمنها كان إعفاء جلوب باشا من مهامّه «تعريب قيادة الجيش العربي»، وأنهى المعاهدة البريطانية ورفض أن تستغل القواعد الإنكليزية في الأردن للاعتداء على مصر، وخاض جيشه حرب 1967 التي خسر خلالها الضفة الغربية للأردن، كما خاض الجيش الأردني في عهده معركة الكرامة مع إسرائيل والتي انتصر فيها الجيش الأردني واعتبر أول هزيمة للجيش الذي لا يقهر وكان يتابع المعركة بشكل مباشر حتى إنه قام بزيارة القطاعات الامامية ساعة انسحاب القوات المعتدية وساهم بإسعاف بعض الضباط في الخطوط الأمامية ومنهم الضابط «فاضل علي عواد الفهيد»، ولحياته السياسية فصول ومحطات وأوراق كثيرة ولكن نعود لنقترب من الحياة الاجتماعية.
حياته الشخصية
تزوج الملك حسين 4 مرات، وزوجاته الأربع هن: الشريفة دينا بنت عبدالحميد، ابنة عم من الدرجة الثالثة لوالده الملك طلال، ولدت في مصر، خريجة جامعة كامبريدج، ومحاضرة سابقة في الأدب الإنكليزي في جامعة القاهرة.
تزوجا في 19 أبريل 1955. وكان عمرها عند الزواج 26 سنة، في حين كان عمره هو 19 سنة. وانفصلا في العام 1956 ليتم الطلاق في العام 1957، وأنجب منها: الأميرة عالية «مواليد 1956»... تزوجت المرة الأولى العام 1977، وطلقت العام 1987 من سيد ناصر ميرزا. وثاني مرة العام 1988 من سيد محمد الصالح.
أما الزوجة الثانية للملك حسين... فهي أنطوانيت غاردنر. وهي ابنة النقيب البريطاني المتقاعد والتر برسي غاردنر الذي كان يعمل في الأردن. وتزوجها في 25 مايو 1961 وغير اسمها إلى الأميرة «منى الحسين» في 30 يناير 1962وطلقها العام 1972. وأنجب منها: الملك عبدالله «مواليد العام 1962»، وهو ملك الأردن - عقب وفاة والده والأمير فيصل «مواليد 1963». والأميرة عائشة «مواليد 1968». والأميرة زين «مواليد 1968».
وكانت الزوجة الثالثة هي: علياء بهاء الدين طوقان أو الملكة «علياء»، وقد توفيت في حادث تحطم هليكوبتر. وقد أنجب منها: الأميرة هيا «مواليد 1974»... تزوجت الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والأمير علي «مواليد 1975»، وتزوج من ريم ابنة الأخضر الإبراهيمي، ولهما ابنة هي الأميرة جليلة بنت علي وابن هو الأمير عبدالله بن علي.
أما الزوجة الرابعة: إليزابيث نجيب حلبي، وغير اسمها إلى «نور الحسين»، والتي أنجبت منه: الأمير حمزة «مواليد 1980»، وتزوج من الأميرة نور بنت عاصم، والأمير هاشم «مواليد 1981»، وتزوج من الأميرة فهدة كريمة الشيخ السعودي محمد بن إبراهيم أبو نيان، والأميرة إيمان «مواليد 1983»، و الأميرة راية «مواليد 1986».
هواياته ومؤلفاته
كان طيارا متميزا، حيث قاد طائرته الخاصة عدة مرات كما كان قائد دراجات نارية وسائق سيارات سباق بارعا، وأحب الرياضات المائية، والتزلج والتنس، وكان مطلعا في قراءاته على العلاقات السياسية، والتاريخ، والقانون الدولي، والعلوم العسكرية، وفنون الطيران.
وصدرت له عدة مؤلفات بالإنكليزية من بينها:« ليس سهلا أن تكون ملكا» و«مهنتي كملك» و«أحاديث ملكية مع فريدون صاحب جم» وكتاب «حياتي كملك».
الحكاية مختلفة
ومن المملكة الأردنية الهاشمية... إلى الجمهورية الإيطالية، كما قلنا مسبقا تبدو القصة مختلفة. حيث طلبت زوجة رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني الطلاق، بعدما ضاقت ذرعا بسلوك زوجها حيال عائلته طوال 30 عاما من زواجهما، فيما لاذ هو بالصمت بعد إعلانه أن الطلاق «مسألة شخصية مؤلمة».
برلسكوني من جهته قال لوسائل الإعلام: «المسألة شخصية ومؤلمة، تدخل في الحيز الخاص، ويفضل عدم الحديث عنها».
وأعلنت صحيفتان إيطاليتان، في شهر مايو الماضي أن فيرونيكا لاريو 52 عاما زوجة برلسكوني «72 عاما» قررت طلب الطلاق بعد زواج مستمر منذ 30 عاما.
وكان عنوان صحيفة «لا ستامبا» - التي تملكها مجموعة فيات: «قرار فيرونيكا: وداعا سيلفيو»، فيما تصدر صحيفة لا ريبوبليكا اليسارية عنوان «فيرونيكا، وداعا سيلفيو: اتخذت قراري، أطلب الطلاق». وقد استندت الصحيفتان إلى أقوال «صديقات وأقرباء».
وأفادت الصحيفتان أيضا: أن لاريو اتصلت بمحامية تحظى بثقتها، وأعطتها تعليمات بالشروع في إجراءات الطلاق في أسرع وقت ممكن.
وكانت لاريو هاجمت زوجها بشدة قبل 3 أيام، آخذة عليه عزمه إدراج ممثلات مبتدئات على لوائح مرشحي حزبه للانتخابات الأوروبية في يونيو، ما أرغمه على التراجع عن هذا القرار.
ويبدو أن الكيل طفح عندما حضر برلسكوني، قبل أسبوع، احتفالا بعيد ميلاد شقراء جميلة من نابولي، لمناسبة بلوغها عامها الـ18، فيما تؤكد زوجته أنه لم يحضر عيد الميلاد الثامن عشر لأي من أولاده.
وقالت لاريو لإحدى صديقاتها - بحسب «لا ريبوبليكا» - زواجي انتهى، لا يمكنني البقاء مع رجل يصاحب قاصرات.
كما نقلت «لا ستامبا» عن الزوجة قولها لصديقات لها :«لم أحتمل بصراحة أن أقرأ في الصحف أنه يصاحب قاصرة، لأنه كان يعرفها قبل بلوغها الثامنة عشرة، إنها تدعوه «جدي» وتتحدث عن لقاءاتهما في روما وميلانو. كيف يمكن البقاء مع رجل كهذا؟».
والتقى برلسكوني ولاريو العام 1980 وعقدا زواجا مدنيا بعد 10 سنوات، إثر طلاق رئيس الوزراء من زوجته السابقة.
ولهما 3 أولاد هم باربرا 24 عاما وإيلينورا «22 عاما» ولويجي 20 عاما.
وهذه ليست المرة الأولى التي تفتح فيرونيكا لاريو. النار على زوجها الذي نادرا ما تظهر إلى جانبه، فقبل عامين وجهت رسالة مفتوحة إلى الصحافة شنت فيها هجوما على زوجها بعد توجيهه الإطراء علنا لامرأة جميلة.
زعيمة المعارضة
وأثار إعلان لاريو طلب الطلاق ردود فعل كثيرة في إيطاليا. فاعتبر الناقد الفني والنائب السابق في حزب برلسكوني فيتوريو سغاربي... أن فيرونيكا ترسخ موقعها كزعيمة المعارضة الفعلية في إيطاليا. فبالنسبة إلى رئيس تيار يدعم العائلة والقيم المسيحية «برلسكوني»، يبدو فشل زواجه الخاص فشلا سياسيا.
ويبدو الحزب المعارض الرئيسي، وهو الحزب الديموقراطي، منقسما بين من يرى أنه ينبغي «التفريق بين النضال السياسي والحياة الخاصة» على ما يؤكده نائب رئيس كتلة الحزب في البرلمان لويدجي زاندا، ومن يرى العكس.
وعلق أحد أعضاء إدارة الحزب الديموقراطي ماريو أدينولف: «كفى ازدواجية في المعايير، ولنقلها بوضوح... طلاق برلسكوني مسألة سياسية وفرصة للحزب الديموقراطي، فالشخص الأقرب إليه «فيرونيكا لاريو» يقول إنه «ليس بخير» وأنه «يخرج مع القاصرات».
وأضاف أدينولف: «هل يسعنا تخيل» الرئيس الأميركي باراك أوباما، ينجو من هجوم مماثل من زوجته ميشال أو الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من كارلا بروني بلا نقاش عام وسياسي؟» وندد ببرلسكوني المضطرب في حياته الخاصة، والذي يدير - بجنون عظمة - بلادا غارقة في أزمة خطيرة.
والمشهد المهين لطلاق رئيس الوزراء وزوجته الثانية عبر وسائل الإعلام وقول برلسكوني على شاشة التلفزيون: «إقامتي علاقات كثيرة مع فتيات قاصرات كذبة» أمر أثار غضب الكنيسة في إيطاليا ذات الأغلبية الكاثوليكية.
ولم تثر أولى استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة إيبسوس وايبر القنبلة التي فجرتها فيرونيكا لاريو زوجة برلسكوني إلى حدوث تأثير كبير على نوايا الناخبين تجاه حكومة يمين الوسط التي يتزعمها في انتخابات البرلمان الأوروبي التي تجرى في يونيو.
لكن استطلاعا للرأي على الإنترنت قامت به صحيفة «آيل سولي 24 أوري» اليومية الاقتصادية... أظهر درجة من التعاطف مع زوجة برلسكوني أكثر من التعاطف مع رئيس الوزراء. ورأت نسبة أكثر قليلا من القراء- 49 في المئة. مقابل 44 في المئة- أن الفضيحة ستكون لها عواقب سياسية.
وقال برلسكوني لأحد البرامج الليلية بالتلفزيون: «هل سأفقد الدعم بين الكاثوليك.... لا أظن هذا».
لكن الكاتب الصحافي ماسيمو فرانكو... كتب في صحيفة «كورييري ديلا سيرا» هذه الكلمات «كشفت الرعب الخفيّ من أنه سيتضرر سياسيا».
واتفق رئيس مؤسسة إس دبليو جي موريتسيو بيساتو لاستطلاع الرأي مع الآراء القائلة: بأن من غير المرجح أن تؤثر الفضيحة على الانتخابات - التي تجرى بعد شهر من الحدث والحديث حوله طبعا - حيث يتقدم برلسكوني على المعارضة بفارق 20 نقطة، لكن على المدى الطويل يمكن أن تضر بصورة من يصف نفسه بأنه «أكثر الساسة شعبية في العالم» حيث يتباهى بنسبة تأييد تبلغ 75 في المئة في استطلاعات خاصة للرأي.
وأظهرت استطلاعات للرأي أجرتها وسائل إعلام ... أن نسبة الدعم له بلغت 56 في المئة بعد زلزال أبريل - الذي جسده في صورة رجل الأفعال.
هجوم متكرر
وليست هذه المرة الأولى التي تقوم فيها زوجة برلسكوني المنفصلة عنه منذ فترة طويلة بمهاجمته لعلاقاته النسائية المتعددة. وقد وبخته علنا العام 2007 لمغازلته عارضة أزياء سابقة هي الآن وزيرة في الحكومة.
وفي تلك المرة اعتذر برلسكوني، أما الآن فهو يطالبها بالاعتذار عن التلميح بأن علاقته بالمراهقة نعومي ليتزيا التي قالت إنه حضر حفل عيد ميلادها الثامن عشر الشهر الماضي بوصفه صديقا للأسرة غير لائقة.
ويعتقد يسار الوسط الذي هزم برلسكوني في انتخابات العام 2006 بقطعه وعودا بتشكيل حكومة «أكثر جدية»، لكنه سقط من الحكم بعد ذلك بعشرين شهرا أنه ربما وجد نقطة ضعفه.
وقال زعيم يسار الوسط الجديد داريو فرانسيشيني: المشاكل بين الزوجة والزوج مسألة خاصة لكن إذا اتهمت الزوجة زوجها بإقامة علاقة مع قاصر تصبح هذه قضية عامة.
ويستمتع يسار الوسط بتوبيخ لاريو لزوجها - قبل طلبها الطلاق - لطرحه «نجمات ناشئات» شابات للترشح للبرلمان الأوروبي. ويقول فرانسيشيني: إنهن مؤهلات وأنه يجب ألا يؤخذ جمالهن ضدهن.
وقالت عضوة مجلس الشيوخ المخضرمة من يسار الوسط إيما بونينو وصلت إلى الاستنتاج أن برلسكوني «يزدري النساء».
ونشرت صحيفة ديلي ميل البريطانية الموضوع تحت عنوان «سيلفيو المغوي» ونقلت عن توبياس جونز الكاتب المتخصص في شؤون إيطاليا قوله: إن «علاقات برلسكوني النسائية المتعددة تزيده شعبية فيما يبدو».
وتتقبل الجماهير الإيطالية سلوكا تجاه النساء لا تتقبله سوى دول أوروبية قليلة ناهيك عن رئيس وزراء - تعليق لطيف - قال برلسكوني أمام مؤتمر لأصحاب المتاجر: «إذا كنتم تريدون بائعات جميلات فأنتم تعرفون إلى من تذهبون».
لكن أجزاء من المؤسسة الكاثوليكية تشكو الآن من غلوه في الوطنية وطيشه مطالبة بمزيد من الرزانة.
واستغلت صحيفة «أفينير» - لسان حال الكنيسة الكاثوليكية الإيطالية - افتتاحية في صفحتها الأولى ذات مرة لتشن هجوما عنيفا على وجهة النظر القائلة بأنه يجب أن تكون النساء العاملات في مجال السياسة «جميلات وشابات وفي المتناول إذا كان ممكنا».
وذهب المسؤول البارز في الفاتيكان الكردينال والتر كاسبر إلى أبعد من هذا. حيث وصف خلاف الطلاق العلني بأنه «مثل سيئ» وسلوك برلسكوني بأنه «غريب وغير ملائم».
عبارات صعبة
وكان رئيس الحكومة الإيطالية سيلفيو برلوسكوني، تعرض لهجوم عنيف من قبل زوجته فيرونيكا لاريو في رسالة إلكترونية وجهتها إلى وكالة الأنباء الإيطالية «إنسا» دانت فيها دعم زوجها لمرشحات إلى الانتخابات الأوروبية التي تقام في يونيو حيث وصفتهن بأنهن «قمامة من دون حياء».
ونقلت وكالة الأنباء عن لاريو قولها في رسالة إلكترونية مفتوحة وجهتها بمناسبة نشر أسماء عدد من المرشحات للانتخابات الأوروبية عن قائمة حزب شعب الحرية الذي يتزعمه زوجها برلسكوني... واللواتي يعملن في مجال الاستعراض «هذا الوضع جعل منا أنا وأبنائي ضحية وليس شركاء... لذا لا يسعنا إلا أن نعاني ونتحمل».
ووصفت فيرونيكا... المرشحات اللواتي اختارهن زوجها لخوض الانتخابات الأوروبية بأنهن «قمامة من دون حياء»، ولفتت إلى أنه ولحسن الحظ هناك مسيرة مهنية متميزة للمرأة فقد شهدنا «رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر» وها نحن نعايش «المستشارة الألمانية إنغيلا ميركل» الأمر الذي يؤكد على إمكانية خوض النساء للمعترك السياسي.