البعض يذهب إلى المأذون مرتين ... أو أكثر
فيفي عبده... صاحبة العصمة / 14
تدخن الشيشة في أحد أدوارها
فيفي عبده
|القاهرة - من علا بدوي|
ما أسرع الزواج في أوساط المشاهير، وخاصة الوسط الفني، وما أسرع الطلاق أيضا، حالات الزواج والطلاق في هذا الوسط، الذي يختلف جذريا عن غيره من الأوساط الأخرى، دائما ما يكتنفها الغموض، وتحيط بها الاشاعات، فتصبح مادة دسمة للاجتهادات التي تتسم غالبا بسوء النية.
ولكن بعيدا عن سوء النية وحسنها... فإن الأمر الذي لا خلاف عليه أن هناك فنانات وفنانين كثيرين، وعبر عقود متعاقبة، مروا بتجارب زواج فاشلة، فكان زواجهم على ورقة طلاق، وهو ما يعد ظاهرة تكاد تكون محصورة.
وربما يكون السبب الذي يقف وراء التعجيل بالطلاق في زواج الفنانين، أن زواجهم لا يكون مبنيا على الحد الأدنى من الأسس والعناصر التي توفر الاستقرار الأسري والعائلي، ولكنه يكون مجرد نزوة عابرة، ربما أراد أصحابها أن يحيطوها بسياج من الشرعية والحلال.
وما أكثر الفنانات والفنانين، الذين مروا بتجارب عدة من الزواج والطلاق، من دون أن تكون هناك أسباب مقنعة للارتباط أو الانفصال.
ويفسر البعض تلك الظاهرة، بأن الفنانة أو الفنان يكون في حال مزاجية ونفسية متقلبة ترفض الاستقرار، وهذه الحال من الصعب استيعابها، واحتواؤها، الأمر الذي يعجل بإسدال الستار مبكرا في حالات زواج فنية عديدة.
وفي هذه السلسلة... نستعرض جانبا من تلك الحالات، التي دأب أصحابها على التردد على المأذون، فلم يكتفوا بمرة واحدة، مثل الكثيرين من الناس، ولكنهم أدمنوا الزواج والانفصال مثل الفنانة الراحلة تحية كاريوكا التي تزوجت وانفصلت نحو 14 مرة - والشحرورة صباح، وغيرها ممن تتضمنهم هذه الحلقات، التي تلقي الضوء على بعض الفنانين الذين ذهبوا للمأذون مرتين... أو أكثر.
البحث خلف زواج الفنانين والفنانات يشبه السير في حقول الألغام، فعلى الرغم من انكشاف بعض الزيجات إلا أن الفنانات يرددن دائما أنها مجرد إشاعات، وأنها ضريبة الشهرة، كثيرا مايتم الزواج سرا حتى ينتهي «سرا» أيضا، وأحيانا ودائما تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، وتقع حوادث بعينها تكشف المستور.
والسؤال الآن: لماذا تلجأ الفنانات لإخفاء زواجهن أحيانا؟ هل لأنه زواج مصلحة، أم لأنه محكوم عليه منذ البداية بالفشل بعد أن يتلاشى بريق الشهرة، وتصبح الفنانة مثل أي امرأة أخرى؟!
هي من أكثر الفنانات اللاتي سلكن قصة الزواج العرفي...، حيث تزوجت أكثر من مرة زواجا عرفيا، والمثير أنها تقر بذلك ولا تنفيه، ولا تجد في ذلك عيبا أو حرجا.
إنها فيفي عبده، التي تعد امتدادا لنجوم فن الرقص الشرقي في مصر أمثال «تحية كاريوكا وسامية جمال وسهير زكي ». استطاعت أن تحفر لها اسما وسط هؤلاء النجوم لتصبح الراقصة الأولى في مصر.
هي ليست راقصة فقط ولكنها. ممثلة قدمت العديد من الأفلام السينمائية مع كبار نجوم السينما المصرية.
كما اقتحمت عالم التلفزيون لتقدم مجموعة كبيرة من المسلسلات التي لاقت نجاحا جماهيريا كبيرا، وكان أهمها مسلسل «الحقيقة والسراب»، الذي قدمت فيه دور الأم المتسلطة التي تسيطر على أبنائها طوال الوقت، وتتدخل دائما في حياتهم الشخصية وتجبرهم على القيام بما لا يرضيهم، وكان نتاج ذلك فشلها في تربية أبنائها، الذين وقعوا في مشاكل كبيرة - كسرتها - في النهاية.
استطاعت من خلال أدوارها في أعمالها الدرامية الأخيرة أن تكسب تعاطف الأمهات لأنها نوعت بين تجسيدها دور الأم المنكسرة في «الست أصيلة» التي تتعرض لظلم الأبناء، والأم الجبارة المهيمنة على حياة أبنائها في «الحقيقة والسراب».
هي من أكثر الفنانات اللاتي تكثر حولهن الاشاعات وتكثر أخبارهن في الصحف والمجلات نظرا لما يتمتع به الرقص - بوجه عام - من انتقادات في المجتمع العربي، ولكنها استطاعت أن تكسر كل هذا لتصبح أول راقصة تتبع فكرة تبني مدرسة للرقص الشرقي في مصر تقوم من خلالها بتدريب راقصات على أصول الرقص الشرقي، وصاحبة فكرة أن فن الرقص ليس مجرد فن عشوائي يستطيع كل شخص القيام به، ولكنه لابد له من أصول وقواعد.
نشأتها
اسمها الحقيقي - عطيات عبدالفتاح - ولدت لأسرة فقيرة، عانت كثيرا في بدايتها الفنية فلم تدخل إلى الفن بسهولة ولها 6 إخوة من أمها و6 آخرون من أبيها.
بدأت حياتها كراقصة فنون شعبية في فرقة عاكف، وهربت من أهلها حين عارضوا فكرة عملها في الرقص.
والدها كان يعمل شرطيا برتبة «صول» في إدارة مرور القاهرة، وعاشت سنوات طفولتها ومعظم شبابها في حيّ إمبابة الشعبي «شمال غرب القاهرة» كان عمرها 12 سنة فقط، حين تعرفت على جارة لها تعمل راقصة في فرقة فنون شعبية، وهي التي أقنعتها بالهروب من بيت والدها، والعمل معها كراقصة في الفرقة، فكانت بدايتها مع الفن لتنطلق بعد ذلك إلى عالم الاحترافي وتصبح واحدة من مدارس الرقص الشرقي في مصر.
حياتها العاطفية
اشتهرت فيفي عبده بكثرة زيجاتها، والأكثر من ذلك ما تروج له الصحف من اشاعات زواجها وطلاقها... تزوجت فيفي عبده 5 مرات، مرتان منها زواجا شرعيا، و3 مرات زواجا عرفيا، تزوجت في البداية من كمال مجاهد صاحب الملهى الليلي الذي كانت تعمل فيه خلال بدايتها الفنية، وأنجبت منه ابنتها «عزة».
ولم يستمر هذا الزواج طويلا وانفصلت عنه وبعد 3 زيجات تزوجت من رجل الأعمال محمد الديراوي وأنجبت منه ابنتها «هنادي»، وتقول فيفي عبده دائما «الرجال حلوين والجواز حلو بس فين النفس»؟!
واستطاعت الفنانة فيفي عبده في جميع زيجاتها الرسمية منها والعرفية أن تمتلك زمام العصمة في يدها، حتى يكون لها حق الطلاق في أي وقت.
خاضت فيفي عبده. معركة قضائية مع الفنان مدحت صالح تحت زعم ديون وشراكة وأمور مالية ولكنها تنفي بشدة أن تكون قد تزوجت منه، وأن خلافها معه ليس له أي علاقة بزواجه من الفنانة شيرين سيف النصر.
لا تخجل فيفي عبده صراحة في اعترافاتها بزيجاتها لأنها كما تقول تحب الحلال والزواج بدلا من الوقوع في براثن الخطأ، ولذا فهي تقول إنها تزوجت 3 مرات عرفيا أو في السر. إلى جانب زواجها مرتين أيضا بشكل رسمي، معللة ذلك بأن كل شخص حر في تصرفاته ومسؤول عنها، ولا أحد يستطيع حسابه، وإذا كانت تزوجت في حياتها عرفيا إلا أنها استطاعت فيما بعد إشهار هذا الزواج وتحويله إلى زواج رسمي.
تردد في أحاديثها التلفزيونية والصحافية عبارة «الزواج حلو بس مين ليه نفس يجوز»؟!
مشوارها الفني
ظهرت فيفي عبده في السينما المصرية كراقصة، ثم أسندت إليها البطولات السينمائية لعدد كبير من الأفلام منها: «امرأة واحدة لا تكفي» و«القاتلة». شاركت في عشرات الأفلام، نذكر منها «السلم الخفي» و«مع حبي وأشواقي» و«الغجر» و«القاتلة» و«الثعالب».اشتهرت بقدرتها على تجسيد الشخصيات المركبة التي تتطلب بعدا نفسيا، فهي في معظم أدوارها امرأة قوية خارجة عن القانون وقادرة على جذب الرجال.
ظهرت للمرة الأولى في السينما من خلال فيلم «ممنوع في ليلة الدخلة» بطولة عادل إمام وسمير غانم وسهير رمزي، ثم توالت أدوارها في السينما.
وفي السنوات الأخيرة توالى ظهورها كبطلة مسلسلات تعرض على الشاشات العربية.
وتألقت في «زنقة الستات». «امراة وخمسة رجال»، كما ظهرت في فيلم «امرأة واحدة لا تكفي» من بطولة يسرا وإخراج إيناس الدغيدي.
قدمت مسرحية استعراضية باسم «روايح» على أحد مسارح وزارة الثقافة المصرية حازت على حضور جماهيري.
اتجهت أخيرا للأعمال الدرامية التلفزيونية وأصبحت واحدة من نجوم المسلسلات منها «الحقيقة والسراب» و«الست أصيلة» و«سوق الخضار» و«أزهار» وغيرها.
أعجب المخرج محمد فاضل بأدائها في فيلم «امرأة واحد لا تكفي»، فرشحها لمسلسل «مازال النيل يجري» وكان أول أعمالها للتلفزيون. مثلت 27 فيلما منها «القاتلة» ثاني تجاربها مع إيناس الدغيدي و«الصاغة» مع لاعب كرة القدم جمال عبدالحميد و«الثعالب» و«ليلة القتل» و«نور العيون» و«الغجر» و«الفرقة 12» و«امرأة وخمسة رجال».
حققت نجاحا كبيرا على المسرح، وأولى مسرحياتها «شباب امرأة» التي جسدت فيها دور «شفاعات» الذي سبق أن لعبته الراقصة تحية كاريوكا في الفيلم السينمائي الذي يحمل نفس الاسم، وأنجح مسرحياتها تجاريا «حزمني يا» مع حسن حسني وشريف منير ومحمد هنيدي والمطرب مدحت صالح، كما قامت ببطولة مسرحيات «قشطة وعسل» و«ادلعي يا دوسة».
أحسن راقصة
حصلت الراقصة فيفي عبده على لقب - أحسن راقصة شرقية في العالم - وذلك خلال الاحتفال الذي أقيم في مدينة دالاس الأميركية تحت إشراف مديرة أشهر معهد للرقص بالولايات المتحدة.
ويأتي حصولها على لقب أحسن راقصة شرقية في العالم. على الرغم من اعتزالها الرقص منذ بضع سنوات في الحفلات العامة والفنادق إلا أنه لم تنجح أي راقصة أخرى في ملء الفراغ الذي تركته باعتراف النقاد والمتابعين رغم أن هناك أكثر من 500 راقصة اقتحمن الساحة في السنوات الأخيرة. كانت فيفي عبده حصلت على اللقب خلال الاحتفال الذي أقيم في ولاية دالاس الأميركية واستمر ثلاثة أيام وشهد إقبالا جماهيريا ضخما ورقصت هي فيه أكثر من ساعة في حضور أكثر من 300 راقصة أجنبية وعربية.
وقامت فيفي عبده بتدريب نحو 50 راقصة من الأقطار العربية والأوروبية المختلفة على فن الاستعراض لمدة خمس ساعات.الاحتفال أقيم تحت إشراف مديرة أشهر معهد للرقص بالولايات المتحدة الأميركية. وهي مصرية الأصل.
قصة حياتها
تستعد فيفي عبده حاليا لإنتاج فيلم يروي قصة حياتها ومشوارها الفني، وقد انتهت حاليا من كتابة الفيلم ولا تزال في مرحلة اختيار السيناريست المناسب لكتابة السيناريو والحوار الخاص به. وقد أكدت فيفي أن هذا الفيلم يمثل مشروع عمرها، وسيحقق إيرادات عالية. شهدت كفاحا ومعاناة توجت في النهاية بالمال والشهرة والنجاح.
ويذكر أن «عزة» ابنة فيفي ستشارك في البطولة، تجسد شخصية والدتها في مرحلة الشباب لقرب ملامحها منها. وقد كان آخر أفلام فيفي عبده هو «زنقة الستات» العام 2000، من تأليف شريف المنياوي ومن إخراج علاء كريم، وقد شاركها في بطولته كل من ماجد المصري وعزت أبوعوف وسامي العدل.
أهم أعمالها
قدمت الفنانة فيفي عبده العديد من الأعمال الفنية التي تنوعت بين السينما والمسرح والتلفزيون، ومنها: قمر 2008. أزهار 2007. الست أصيلة 2004 الحقيقة والسراب 2003 يمين طلاق 2001، زنقة الستات 1999، امرأة وخمسة رجال 1997، الصاغة 1996 الغجر 1996 ضربة جزاء 1995 ليلة القتل 1994 الراية حمرا 1994 قدارة 1994. جحيم امرأة 1992... وكثير من الأفلام.
بالتأكيد لا يُمكن نسيان أعمال فيفي عبده، سواء في السينما أو التلفزيون، أو حتى في المسرح... من أهم أعمالها التي لاتنسى المسرحية الكوميدية «حزمني يا»، والتي لعب بطولتها مدحت صالح، شريف منير، حسن حسني ومحمد هنيدي.
زمن فيفي عبده
وزمن فيفي عبده... كتاب أثار جدلا كبيرا عند صدوره وواجه مشاكل قضائية كثيرة، ويتحدث فيه عماد ناصف عن التناقض الشديد الموجود في المجتمع بين شديدي الثراء وشديدي الفقر، ويرصد مظاهر هذا التناقض من خلال مغامرات صحافية خاضها الكاتب وخرج لنا بفصول «حفلات الشيكولاتة » و«سيارات الهبيشة» و«كلاب خمس نجوم» وغيرها.
ورصد الكاتب في كتابه صورا شديدة القسوة لفئات وصفها بالفاسدة وكيف تعيث في الوطن فسادا وهي لا تحمل أي مؤهلات - لا اجتماعية ولا ثقافية ولا مهنية - تبرر لها هذا الثراء شديد الفحش والذي تم استغلاله لقهر واستفزاز فئة أخرى تعيش تحت خط الفقر، ورصد نماذج لبعض ملامح هذا التناقض الشديد بالفارق بين ماتحصل عليه- راقصة - وماتحصل عليه - عالمة - في المركز القومي للبحوث، وتجول بنا في عالم الليل الذي يعيشه الكبار بكل تفاصيله المستفزة وعالم آخر يحياه فقراء ينامون وفي عيونهم تسكن كل دموع العالم.
وجاء في مقدمة الكتاب الذي صدرت طبعته الأولى العام 1994 «في زمن مضى كان عبدالحليم حافظ رمزا لعصر وقبله كانت أم كلثوم رمزا لعصر».
أما في هذا العصر فقد أصبحت فيفي عبده هي الرمز والقدوة والمثل في زمن كان الوطن العربي يتجمع من المحيط إلى الخليج خلف صوت أم كلثوم... واليوم أصبح الجميع يلهثون خلف رقص فيفي عبده... ولم تعد فقط رمزا للفن... ولكن أصبحت رمزا لكل شيء «السياسة... والفكر... والأدب... والكتابة»... حتى الاقتصاد، فما تستطيع أن تفعله هي... لا يستطيع أن يفعله محمد حسنين هيكل... فهي تستطيع أن تشعل حربا أو تمنعها... في وقت يفشل فيه الساسة... وهذا ليس ذنبها ولا عيب فيها ولكن ذنبنا نحن... وعيبنا نحن.
وفي هذا الكتاب لا أتعرض لفيفي عبده كإنسانة ولا حتى كفنانة ولكن كشخصية عامة أصبحت في ظل ظروف اجتماعية وسياسية واقتصادية يمر بها المجتمع... رمزا لزمن بأكمله ولمجتمع بكامله، وأنا لم أبتكر هذه التسمية من عندي ولم أبتدعها ولكن سمعتها من آلاف الغلابة... عندما يشتد بهم الهم والغم تجدهم يرددون «يا عم... ما احنا في زمن فيفي عبده...».
في هذا الزمن عندما يكتب هيكل ويروي نجيب محفوظ لا يسمع أحد، ولكن عندما تقول فيفي عبده «حزمني يابابا» يرددها الوطن العربي كله... فما الذي حدث؟ وما الذي جرى.
وقد قامت الفنانة فيفي عبده إثر ظهور هذا الكتاب برفع دعوى قضائية ضد مؤلف هذا الكتاب لتشهيره بسمعتها.
ما أسرع الزواج في أوساط المشاهير، وخاصة الوسط الفني، وما أسرع الطلاق أيضا، حالات الزواج والطلاق في هذا الوسط، الذي يختلف جذريا عن غيره من الأوساط الأخرى، دائما ما يكتنفها الغموض، وتحيط بها الاشاعات، فتصبح مادة دسمة للاجتهادات التي تتسم غالبا بسوء النية.
ولكن بعيدا عن سوء النية وحسنها... فإن الأمر الذي لا خلاف عليه أن هناك فنانات وفنانين كثيرين، وعبر عقود متعاقبة، مروا بتجارب زواج فاشلة، فكان زواجهم على ورقة طلاق، وهو ما يعد ظاهرة تكاد تكون محصورة.
وربما يكون السبب الذي يقف وراء التعجيل بالطلاق في زواج الفنانين، أن زواجهم لا يكون مبنيا على الحد الأدنى من الأسس والعناصر التي توفر الاستقرار الأسري والعائلي، ولكنه يكون مجرد نزوة عابرة، ربما أراد أصحابها أن يحيطوها بسياج من الشرعية والحلال.
وما أكثر الفنانات والفنانين، الذين مروا بتجارب عدة من الزواج والطلاق، من دون أن تكون هناك أسباب مقنعة للارتباط أو الانفصال.
ويفسر البعض تلك الظاهرة، بأن الفنانة أو الفنان يكون في حال مزاجية ونفسية متقلبة ترفض الاستقرار، وهذه الحال من الصعب استيعابها، واحتواؤها، الأمر الذي يعجل بإسدال الستار مبكرا في حالات زواج فنية عديدة.
وفي هذه السلسلة... نستعرض جانبا من تلك الحالات، التي دأب أصحابها على التردد على المأذون، فلم يكتفوا بمرة واحدة، مثل الكثيرين من الناس، ولكنهم أدمنوا الزواج والانفصال مثل الفنانة الراحلة تحية كاريوكا التي تزوجت وانفصلت نحو 14 مرة - والشحرورة صباح، وغيرها ممن تتضمنهم هذه الحلقات، التي تلقي الضوء على بعض الفنانين الذين ذهبوا للمأذون مرتين... أو أكثر.
البحث خلف زواج الفنانين والفنانات يشبه السير في حقول الألغام، فعلى الرغم من انكشاف بعض الزيجات إلا أن الفنانات يرددن دائما أنها مجرد إشاعات، وأنها ضريبة الشهرة، كثيرا مايتم الزواج سرا حتى ينتهي «سرا» أيضا، وأحيانا ودائما تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، وتقع حوادث بعينها تكشف المستور.
والسؤال الآن: لماذا تلجأ الفنانات لإخفاء زواجهن أحيانا؟ هل لأنه زواج مصلحة، أم لأنه محكوم عليه منذ البداية بالفشل بعد أن يتلاشى بريق الشهرة، وتصبح الفنانة مثل أي امرأة أخرى؟!
هي من أكثر الفنانات اللاتي سلكن قصة الزواج العرفي...، حيث تزوجت أكثر من مرة زواجا عرفيا، والمثير أنها تقر بذلك ولا تنفيه، ولا تجد في ذلك عيبا أو حرجا.
إنها فيفي عبده، التي تعد امتدادا لنجوم فن الرقص الشرقي في مصر أمثال «تحية كاريوكا وسامية جمال وسهير زكي ». استطاعت أن تحفر لها اسما وسط هؤلاء النجوم لتصبح الراقصة الأولى في مصر.
هي ليست راقصة فقط ولكنها. ممثلة قدمت العديد من الأفلام السينمائية مع كبار نجوم السينما المصرية.
كما اقتحمت عالم التلفزيون لتقدم مجموعة كبيرة من المسلسلات التي لاقت نجاحا جماهيريا كبيرا، وكان أهمها مسلسل «الحقيقة والسراب»، الذي قدمت فيه دور الأم المتسلطة التي تسيطر على أبنائها طوال الوقت، وتتدخل دائما في حياتهم الشخصية وتجبرهم على القيام بما لا يرضيهم، وكان نتاج ذلك فشلها في تربية أبنائها، الذين وقعوا في مشاكل كبيرة - كسرتها - في النهاية.
استطاعت من خلال أدوارها في أعمالها الدرامية الأخيرة أن تكسب تعاطف الأمهات لأنها نوعت بين تجسيدها دور الأم المنكسرة في «الست أصيلة» التي تتعرض لظلم الأبناء، والأم الجبارة المهيمنة على حياة أبنائها في «الحقيقة والسراب».
هي من أكثر الفنانات اللاتي تكثر حولهن الاشاعات وتكثر أخبارهن في الصحف والمجلات نظرا لما يتمتع به الرقص - بوجه عام - من انتقادات في المجتمع العربي، ولكنها استطاعت أن تكسر كل هذا لتصبح أول راقصة تتبع فكرة تبني مدرسة للرقص الشرقي في مصر تقوم من خلالها بتدريب راقصات على أصول الرقص الشرقي، وصاحبة فكرة أن فن الرقص ليس مجرد فن عشوائي يستطيع كل شخص القيام به، ولكنه لابد له من أصول وقواعد.
نشأتها
اسمها الحقيقي - عطيات عبدالفتاح - ولدت لأسرة فقيرة، عانت كثيرا في بدايتها الفنية فلم تدخل إلى الفن بسهولة ولها 6 إخوة من أمها و6 آخرون من أبيها.
بدأت حياتها كراقصة فنون شعبية في فرقة عاكف، وهربت من أهلها حين عارضوا فكرة عملها في الرقص.
والدها كان يعمل شرطيا برتبة «صول» في إدارة مرور القاهرة، وعاشت سنوات طفولتها ومعظم شبابها في حيّ إمبابة الشعبي «شمال غرب القاهرة» كان عمرها 12 سنة فقط، حين تعرفت على جارة لها تعمل راقصة في فرقة فنون شعبية، وهي التي أقنعتها بالهروب من بيت والدها، والعمل معها كراقصة في الفرقة، فكانت بدايتها مع الفن لتنطلق بعد ذلك إلى عالم الاحترافي وتصبح واحدة من مدارس الرقص الشرقي في مصر.
حياتها العاطفية
اشتهرت فيفي عبده بكثرة زيجاتها، والأكثر من ذلك ما تروج له الصحف من اشاعات زواجها وطلاقها... تزوجت فيفي عبده 5 مرات، مرتان منها زواجا شرعيا، و3 مرات زواجا عرفيا، تزوجت في البداية من كمال مجاهد صاحب الملهى الليلي الذي كانت تعمل فيه خلال بدايتها الفنية، وأنجبت منه ابنتها «عزة».
ولم يستمر هذا الزواج طويلا وانفصلت عنه وبعد 3 زيجات تزوجت من رجل الأعمال محمد الديراوي وأنجبت منه ابنتها «هنادي»، وتقول فيفي عبده دائما «الرجال حلوين والجواز حلو بس فين النفس»؟!
واستطاعت الفنانة فيفي عبده في جميع زيجاتها الرسمية منها والعرفية أن تمتلك زمام العصمة في يدها، حتى يكون لها حق الطلاق في أي وقت.
خاضت فيفي عبده. معركة قضائية مع الفنان مدحت صالح تحت زعم ديون وشراكة وأمور مالية ولكنها تنفي بشدة أن تكون قد تزوجت منه، وأن خلافها معه ليس له أي علاقة بزواجه من الفنانة شيرين سيف النصر.
لا تخجل فيفي عبده صراحة في اعترافاتها بزيجاتها لأنها كما تقول تحب الحلال والزواج بدلا من الوقوع في براثن الخطأ، ولذا فهي تقول إنها تزوجت 3 مرات عرفيا أو في السر. إلى جانب زواجها مرتين أيضا بشكل رسمي، معللة ذلك بأن كل شخص حر في تصرفاته ومسؤول عنها، ولا أحد يستطيع حسابه، وإذا كانت تزوجت في حياتها عرفيا إلا أنها استطاعت فيما بعد إشهار هذا الزواج وتحويله إلى زواج رسمي.
تردد في أحاديثها التلفزيونية والصحافية عبارة «الزواج حلو بس مين ليه نفس يجوز»؟!
مشوارها الفني
ظهرت فيفي عبده في السينما المصرية كراقصة، ثم أسندت إليها البطولات السينمائية لعدد كبير من الأفلام منها: «امرأة واحدة لا تكفي» و«القاتلة». شاركت في عشرات الأفلام، نذكر منها «السلم الخفي» و«مع حبي وأشواقي» و«الغجر» و«القاتلة» و«الثعالب».اشتهرت بقدرتها على تجسيد الشخصيات المركبة التي تتطلب بعدا نفسيا، فهي في معظم أدوارها امرأة قوية خارجة عن القانون وقادرة على جذب الرجال.
ظهرت للمرة الأولى في السينما من خلال فيلم «ممنوع في ليلة الدخلة» بطولة عادل إمام وسمير غانم وسهير رمزي، ثم توالت أدوارها في السينما.
وفي السنوات الأخيرة توالى ظهورها كبطلة مسلسلات تعرض على الشاشات العربية.
وتألقت في «زنقة الستات». «امراة وخمسة رجال»، كما ظهرت في فيلم «امرأة واحدة لا تكفي» من بطولة يسرا وإخراج إيناس الدغيدي.
قدمت مسرحية استعراضية باسم «روايح» على أحد مسارح وزارة الثقافة المصرية حازت على حضور جماهيري.
اتجهت أخيرا للأعمال الدرامية التلفزيونية وأصبحت واحدة من نجوم المسلسلات منها «الحقيقة والسراب» و«الست أصيلة» و«سوق الخضار» و«أزهار» وغيرها.
أعجب المخرج محمد فاضل بأدائها في فيلم «امرأة واحد لا تكفي»، فرشحها لمسلسل «مازال النيل يجري» وكان أول أعمالها للتلفزيون. مثلت 27 فيلما منها «القاتلة» ثاني تجاربها مع إيناس الدغيدي و«الصاغة» مع لاعب كرة القدم جمال عبدالحميد و«الثعالب» و«ليلة القتل» و«نور العيون» و«الغجر» و«الفرقة 12» و«امرأة وخمسة رجال».
حققت نجاحا كبيرا على المسرح، وأولى مسرحياتها «شباب امرأة» التي جسدت فيها دور «شفاعات» الذي سبق أن لعبته الراقصة تحية كاريوكا في الفيلم السينمائي الذي يحمل نفس الاسم، وأنجح مسرحياتها تجاريا «حزمني يا» مع حسن حسني وشريف منير ومحمد هنيدي والمطرب مدحت صالح، كما قامت ببطولة مسرحيات «قشطة وعسل» و«ادلعي يا دوسة».
أحسن راقصة
حصلت الراقصة فيفي عبده على لقب - أحسن راقصة شرقية في العالم - وذلك خلال الاحتفال الذي أقيم في مدينة دالاس الأميركية تحت إشراف مديرة أشهر معهد للرقص بالولايات المتحدة.
ويأتي حصولها على لقب أحسن راقصة شرقية في العالم. على الرغم من اعتزالها الرقص منذ بضع سنوات في الحفلات العامة والفنادق إلا أنه لم تنجح أي راقصة أخرى في ملء الفراغ الذي تركته باعتراف النقاد والمتابعين رغم أن هناك أكثر من 500 راقصة اقتحمن الساحة في السنوات الأخيرة. كانت فيفي عبده حصلت على اللقب خلال الاحتفال الذي أقيم في ولاية دالاس الأميركية واستمر ثلاثة أيام وشهد إقبالا جماهيريا ضخما ورقصت هي فيه أكثر من ساعة في حضور أكثر من 300 راقصة أجنبية وعربية.
وقامت فيفي عبده بتدريب نحو 50 راقصة من الأقطار العربية والأوروبية المختلفة على فن الاستعراض لمدة خمس ساعات.الاحتفال أقيم تحت إشراف مديرة أشهر معهد للرقص بالولايات المتحدة الأميركية. وهي مصرية الأصل.
قصة حياتها
تستعد فيفي عبده حاليا لإنتاج فيلم يروي قصة حياتها ومشوارها الفني، وقد انتهت حاليا من كتابة الفيلم ولا تزال في مرحلة اختيار السيناريست المناسب لكتابة السيناريو والحوار الخاص به. وقد أكدت فيفي أن هذا الفيلم يمثل مشروع عمرها، وسيحقق إيرادات عالية. شهدت كفاحا ومعاناة توجت في النهاية بالمال والشهرة والنجاح.
ويذكر أن «عزة» ابنة فيفي ستشارك في البطولة، تجسد شخصية والدتها في مرحلة الشباب لقرب ملامحها منها. وقد كان آخر أفلام فيفي عبده هو «زنقة الستات» العام 2000، من تأليف شريف المنياوي ومن إخراج علاء كريم، وقد شاركها في بطولته كل من ماجد المصري وعزت أبوعوف وسامي العدل.
أهم أعمالها
قدمت الفنانة فيفي عبده العديد من الأعمال الفنية التي تنوعت بين السينما والمسرح والتلفزيون، ومنها: قمر 2008. أزهار 2007. الست أصيلة 2004 الحقيقة والسراب 2003 يمين طلاق 2001، زنقة الستات 1999، امرأة وخمسة رجال 1997، الصاغة 1996 الغجر 1996 ضربة جزاء 1995 ليلة القتل 1994 الراية حمرا 1994 قدارة 1994. جحيم امرأة 1992... وكثير من الأفلام.
بالتأكيد لا يُمكن نسيان أعمال فيفي عبده، سواء في السينما أو التلفزيون، أو حتى في المسرح... من أهم أعمالها التي لاتنسى المسرحية الكوميدية «حزمني يا»، والتي لعب بطولتها مدحت صالح، شريف منير، حسن حسني ومحمد هنيدي.
زمن فيفي عبده
وزمن فيفي عبده... كتاب أثار جدلا كبيرا عند صدوره وواجه مشاكل قضائية كثيرة، ويتحدث فيه عماد ناصف عن التناقض الشديد الموجود في المجتمع بين شديدي الثراء وشديدي الفقر، ويرصد مظاهر هذا التناقض من خلال مغامرات صحافية خاضها الكاتب وخرج لنا بفصول «حفلات الشيكولاتة » و«سيارات الهبيشة» و«كلاب خمس نجوم» وغيرها.
ورصد الكاتب في كتابه صورا شديدة القسوة لفئات وصفها بالفاسدة وكيف تعيث في الوطن فسادا وهي لا تحمل أي مؤهلات - لا اجتماعية ولا ثقافية ولا مهنية - تبرر لها هذا الثراء شديد الفحش والذي تم استغلاله لقهر واستفزاز فئة أخرى تعيش تحت خط الفقر، ورصد نماذج لبعض ملامح هذا التناقض الشديد بالفارق بين ماتحصل عليه- راقصة - وماتحصل عليه - عالمة - في المركز القومي للبحوث، وتجول بنا في عالم الليل الذي يعيشه الكبار بكل تفاصيله المستفزة وعالم آخر يحياه فقراء ينامون وفي عيونهم تسكن كل دموع العالم.
وجاء في مقدمة الكتاب الذي صدرت طبعته الأولى العام 1994 «في زمن مضى كان عبدالحليم حافظ رمزا لعصر وقبله كانت أم كلثوم رمزا لعصر».
أما في هذا العصر فقد أصبحت فيفي عبده هي الرمز والقدوة والمثل في زمن كان الوطن العربي يتجمع من المحيط إلى الخليج خلف صوت أم كلثوم... واليوم أصبح الجميع يلهثون خلف رقص فيفي عبده... ولم تعد فقط رمزا للفن... ولكن أصبحت رمزا لكل شيء «السياسة... والفكر... والأدب... والكتابة»... حتى الاقتصاد، فما تستطيع أن تفعله هي... لا يستطيع أن يفعله محمد حسنين هيكل... فهي تستطيع أن تشعل حربا أو تمنعها... في وقت يفشل فيه الساسة... وهذا ليس ذنبها ولا عيب فيها ولكن ذنبنا نحن... وعيبنا نحن.
وفي هذا الكتاب لا أتعرض لفيفي عبده كإنسانة ولا حتى كفنانة ولكن كشخصية عامة أصبحت في ظل ظروف اجتماعية وسياسية واقتصادية يمر بها المجتمع... رمزا لزمن بأكمله ولمجتمع بكامله، وأنا لم أبتكر هذه التسمية من عندي ولم أبتدعها ولكن سمعتها من آلاف الغلابة... عندما يشتد بهم الهم والغم تجدهم يرددون «يا عم... ما احنا في زمن فيفي عبده...».
في هذا الزمن عندما يكتب هيكل ويروي نجيب محفوظ لا يسمع أحد، ولكن عندما تقول فيفي عبده «حزمني يابابا» يرددها الوطن العربي كله... فما الذي حدث؟ وما الذي جرى.
وقد قامت الفنانة فيفي عبده إثر ظهور هذا الكتاب برفع دعوى قضائية ضد مؤلف هذا الكتاب لتشهيره بسمعتها.