طلاق السياسيين ... نزوات وفضائح ومعارك

السادات ... طلق «إقبال» وعاش مع «جيهان» / 13

تصغير
تكبير
|القاهرة - من أغاريد مصطفى|
يتساءل البعض: «لماذا يقع الطلاق رغم أن الزواج تم في أغلب الأحيان... بعد قصص حب جميلة وطويلة وأيضا يسأل الناس: لماذا حالات طلاق المشاهير، هي التي يتم إلقاء الضوء عليها بصورة أكبر.. وخاصة بين السياسيين؟».
سؤالان.. في حاجة إلى إجابة... قد نجدها ونحن نقلب في قصص غرام، وحكايات طلاق وفراق الساسة «ملوك ورؤساء وأمراء ورؤساء حكومات وأحزاب»، أو غير ذلك.
وعموما قرار الطلاق يحمل قدرا من الشجاعة في مواجهة النفس ومواجهة الواقع والحياة، فإذا انتهى الحب أو استحالت العشرة... فلماذا يستمر الناس في علاقات زائفة لإرضاء المجتمع، أو حتى لتحاشي القيل والقال.
وهناك من الأمثلة الكثير في هذا الشأن... فطلاق الأمير تشارلز والأميرة الجميلة الراحلة ديانا. أثار لدى العامة والخاصة حالة هائلة من الدهشة والانزعاج، وخاصة عند الذين تابعوا مراسم زفافهما الأسطوري، الذي قيل عنه إنه زفاف القرن العشرين فهؤلاء أنفسهم قد تملكتهم الدهشة، وضربوا كفا بكف أيضا، وهم يتابعون حفل زفاف الأمير تشارلز وعشيقته السابقة «كاميللا».
وهناك أيضا قصة طلاق الملك فاروق والملكة فريدة، التي جاءت بعد قصة حب جميلة ما أثار تساؤلات الناس وقتها حول أسباب الطلاق، فالبعض أرجع ذلك لرغبة فاروق في إنجاب طفل ذكر- ولي عهد- والبعض، أرجع ذلك لكراهية فريدة لحياة القصر وما يحدث فيه من مفاسد، وعدم قدرتها على احتمال حياة المجون والعبث التي كان يحياها الملك فاروق، بينما راح البعض يؤكد أن الخيانة الزوجية كانت سببا في الطلاق وأن الملك اكتشف علاقة غرامية بين فريدة وأحد النبلاء.
وبالرغم من أن الملوك ورجال السياسة قد يضطرون أحيانا لاحتمال حياة زوجية خربة وفاسدة. لتجنب الفضيحة والأزمات السياسية والديبلوماسية، وللحفاظ على صورتهم وسمعتهم أمام الرأي العام، ومع ذلك فبعضهم يفضل الطلاق على الاستمرار في علاقة كاذبة.
فهناك عدد كبير من رجال السياسة الذين قرروا الانفصال والطلاق بدلا من حياة غير مستقرة تتخللها العديد من المشاكل وغياب التفاهم، ومن الأمثلة الكثير فهناك طلاق أشهر سجين سياسي «نيلسون مانديلا» والرئيس المصري الراحل أنور السادات الذي انفصل عن زوجته ليتزوج من جيهان السادات.
والأمر هنا لا يقتصر على الساسة العرب وحدهم، ولكن أيضا الساسة في أوروبا وأميركا، وأماكن أخرى حجزوا أماكن مهمة في الصفوف الأولى لحفلات الطلاق، ولعل أشهر هذه الحفلات وأقربها طلاق الرئيس الفرنسى ساركوزى من زوجته سيسيلا ليتزوج من عارضة الأزياء كارلا، فى خطوة فاجأت الجميع.
وطلب زوجة رئيس الحكومة الإيطالية برلسكوني، الفراق، من كثرة غرامياته ونزواته.
طلاق السياسيين... يحمل مفارقات ومفاجآت... وفضائح وغراميات وأشياء أخرى... في السطور التالية تفاصيلها:

تختلف قصة زواج الرئيس المصري الراحل أنور السادات عن قصة صديقه ورفيق كفاحه الرئيس المصري الراحل أيضا جمال عبدالناصر ... حيث تزوج السادات مرتين، وطلق مرة واحدة وجاءت الزيجة الأولى من السيدة إقبال ماضي تقليديا إلى حد بعيد عن طريق الأسرة .
فوالد أنور السادات كان يرتبط بعلاقة صداقة قوية ووالد إقبال... كما أن أنور كان صديقاً لأشقاء إقبال على الرغم من ميلاد هذه الصداقة في ظروف غريبة.
ففي أحد الأيام غرق أنور في ترعة الباجورية، وأوشك على الموت لولا أن شقيق إقبال أدركه وأخرجه من الترعة وأجرى له الإسعافات الأولية وبعدها عرف أنور السادات أن صديقه الذي أنقذه له أخت جميلة اسمها «إقبال»، وبالرغم من أنها كانت تكبره بعام إلا أنه طلب يدها من شقيقها.
وبالرغم من رفضه في البداية إلا أنه تراجع بعد إلحاح السادات وعلق إتمام الزواج على شرط نجاح السادات في الالتحاق بالكلية الحربية، وبالفعل التحق أنور بها وبعد انتهائه من السنة النهائية كرر طلبه فوافق سالم على خطبة شقيقته إقبال لأنور.
وبالرغم من عدم اقتناعها به في البداية خاصة وأنها ابنة أحد أعيان المنوفية، إلا أنها وافقت على الخطبة وتمت خطبتها وكان أنور ملازماً وظلا مخطوبين 3 سنوات من العام 1937 وحتى العام 1940، وهذا ما ذكره موقع السادات الالكتروني.
كوبري القبة
في بداية زواجهما عاشا في بيت والد السادات بكوبري القبة في جو يسوده التفاهم والاندماج، حيث انبهرت إقبال بشخصية السادات القوية الأخاذة، بالإضافة إلى خفة دمه .
وبالرغم من الظروف الصعبة التي مرت بها مع أنور خصوصاً في فترة سجنه واعتقاله إلا أنها تحملته خصوصاً بعد إنجابها ثلاث بنات فكانت تبيع مصوغاتها وأجهزة منزلها وأفدنتها حتى تستطيع مشاركته في مصاريف المنزل.
لكن دوام الحال من المحال حيث انقلبت الأحوال بعد خروجه من السجن عقب مقتل أمين عثمان وتغيرت حياة الاثنين رأسا على عقب وكان ذلك بسبب حب جديد سيطر على عقل وقلب السادات وهو حبه للسيدة جيهان السادات وهو ما دفع إقبال لطلب الطلاق وتم بالفعل عام 1949 بعد تسع سنوات من الزواج.
وتعرف السادات على جيهان للمرة الأولى لدى قريب في صيف العام 1948 وكانت وقتها لا تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها في حين كان هو قد تجاوز الثلاثين.
غرام السادات
وقعت جيهان في غرام السادات منذ الوهلة الأولى وهو كذلك ولكن قبل أن يواجه كل منهما الآخر بحبه كان عليها أن تواجه أسرتها بذلك الحب ... وحدث ما توقعته حيث رفضت والدتها الإنكليزية أنور السادات فور سماعها لاسمه.
وكما كانت شجاعته ونضاله الوطني هما المفتاح الأول لإعجاب جيهان بأنور كان هو السبب الرئيسي نفسه لعدم اقتناع والدتها به ... بالطبع إلى جانب فارق السن وزواجه السابق إلى جانب إنجابه ثلاث بنات علاوة على طرده من الخدمة كضابط في الجيش.
إلا أن كل ذلك لم يضعف من عزيمة جيهان في الدفاع عن حبها وبالفعل تم الزواج بعد عدة أشهر من طلاق السادات لزوجته الأولى إقبال وبعدها بأشهر عاد السادات للجيش وكان راتبه لا يتعدى الأربعين جنيها حيث أقاما في شقة بـ 12 جنيها في الروضة... وكان للأحوال المالية السيئة، التي عانى منها الزوجان في البداية. دافع لجيهان الفتاة المدللة، التي بدأت في تعلم جميع الأعمال المنزلية من كنس وكيّ وطبخ حيث كانت تحضر كتبا خاصة في الطهي للاسترشاد بها.
ذكريات الأبناء
من جانبها، أكدت كاميليا السادات «الابنة الصغرى للرئيس الراحل أنور السادات من زوجته الأولى إقبال ماضي» في أحد الحوارات الصحافية حبها لوالدها، لكنها لا تنسى طلاق أمها، ولا تنسى له تزويجها وهي طفلة صغيرة، وشهد على عقد زواجها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر.
وقالت: إن القطيعة بينها وبين أشقائها أبناء السادات وجيهان - لاتزال مستمرة، وانها تعيش في شقة صغيرة في حيّ المعادي «جنوب القاهرة» وحيدة بعد أن تخلى عنها الجميع، ونسيت كل من تعتقد أنهم سببوا لها الألم في حياتها.
وتحدثت عن علاقاتها بوالدها وقالت: كانت العلاقة مذبذبة عندما كنت صغيرة لكن لما كبرت أصبحنا أصدقاء... كانوا يصفوني بـ«المشاكسة» لأني كنت أناقشه في السياسة وفي قراراته، وعلى العكس من باقي المجموعة ومن إخوتي لم أطلب منه فلوسا أبدا وعمري ما أخذت منه أي أموال.
وأضافت: كانت أختي «راوية» تعمل في شركة وتركتها، فعملت بهذه الشركة وكنت حاصلة على الشهادة الإعدادية فقط، وأستكمل دراستي ووافق أصحاب الشركة الألمان أن أعمل لديهم بمرتب 10 جنيهات، وطبعا كانوا أحسن من العشرة جنيهات بتوع بابا.
السادات والبداية
وعاش أنور السادات عمره من أجل مصر، لم يبخل عليها يوما بلحظة من عمره، ولا قطرة من دمه. وهبها حياته وفكره لذلك كانت مصر تعيش أبداً في وجدانه.
ورحلة كفاح الرئيس السادات صورة نابضة بالحب لشعبه ووطنه كما سطرها التاريخ منذ مولده بميت أبو الكوم و تدرجه في التعليم حتى تخرج ضابطا من الكلية الحربية ودخوله السجن، ودوره البارز في ثورة يوليو وتقلده العديد من المناصب إلى أن تولى رئاسة الجمهورية ليحقق لبلاده أروع الإنجازات.
ولد الرئيس السادات في 25 ديسمبر العام 1918 بقرية ميت أبوالكوم بمحافظة المنوفية، وتلقى تعليمه الأولى في كتاب القرية على يد الشيخ عبدالحميد عيسى.
ثم انتقل إلى مدرسة الأقباط الابتدائية بطوخ دلكا وحصل منها على الشهادة الابتدائية العام 1935، والتحق بالمدرسة الحربية لاستكمال دراساته العليا في العام 1938
تخرج في الكلية الحربية ضابطا برتبة ملازم ثان. وتم تعيينه في مدينة منقباد جنوب صعيد مصر.
وتأثر السادات في مطلع حياته بعدد من الشخصيات السياسية والشعبية في مصر والعالم، وقد ساهم هذا التأثير في تكوين شخصيته النضالية ورسم معالم طموحه السياسي من أجل مصر العام 1941.
دخل السادات السجن للمرة الأولى أثناء خدمته العسكرية إثر لقاءاته المتكررة بعزيز باشا المصري الذي طلب من السادات مساعدته للهروب إلى العراق، بعدها طلبت منه المخابرات العسكرية قطع صلته بعزيز المصري لميوله المحورية، غير أن السادات لم يعبأ بهذا الإنذار فدخل على إثر ذلك سجن الأجانب في فبراير عام 1942.
وخرج السادات من سجن الأجانب في وقت كانت فيه عمليات الحرب العالمية الثانية على أشدها، وعلى أمل إخراج الإنكليز من مصر كثّف السادات اتصالاته ببعض الضباط الألمان، الذين نزلوا مصر خفية، فاكتشف الإنكليز هذه الصلة بين السادات والألمان فدخل المعتقل سجينا للمرة الثانية عام 1943.
استطاع السادات الهرب من المعتقل ورافقه في رحلة الهروب صديقه حسن عزت وعمل السادات أثناء فترة هروبه من السجن - عتالا على سيارة نقل - تحت اسم مستعار هو «الحاج محمد»، وفي أواخر عام 1944 انتقل إلى بلدة أبوكبير بالشرقية «90 كيلو مترا شمال شرق القاهرة»، ليعمل - فاعلا - في مشروع ترعة ريّ العام 1945.
مع انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 سقطت الأحكام العرفية وبسقوط الأحكام العرفية عاد السادات إلى بيته بعد ثلاث سنوات من المطاردة والحرمان.
التقى السادات في تلك الفترة بالجمعية السرية التي قررت اغتيال أمين عثمان وزير المالية في حكومة الوفد «4 فبراير 1942 - 8 أكتوبر 1944»، ورئيس جمعية الصداقة المصرية - البريطانية لتعاطفه الشديد مع الإنكليز، وعلى إثر اغتيال أمين عثمان عاد السادات مرة أخرى وأخيرة إلى السجن وفي الزنزانة 54 في سجن قراميدان واجه السادات أصعب محن السجن بحبسه انفراديا، غير أن هرب المتهم الأول في قضية «حسين توفيق» وبعدم ثبوت الأدلة الجنائية سقطت التهمة عن السادات فأفرج عنه. بعد ذلك عمل السادات مراجعا صحافيا بمجلة المصور حتى ديسمبر 1948.
في عام 1949 انفصل عن زوجته الأولى وتقدم لخطبة السيدة جيهان صفوت رؤوف وما بين الخطبة وإتمام زواجه سنة 1949 عمل السادات بالأعمال الحرة مع صديقه حسن عزت.
وعاد السادات إلى عمله بالجيش بمساعدة زميله القديم الدكتور يوسف رشاد الطبيب الخاص للملك فاروق. العام 1950.
وفي العام 1951... تكونت الهيئة التأسيسية للتنظيم السري في الجيش، والذي عرف فيما بعد بتنظيم الضباط الأحرار فانضم السادات إليها، وتطورت الأحداث في مصر بسرعة فائقة بين عامي 1951 و1952، فألغت حكومة الوفد «يناير 1950 - يناير 1952» معاهدة 1936، وبعدها اندلع حريق القاهرة الشهير في يناير 1952 و أقال الملك وزارة النحاس الأخيرة.
وفي العام 1952 وفي ربيع هذا العام أعدت قيادة تنظيم الضباط الأحرار للثورة وفي 21 يوليو أرسل جمال عبدالناصر إلى أنور السادات في مقر وحدته بالعريش يطلب إليه الحضور إلى القاهرة للمساهمة في ثورة الجيش على الملك والإنكليز.
وقامت الثورة وأذاع أنور السادات بصوته بيان الثورة، بعدها أسند إلى السادات مهمة حمل وثيقة التنازل عن العرش إلى الملك فاروق، وفي العام 1953 أنشأ مجلس قيادة الثورة جريدة الجمهورية وأسند إلى السادات مهمة رئاسة تحرير هذه الجريدة. في عام 1954 ومع أول تشكيل وزاري لحكومة الثورة تولى السادات منصب وزير دولة في سبتمبر 1954.
وفي العام 1957 انتخب عضوا بمجلس الأمة عن دائرة تلا ولمدة 3 دورات، وفي العام 1960 انتخب رئيسا لمجلس الأمة من 21-7-1960 إلى 27-9-1961، ورئيسا لمجلس الأمة للفترة الثانية من 29-3-1964 إلى 12-11-1968.
وفي العام 1961... عين رئيسا لمجلس التضامن الأفروآسيوي، وفي العام 1969 اختاره الزعيم جمال عبدالناصر نائبا له حتى يوم 28 سبتمبر 1970، وبعده حكم مصر حتى حادث المنصة الشهير.




الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي