البعض يذهب إلى المأذون مرتين ... أو أكثر

مريم فخرالدين... 4 زيجات فاشلة / 10

تصغير
تكبير
|القاهرة - من علا بدوي|
ما أسرع الزواج في أوساط المشاهير، وخاصة الوسط الفني، وما أسرع الطلاق أيضا، حالات الزواج والطلاق في هذا الوسط، الذي يختلف جذريا عن غيره من الأوساط الأخرى، دائما ما يكتنفها الغموض، وتحيط بها الاشاعات، فتصبح مادة دسمة للاجتهادات التي تتسم غالبا بسوء النية.
ولكن بعيدا عن سوء النية وحسنها... فإن الأمر الذي لا خلاف عليه أن هناك فنانات وفنانين كثيرين، وعبر عقود متعاقبة، مروا بتجارب زواج فاشلة، فكان زواجهم على ورقة طلاق، وهو ما يعد ظاهرة تكاد تكون محصورة.
وربما يكون السبب الذي يقف وراء التعجيل بالطلاق في زواج الفنانين، أن زواجهم لا يكون مبنيا على الحد الأدنى من الأسس والعناصر التي توفر الاستقرار الأسري والعائلي، ولكنه يكون مجرد نزوة عابرة، ربما أراد أصحابها أن يحيطوها بسياج من الشرعية والحلال.
وما أكثر الفنانات والفنانين، الذين مروا بتجارب عدة من الزواج والطلاق، من دون أن تكون هناك أسباب مقنعة للارتباط أو الانفصال.
ويفسر البعض تلك الظاهرة، بأن الفنانة أو الفنان يكون في حال مزاجية ونفسية متقلبة ترفض الاستقرار، وهذه الحال من الصعب استيعابها، واحتواؤها، الأمر الذي يعجل بإسدال الستار مبكرا في حالات زواج فنية عديدة.
وفي هذه السلسلة... نستعرض جانبا من تلك الحالات، التي دأب أصحابها على التردد على المأذون، فلم يكتفوا بمرة واحدة، مثل الكثيرين من الناس، ولكنهم أدمنوا الزواج والانفصال مثل الفنانة الراحلة تحية كاريوكا التي تزوجت وانفصلت نحو 14 مرة - والشحرورة صباح، وغيرها ممن تتضمنهم هذه الحلقات، التي تلقي الضوء على بعض الفنانين الذين ذهبوا للمأذون مرتين... أو أكثر.

هي فنانة عاشت العصر الذهبي للسينما العربية... ولمعت وسط كبار النجوم، وأثبتت وجودها وجدارتها، لم يكن وجهها الملائكي وقوامها الممشوق مثل غصن البان يشكلان وحدهما جواز المرور للتأليف والشهرة، بل تمتعت بموهبة فنية فذة.
إنها مريم فخرالدين... إحدى جميلات السينما المصرية عن جدارة واستحقاق وبالرغم من أن حظها الفني كان عامرا... إلا أنها لم تكن محظوظة على مستوى الزواج، فقد تزوجت 4 مرات تُوجت جميعها بالفشل.
أما الغريب فهو أن تلك الفاتنة المتوهجة لم تجلس يوما في كوشة الفرح، ولم يُجر لها عرس مثل أي عروس، ولله في خلقه شؤون.
ولدت مريم محمد فخرالدين، في أول أغسطس العام 1933 بمحافظة الفيوم «105 كيلو مترات جنوب القاهرة»، لأب مصري وأم مجرية وهي الأخت الكبرى للممثل الراحل يوسف فخر الدين. لقبت بـ «حسناء الشاشة» لجمالها الرائع الجذاب وابتسامتها الرقيقة التي سحرت جمهورها، قدمت مجموعة من الأفلام التي تركت علامة في تاريخ الفن السينمائي وأصبحت من كلاسيكيات السينما العربية،جاءت إلى دنيا الفن لتتلألأ وسط نجوم الزمن الجميل، وهي الجميلة الساحرة الفاتنة.
بدايتها الفنية
كان لدخول مريم فخر الدين إلى مجال الفن قصة طريفة... حيث ذهبت مريم في صحبة أخيها ووالدتها لمشاهدة فيلم «ذهب مع الريح»، وكانت تبكي أثناء مشاهدة الفيلم المأسوي ذي الأحداث الميلودرامية... فأوضحت لها والدتها أن هذا مجرد تمثيل وأن من يموت في هذا الفيلم قد يحيا في فيلم آخر ويتزوج.
وجاءت قصة دخولها إلى الفن غريبة جدا... حيث كانت تريد التصوير صور فوتوغرافية، ولأن والدها كان متحفظا فرفض ذلك... ولكن تكرار طلبها واستجداءها لوالدتها أكثر من مرة حتى وعدتها والدتها باصطحابها لمصور في عيد ميلادها الذي يتزامن مع سفر والدها الذي كان يعمل مهندسا، وذهبتا للمصور، وطلبت الصور لدخول مسابقة فتاة غلاف «مجلة إيماج الفرنسية». وبعد مضي شهرين كانت المفاجأة الكبرى رسالة في البريد تسلمه والدها وبه «250» جنيها مصريا لفوزها بالمسابقة.
كانت مجلة «إيماج» الفرنسية التي تصدر في مصر نظمت مسابقة لأجمل الوجوه ... وتقدمت فتيات كثيرات لهذه المسابقة لكن الفوز بالجائزة كان من نصيب فتاة مصرية ذات وجه ملائكي اسمها «مريم فخر الدين».
وعن طريق هذه الجائزة تم نشر صورتها على الغلاف، حيث لفتت نظر المصور السينمائي الكبير «عبده نصر»، فبحث عنها. وعندما وجدها أسند اليها بطولة فيلم من إنتاجه وهو فيلم «ليلة غرام» المأخوذ عن رواية «لقيطة» للكاتب الرومانسي «محمد عبدالله» وإخراج «أحمد بدرخان» العام 1951.
ونجح الفيلم نجاحا كبيرا وارتفعت أسهم «مريم فخر الدين»، لكن رواية «لقيطة» التي حصدت جائزة مجمع اللغة العربية أو جائزة «فاروق الأول» كما كان اسمها العام 1947. كانت تدور حول فتاة تعيش حياة حزينة وتدور في إطار ميلودرامي بحت.
ولذلك جاءت أعمال «مريم» بعد ذلك تدور في نفس الإطار فقدمت فيلمين لـ «أحمد بدرخان» هما «وعد» العام 1954، و«العروسة الصغيرة» العام 1956 ، كما قدمت «المساكين» العام 1951 و«خالد بن الوليد» العام 1958 لـ «حسين صدقي»، و«رنة خلخال» مع «شكري سرحان»العام 1955 ، و«أنا و قلبي» العام 1957 و«شباب اليوم» العام 1958،
وبدأت الألقاب تتهافت عليها مثل: «القديسة» كما أسمتها «الموعد» و«الملاك الرقيق» كما أطلقت عليها «آخر ساعة» و«الجيوكندا» كما وصفتها مجلة «الشعب».
قدمت مريم فخرالدين في فترة الخمسينات والستينات أدوار الفتاة الرقيقة الجميلة العاطفية المغلوبة على أمرها، وأحيانا كثيرة الضحية، ولكنها نجحت من حين لآخر في أن تخرج من هذه الشخصية النمطية التي برعت فيها تماما ولم يستطع أحد منافستها فيها.
ومع مطلع السبعينات اختلفت بحكم السن أدوار مريم فخرالدين على الشاشة وأصبحت تقوم بأدوار مختلفة تماما كدورها الشهير في فيلم «الأضواء» العام 1972 وقبله دور الأم في فيلم «بئر الحرمان» العام 1969 ... بعد زواجها من فهد بلان عملت معه في بعض الأفلام ولكنها بعد الانفصال عادت إلى مصر لتأخذ مكانها إلى الآن في أدوار الأم الجميلة.
تعتبر الفنانة مريم فخر الدين من الممثلات المحبات لعملهن المخلصات له، حيث ظلت طوال حياتها الفنية تعمل من دون انقطاع لتخرج من نجاح إلى نجاح آخر ومن عمل إلى آخر ... كما قامت خلال هذه الرحلة الممتدة بإنتاج وبطولة ثلاثة أفلام هي: «رنة خلخال» 1955 و«رحلة غرامية» و«أنا وقلبي» 1957 .
بجانب أفلامها التي قدمتها منها «الأرض الطيبة» 1954 و«رد قلبي» 1957 و«حكاية حب» 1959 و«البنات والصيف» 1960 و«القصر الملعون» 1962 و«طائر الليل الحزين» 1977 و«شفاه لا تعرف الكذب» 1980 و«بصمات فوق الماء» العام 1985 و«احذروا هذه المرأة» 19991 و«النوم في العسل» 1996.
زيجات فاشلة
تزوجت مريم فخر الدين من المخرج محمود ذو الفقار العام1952... وهي قاصر في عمر 16 سنة، - وكان محمود ذوالفقار يكبرها بـ «23 سنة» و بمهر 300 جنيه ومعاملة سيئة جدا وصلت إلى حد الضرب.
كان اسمه الحقيقي «محمد الصغير أحمد الدفراوي» ولد في 18 فبراير 1914، وحصل على دبلوم العمارة عام 1935، وهو شقيق كل من الممثل صلاح ذو الفقار والمخرج عز الدين ذوالفقار. توفي في 22 مايو 1970عن عمر يناهز 56عاما.
عمل محمود ذوالفقار في البداية. مهندسا في قسم التصميمات في وزارة الأشغال ، قبل احتراف الفن ممثلا في عدد من الأفلام ، ثم مخرجا في عدد من الأفلام السينمائية أخرج أول أفلامه العام 1947 وقدم للسينما المصرية 23 فيلما أبرزها: «أغلى من حياتي» الذي قام ببطولته شقيقه صلاح ذو الفقار ، وغيرها من الأفلام، تزوج من الفنانة عزيزة أمير، ثم من مريم فخر الدين العام 1952 التي أصبحت قاسما مشتركا في أفلامه، وأنجبت منه ابنتها إيمان، واستمر زواجهما 8 سنوات وانفصلا في العام 1960.
وبعد 3 شهور من طلاقها من المخرج محمود ذو الفقار تزوجت مريم فخرالدين مرة ثانية من الدكتور محمد الطويل وأنجبت منه ابنها أحمد، واستمر زواجهما 4 سنوات. وفي العام 1968 سافرت إلى لبنان وتزوجت هناك من المطرب السوري فهد بلان، الذي ولد في العام 1933 في السويداء.
وكان والده «حمود» من مشاهير القوة الجسدية والكرم ولكن بعد تفتت أسرة فهد بلان غادر مع والدته من قرية ملح . وعمل في كثير من الأعمال الجسدية، ومن أحد الأعمال أنه عمل مرافق سائق باص ، اشترك في مسابقة فنية وقدم أغنية الفنان الكبير فريد الأطرش في أغنية «تطلع يا قمر بالليل» ونجح بشكل كبير . بعد ذلك في دمشق تقدم إلى الإذاعة السورية وعمل في كورس الإذاعة إلى حين كانت أغنيته الأولى مع سحر «آه يا قليبي» وبعدها «آه يا غزال الربا».
تعرف فهد على الملحن الرائع والأب الموسيقي الحقيقي للظاهرة الفنية في الأغنية العربية والسورية عبدالفتاح سكر الذي لحن له الأغنية الشهيرة «الموتور» وأصبح فهد بلان صاروخا فنيا استطاع أن يصل إلى النجومية بأسرع خطوات ليصبح أحد المطربين المميزين في سورية، وقدم إلى الإذاعة السورية الكثير من الأغاني وجاء إلى مصر يحمل في جعبته الفنية الأغاني التالية التي كانت مسجلة في إذاعة دمشق «واشرح لها، آه يا قليبي، يا سالمة».
لم يدم زواجه من الفنانة مريم فخر الدين طويلا بسبب مشاكل أبنائها معه. وبعد طلاقها من فهد بلان تزوجت من شريف الفضالي ليكون زوجها الرابع وظلت معه فترة ثم انفصلا ولم تدم حياتهما لفترة طويلة.
والطريف أن تلك الساحرة المبهرة مريم فخرالدين لم تكتب لها الأقدار أن تجلس إلى جوار زوجها في زيجاتها الأربعة في «كوشة» الفرح لأسباب متباينة.
مشوارها الفني
قدمت إلى السينما أكثر من 240 فيلما بعضها من أهم الأفلام الرومانسية في تاريخ السينما العربية منها «رد قلبي، القصر الملعون، حكاية حب، شباب اليوم، أنا وقلبي، رحلة غرامية، اللقيطة ،واحد كابتشينو 2006... وغيره من الأفلام».
تكريم
كرّم مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي في نسخته الـ 25 في العام 2009 عددا من نجوم السينما المصرية والعربية والعالمية.حيث قامت الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما باختيار الفنانين المكرمين من مصر وهم «المخرج توفيق صالح والفنانان مريم فخر الدين وحسن حسني ومدير التصوير مصطفى متولي».
وتم تكريم النجمة مريم فخر الدين، التي قدمت للسينما المصرية أكثر من 240 فيلما بدأتها العام 1951 بأول أفلامها «ليلة غرام» وأنتجت 3 أفلام هي «رنة خلخال» و«رحلة غرامية» و«أنا وقلبي».
وكانت رمزا للرومانسية ومن أشهر أعمالها «رد قلبي» و«الأيدي الناعمة» و«فضيحة في الزمالك» و«لا أنام» و«بقايا عذراء» و«بئر الحرمان» و«رسالة إلى الله».
وتعرضت الفنانة الكبيرة أخيرا- لمحنة المرض - وناشدت نقابة الممثلين المصريين مساعدتها في كلفة العلاج... وتدلي مريم فخرالدين 76 سنة أحيانا بتصريحات في وسائل الإعلام المقروءة أو المرئية - تثير جدلا وسخطا - بسبب جرأتها التي تفتقد غالبا إلى الديبلوماسية.




الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي