د. وائل الحساوي / نسمات / ما هكذا نتصدى للفتنة الطائفية!! (1 من 2)

تصغير
تكبير
لا اخفي مدى شعوري بالامتعاض بل وبالصدمة عند قراءتي لافتتاحية القبس بتاريخ (24/8/2009) بعنوان «يا صاحب السمو»، ثم تبين لي بأني لا انفرد بهذا الشعور وانما هو شعور عام لدى شريحة
واسعة من المواطنين عبرت عنها من خلال لقاءاتها ورسائلها الهاتفية والكتابات الكثيرة على صفحات الجرائد وشبكة الانترنت، ذلك أننا لم نعهد من جريدة القبس التي تسعى لبث رسالة الاعتدال مثل هذا التحريض الذي لا نجد له مبررا ضد شريحة واسعة من المواطنين لهم دورهم الواضح في ارساء دعائم الاستقرار في بلدنا الحبيب والسعي الدؤوب من اجل نبذ العنف والتشدد وتعزيز مفاهيم الوسطية والاعتدال.
ولعل اهم ما يلاحظه القارئ في تلك الافتتاحية هو انها لم تخل من النفس المتحيز في عرضها للامور في الوقت الذي تتحدث فيه القبس ليلا ونهارا عن نبذ الطائفية، فقد حمّلت مسؤولية الصراع الطائفي في البلد لجهة واحدة (السلف والاخوان) اصحاب التوجه السياسي المغلف بالدين - كما ذكرت القبس - وبسبب محاباة حكومية واحتضان رسمي لهما، وبالتالي تعميم التشدد تحت ستار الدين وفرضه على المواطنين عبر الاجهزة الاعلامية الحكومية او مدارس الدولة كما ذكرت الجريدة.

حتى قضية «التأبين» التي ثارت لها ثائرة اهل الكويت لمساسها بكرامة اهل البلد وتحديها لمشاعرهم اعتبرتها القبس قصة مختلقة من بعض ابناء
العائلة الحاكمة وجهاز امن الدولة، اما موضوع الدفاع عن كرامة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحصينهم من المساس بهم والذي لم نعرفه في الكويت الا في السنوات الاخيرة، فقد تناولته افتتاحية
القبس بازدراء واضح حيث لامت الحكومة على انشغالها بتعريف من هو الصحابي - ولا ادري ما هي طبيعة الانشغال بالتعريف كما ذكرت القبس - وتساءلت عن سبب الانشغال ببشر يخطئون ويصيبون كبقية خلق الله، وهي - القبس - لا تعرف اصلا من تنطبق عليه التسمية بالصحابي كما ذكرت!!
اهكذا يتم تناول موضوع من اهم المواضيع ويتعلق بعقيدة المسلمين ودينهم؟! ثم هل سألت القبس نفسها عن سبب الاهتمام الشعبي والحكومي بموضوع الصحابة رضوان الله عليهم والدفاع عنهم وانه لم يحدث الا بعد ان تجرأ من تجرأ على «هؤلاء الذين توفاهم الله تعالى منذ قرون» - كما ذكرت القبس - وهل تدرك ان الطعن بهم هو تشكيك في جميع عقائد الاسلام التي نقلها لنا الصحابة رضوان الله عليهم ونسف لجميع احكام الدين بل وتشكيك في كتاب الله تعالى الذي لم يصلنا الا عن طريق الصحابة ثم التابعين فالتابعين؟!
وليت القبس التفتت حولها لتكشف بأن الشحن الطائفي ليس مقتصرا على الكويت، بل ان جذوره تم استيرادها من الخارج ولأسباب سياسية، وتقف وراء هذا الشحن دول وجماعات ومؤسسات لها اهداف واضحة واطماع كبيرة، أليس من الغبن اتهام التيارات الاسلامية في الكويت بالوقوف وراء ذلك وهي التيارات التي لها جذور قديمة وراسخة في الكويت وتنتمي إلى جميع عوائلها واطيافها، وقد ساهمت في الدفع
بنهضة الكويت وبناء مؤسساتها وبث روح الخير والتسامح بين ابنائها، بل وساهمت مساهمة
واضحة ومميزة في نبذ العنف والتطرف والانحراف بين الشباب وفي التصدي للافكار الدخيلة التي سعت لافساد هذا البلد الطيب، وقد شهد لهم العدو قبل الصديق بذلك؟! ان حكامنا المعروفين بحب الخير والتواصل مع شعبهم لم يشجعوا الدعوة الاسلامية ويرعوا مؤسساتها ارتداء للجبة او اعتمارا للعمامة كما تدعي القبس - ولا يجوز مثل ذلك الظن بهم - بل لقناعتهم بهذه الدعوة وايمانهم بها ولثقتهم بابنائهم، وان كلمات سمو امير البلاد بضرورة نبذ الطائفية والتوقف عن اثارة التفرقة بين المواطنين هي كلمات نثمنها وندعو الناس اليها، والواجب هو قفل الابواب واحكام الاقفال ضد التسريبات الطائفية التي تأتينا من دول وهيئات خارجية لا تريد الخير لهذا البلد وتسعى لتقويض اركانه واشغال سكانه بالفتن والخلافات.
وللحديث بقية بإذن الله.
د. وائل الحساوي
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي