سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / «صاحي»

تصغير
تكبير

السوق حركة مستمرة يهم الناس لشراء مستلزماتهم فهم بين ملاحظ ومنتق والبائعون ينصحون زبائنهم ما أروع السوق عندما يبسط فإنه يبسط في وقت واحد ويعزل في وقت واحد وكأنما الناس جميعاً متفقون على ذلك الوقت، واذا عزل السوق فإن النواطير يجوبون في انحائه ويطلقون كلمة «صاحي» وهذه الكلمة يطلقها كل من البائع والمشتري، فكل منهما «صاحي» على مصلحة الآخر.

أما اليوم صحيح اختفى الناطور. ولكن الناس يطلقون كلمة «صاحي» على مصالحهم الخاصة، بل الشخصية.

يقولون ان ارتفاع سعر برميل البترول ادى إلى التضخم، ويقولون ايضاً ان نسبة التضخم في دول الخليج 3 في المئة بينما نسبة التضخم في دولة الكويت هي 7 في المئة، لماذا؟ وما أسباب ذلك؟

الحقيقة اذا تجولت في محال الخضار او محال المواد الغذائية فإنك تجد الأسعار لبعض المواد قد تصل إلى اكثر من 150 في المئة فلماذا يحدث ذلك؟ وهل هذه النسبة في الزيادة هي نسبة حقيقية أم مفتعلة ولماذا هذا الافتعال؟

كثيرون من الناس يتسوقون في الجمعيات التعاونية ويقرأون الأسعار فيجدون ان نسبة من الاسعار ارتفعت بشكل مذهل لماذا؟ وبعض الأصناف اختفت من الجمعيات التعاونية نظراً إلى منعها من قبل اتحاد الجمعيات التعاونية. وهذا مثال في الحرص وسد الباب أمام المنتهزين للفرص، وكأنهم يذكروننا بالكلمة القديمة «صاحي» فإنهم صاحون على مصلحة أهل الديرة، وكذلك يظهر في هذه الفترة دور وزارة التجارة في إطلاق كلمة «صاحي» قولاً وفعلاً حتى يحس الذين يحسون بأنه لم تزل الكويت صاحية، لأن أبناءها تعلموا كلمة «صاحي» من أجدادهم وحتى لانذهب إلى الدول المجاورة الشقيقة لنتسوق منها، مع العلم بأن ظروفها مثل ظروفنا، كما يتسوق منها بعض الدول المجاورة الأخرى، وكما كنا نتسوق بعض الأدوية من تلك الدول نظراً إلى الفرق الشاسع في الاسعار بين ادويتنا وادويتهم، ونحن لم نزل نقول «صاحي» حتى نردع المنتهزين من اقتناص هذه الفرصة.


سلطان حمود المتروك


كاتب كويتي


 

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي