رسائل المشاهير... في الحب والغرام

مصطفى صادق الرافعي يغازل حبيبته المجهولة: لو ناديتك بغير اسمك لوضعت لك اسما من معانيك / 3

تصغير
تكبير
| القاهرة - من خالد زكي |
الحب هو ذلك الشعور الخفي الذي يتجول في كل مكان، ويطوف الدنيا بحثا عن فرصته المنتظرة ليداعب الإحساس ويغازله، ويسحر العيون، ويتسلل بهدوء، ويستقر في غفلة من العقل، داخل تجاويف القلب، ليمتلك الروح والوجدان، ويسيطر على كيان الإنسان، ويزلزله زلزالا ويهزه بقوة.
الحب كالموت، لا يفرق بين صغير وكبير، وغني وفقير، الحب جمرة من نار، تنشر شظاياها في قلوب المحبين، فتكويهم بلوعة الشوق وألم الفراق... الحب هو تلاقي الأنفاس وتشابك النظرات. وتحليقها في سماء تخلو من الأحقاد والأضغان.
وقديما قال الشاعر:
إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى... فكن حجرا من يابس الصخر جلمدا
قاصدا بذلك أن القلب الذي لا ينبض بالحب يشبه الصخر الذي لا حياة فيه ولا روح، والقلب الذي لا تحرقه لوعة الحب هو مجرد حجر أملس لا يعرف لغة المشاعر، والتاريخ يؤكد دائما وأيد أن الحب لم يفرق يوما بين شاب لاه وشيخ معمم، أو بين قائد عسكري يقود الجيوش وآخر يعيش في أبراج من الخيال والوهم.
والحب يخلق في القلوب رغما عن أصحابها... كما قال نزار قباني:
تلومني الدنيا إذا أحببته... كأنني أنا خلقت الحب واخترعته
وفي هذه الحلقات... نعرض جانبا من رسائل مشاهير السياسة والحرب والأدب والشعر لمن أحبوهم وتعلقوا بهم، وبادلوهم الغرام، لنرى كيف كان القائد الفرنسي نابليون بونابرت يكتب أجمل رسائل الحب إلى محبوباته، وكيف كان الرئيس جمال عبدالناصر يخاطب زوجته من ميدان القتال، وكيف امتلك قيادي إخواني متشدد قلبا كقلوب العاشقين الحيارى. وهذه الرسائل تكشف الوجه الآخر لهؤلاء المشاهير الذين لم يتمكنوا من إغلاق قلوبهم أمام أنواء الحب التي لا تبقي ولا تذر.
 
يعد الأديب المصري الراحل مصطفى صادق الرافعي - 1880 - 1937- أحد أبرز الأدباء المصريين، ترك للمكتبة العربية ذخائر معرفية، تزيدها السنون قيمة وخلودا.
والرافعي من مواليد العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر مثله في ذلك مثل بقية الرواد النابهين من مفكري القرن العشرين وشعرائه وكُتابه، قد انتظم عقدهم وتقدم صفوفهم بإنتاجه الوفير في فروع الآداب والعلوم الإسلامية منهم في مصر: أحمد لطفي السيد وطه حسين والعقاد ومنصور فهمي ومصطفى عبدالرازق، وأمين علي وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وعلي الجارم وغيرهم. ومن مفكري العالم العربي وأدبائه: شكيب أرسلان ورشيد رضا وميخائيل نعيمة وجبران خليل جبران والشيخ علي الطنطاوي ومحمد إسعاف النشاشيبي، ومحمد بهجة الأثري والطاهر بن عاشور وعبدالحميد بن باديس وغيرهم.
كانت هذه الكوكبة العظيمة من الأعلام متعددة المواهب متباينة المذاهب وافرة العطاء، خصيبة الإبداع، فيهم المفكر والشاعر والكاتب والقاص والعاشق، وكان مصطفى صادق الرافعي يشاركهم جميعا في ملكاتهم وينازعهم في مواهبهم، فهو في مقدمة المفكرين وعلى رأس الكاتبين وحجة المؤلفين ومزاحم الشعراء ومشارك القصاص وعلى رأس عشاق مي زيادة. وفي كلمات موجزة كان الرافعي مفكرا عميقا وكاتبا بليغا فريدا، وشاعرا موهوبا وعالما منتجا لروائع التأليف وعاشقا عفا، ثم هو بعد ذلك مصلح كبير ومناضل باسل.
حبيبة مجهولة
كان الرافعي أديبا كبيرا وشاعرا معروفا، كتب أجمل الروايات وأروع القصائد، وعلى الرغم من ذلك كان يخجل من التصريح بحبه ويحاول دائما ممارسة طقوس هذا الحب بعيدا عن أعين الناس، لذلك اختار أن ينشر رسائل حبه في كتابه الشهير «رسائل الأحزان» من دون أن يحدد فيها اسم محبوبته مكتفيا بأن ينشر هذه الرسائل بين قرائه ومحبيه.
ورسائل الأحزان من روائع الرافعي الثلاثة؛ التي هي نفحات الحب التي تملكت قلبه وإشراقات روحه، وقد كانت لوعة القطيعة ومرارتها أوحت إليه برسائل الأحزان التي يقول فيها: هي رسائل الأحزان لا لأنها من الحزن جاءت.
ولكن لأنها إلى الأحزان انتهت. ثم لأنها من لسان كان سلما يترجم عن قلب كان حربا، ثم لأن هذا التاريخ الغزلي كان ينبع كالحياة وكان كالحياة ماضيا إلى قبر. وهو طائفة من خواطر النفس المنثورة في فلسفة الحب والجمال، أنشأه الرافعي ليصف حالة من حالاته ويثبت تاريخا من تاريخه، كانت رسائل يناجي بها محبوبته في خلوته، ويتحدث بها إلى نفسه أو يبعث بها إلى خيالها في غفوة المنى، ويترسل بها إلى طيفها في جلوة الأحلام.
في إحدى هذه الرسائل قال الرافعي:
« في عينيك يا حبيبتي سحر ظاهر بمعانيه يلقي الحب على من ينظر إليه.
أهو سر الضرورة الذي يشعرنا من معانيك الرحيمة بمعانيك القاسية، أم هو روح اضطراب مجهول أودعتك إياه ليخلق حولك العواطف القلبية؟
أم هو استبداد الجمال الذي خصصت به ليكون قلبك وحده في قوة القلوب كلها...
أم هو ذلك المعنى الخالق الذي يفيض على جمالك تميز جملتك البديعة في شيء شيء، وفي حسن حسن؟
أم أنت أنت وذلك السر في عينيك معنى أنت؟
دائما يضيف وجهك على كلامك بلاغة إلـهية...
ولو نطقت بألفاظ القوة التي تشبه أجراسها صلصلة السلاح لخرجت من شفتيك متنهدة.
ولو تكلمت بأشد ألفاظ القسوة لذابت في حلاوة شفتيك... ومتى نطقت باسمي خرج من فمك سكران.
أي سر هذا الذي يجعلك على كل أحوالك تفيضين بالقوة كأنما بنيت على شكل لايزال يجمعها في نفسه ويبثها من نفسه؟
وإنه ولا ريب طابع الجاذبية على القوة...
وأي إبداع هو الذي يظهرك في محاسنك مظهر كون خلق كله من الزهر وهو جميل في مجموعه بأجزائه وفي أجزائه بمجموعه!
إنه ولا ريب طابع الألوهية على المعجزة.
حولك ما نحسه ولا نعرف منه إلا أنه حولك وحسب.والجو الذي أنت فيه ينعكس على جمالك في صورة سحرية فلو أنني طفت العالم كله لرأيته من حولي أينما كنت، وأبصرت وجهك دائما أمام عيني كأني محدود بك في حدود مسحورة تدعك حيث أنت وتمضي معي حيث أكون!
وما الوجود إلا انسياب قوي المادة بعضها في بعض، وفي هواك تنساب القوى من روحك إلى روحي، فالأصل الذي بني عليه الكون في منافعه بنيت أنت عليه في محاسنك كأنه هو يعرض قوانينه التي تحس ولا تُرى في صورة منك تُحس وترى وتزيد على الرؤية أنها آخر حدود العشق.
غزل في أسمى معانيه
ويواصل الرافعي مناجاته الرقيقة لمحبوبته قائلا: أما والله لو ناديتك بغير اسمك لوضعت لك اسما من معانيك... ولو سميتك بهذه المعاني لما ناديتك إلا بهذا الاسم العظيم... يا نسوية العالم...
ألمَّ بي طيفها بالأمس، فاقتحم بناء النسيان الذي رفعته بيني وبينها، وألقيت كبريائي في أساسه حتى لا يرجف ولا يتصدع وأعليته بهمومي منها وشددته بعزائمي وثقتي وجعلته بإزائها كالمعبد من الزنديق إن لا يكن لا يسخر من ذلك إلا هذا فما يلعن هذا إلا من ذلك...
ولم ينكشف الليل حتى رأيت معبدي أطلالا دارسة قد خلعتها روح السماء فلبستها روح الأرض فتحول كما يتحول الزاهد في سمته ووقاره وتعففه إلى الشحاذ في تبذله وحرصه وإلحافه، وتصدع فنونا وتبدل أشكالا، وسرى طيفها في نيتي مسرى الزلزلة الراجفة في بقعتها من أرضها تشق في الأرض والصخر والجبل ما يشق المقراض في سرقة من الحرير (يعني شقة من الحرير الرقيق والجمع سَرَق) بل أسرع وأقطع وأمضى ولو حدث بعد الذي فعل طيفها أن مدفعا من المدافع ألقى ظله على الأرض فانفجرت من ظله القنابل تخرب وتدمر وتأتي على ما تناله والمدفع ذاته قار ساكت لقلت عسى ولعله، وأمر قريب، ولعل المدفع كان امرأة.
ولكن تحت أطلال نسياني وما تخرب من عزيمتي انكشف لي كنز من الخيال دخلته وملكته، ولم أر فيه الدر والجوهر والألماس والياقوت في جسم الأرض، بل رأيت فيه الحبيبة تسطع من جسمها البديع حقائق كل هذه الجواهر الكريمة حتى لكأنها والله في غرابة الحلم حسناء من در وألماس وجوهر وأشعة تتلألأ، وما شئت أن أرى صفاء ولا جمالا ولا حسنا ولا فتنة إلا رأيت فيها...
طيف جاء الروح المهجورة بالحبيبة فاستنشتها كما هي نسمة طائفة على روضة من الورود ومر بروحي التي جفتها هي وجرحتها مرورا أنعم من لمس الشفة للشفة وغمرها بمحاسن تملؤها ذوقا وطيبا، وتحول هو معها روح قبلة مشهاة على انتظار طويل ففيه مسها ولذتها وحلاوتها.
تجلي الحبيب
ويستطرد الرافعي قائلا: وفي الحلم يتجلى الحبيب لمحبه كما هو داخل في نظام عقله وكما هو مستقر في أمانيه، فيكون على ذلك كأنه من خلق النفس وتصويرها، فتفتن به أشد الفتنة وكأنها لم تر معانيه في أحد قط ولا فيه هو نفسه، ومن هذا قلما ناجى الحبيب في رؤياه أو طارحه الهوى أو الحديث أو نوله مما يشتهي إلا انتبه المحب وكأنه لم يلم به من هذا كله شيء، بل ذاب هذا كله في دمه حلاوة روح لها طعم ومذاق...
يا للرحمة من طيف يعذب العاشق بالرحمة إذ ينقل الحبيب كله إلا الحبيب نفسه... ويحقق المحب أمانيه إلا بهذه الأماني ويختم على ظلمة الصدر بألوان من نهار يموت قبل النهار... وفي عالم معذب من الهواجس والخيالات العاشقة المستلبة إرادتها، ينصب عالم نعيم من الهواجس والخيالات المعشوقة مستلب الإرادة أيضا فكأنها سخرية النفس من جنون صاحبها... ياللرحمة.
وتحت أطلال نسياني وما تخرب من عزيمتي... ظفرت بقصورة كأنها من مقاصير الجنة لها جو عبق نافج مليء من الإحساس الخالد والشعور الطروب، كما مليء بالأسرار والألغاز، ترف عليه معاني الضحكات والنظرات والابتسامات.. تمازجه تعابير الصوت والموسيقى والثياب الحريرية والروائح العطرة يسبح في ذلك كله جلال الحب وجمال المحبوب وروحي العاشقة!
حب سماوي
وارتفعت حقيقتنا كلينا إلى عالم الكنايات والمجازات والاستعارات، فكان الحب ثمة يتخذ شكله السماوي فيتسع بالإدراك في كل شيء، إذ يجعل الحاسية كأنها من حواس الخلود. فلا نهاية لمسرة تتصل بها، ولا نهاية للذة تخالطها. ومن ذلك لا نهاية لأفراح قلبي في الحلم.
وكانت هي كل تقاسيمها تعبيرات معنوية حتى لكأنها صورة متجسمة من أوصاف بارعة في الحب والجمال خصصت بعلمها أنا وحدي إذ لا يمكن أن يهتدي إليها إلا فيها وحدي، وكنت مع طيفها كأني ملقى في حالة من حالات الوحي لا في ساعة من ساعات الكرى...
ورأيت حبا رائعا أشعرني إذ ملكته في تلك الخطرات أن الإنسان قد يملك من الجنة نفسها ملكا وهو على الأرض في دار الشقاء إذا هو احتوى بين ذراعيه من يحبه..
مافيك هو في قلبي
وفي رسالة أخرى قال الرافعي:
قالت نفسها لنفسي: هلمي يا حبيبتي في غفلة من هذين العقلين العدوين نهدم عليهما المنطق الذي يعذبنا بأقيسته وقضاياه وإنما نحن روحان فوق الأقيسة والقضايا.
هلمي إلى حكم الحب في رقدة الفلسفة العنيدة القائمة بصاحبينا قيام محكمة بقاضيين جاهلين معا مكابرين معا فلا يرى كلاهما إلا أن صاحبه هو الجاهل وبذلك تتضاعف البلية منهما متى حكما!
هلمي من وراء هذين المتغاضبين إلى شريعة الرضا، فليست إحدانا من الأخرى إلا كالصدى يجيب على الكلمة بالكلمة نفسها.. إذ ليست إحدانا إلا الأخرى.
والله إني لأعجب لقلبك، يأبى أن يحتبس في هذه الفكرة.
المظلمة التي توهمك أني أسأت إليك وقصدت بالمهانة .هل القلب يعادي صاحبه أحيانا فيعاديك قلبك ويأبى عليك إلا أن تصر وتكابر وتغلق النافذات كلها ثم تذهب تتهم الشمس ؟
ما حيلة الشمس في الحيطان والأبواب التي أنت تقيمها؟
افتح لها تدخل...
من بعــيد...
أكاد والله أنسى أني بعيدة عنك هذا البعد كله، بُعدا يتقاذف بكلماتي مسافات ومسافات إلى أن تؤدي إليك شعوري ولا أعلم هل يسلبها البعد هذه الصيغة الحقيقية التي أراها لها وأنا أكتبه....وأراها لها حين تتركني ذاهبة إلى البريد؟
وأنا على هذا البعد حين أقرؤك أراك وإنك لأقرب إليّ ممن هو أقرب إليَّ، وأشعر بالكلمات حارة متنفسة بين يدي كساعة كتابتها...كأن قلبي كان عندك وأنت تكتبها فلما جاءته جاءته على عهده بها...
هناك مهما ابتعدت دائرة أنس لنفسي تسكن إليها وتتعلق بها، ولا تجعل محيط أفكارها إلا منها، فأنا بنفسي في هذه الجهة البعيدة التي تفصلك عني...ولكني بها أيضا في المكان الذي أنت فيه...
ها أنذا يا حبيبتي أجلس لكتاب الشوق، وفي يدي القلم ومعانيك مني قريبة تكاد تحس وتلمس على تباعد ما بيننا... لأن ما فيك هو في قلبي.
وهذه عينك الظاهرة دائما بمظهر استفهام عن شيء، لأن وراءها نفسا متعنتة تأبى أن ترضى... أو حائرة لا تكفيها معرفة أو غامضة تريد ألا تفسر، أو على الحقيقة لأن وراءها نفسا فيها التعنت والحيرة والغموض، إذ عرفت أنها معشوقة...
هذه عينك من وراء البعد تلقي عليَّ نظرات استفهامها فتدع كل ما حولي من الأشياء مسائل تطلب جوابها من حضورك ومرآك لا غير، وبذلك يهفو إليك القلب بأشواق لا تزال تتوافى، فلا تبرح تتجدد، فهي لا تهدأ ولا تسكن، وكأن غيابك سلب الأشياء في نفسي حالة عقلية كانت لها، كما سلبني أنا حالة عقلية...
وآه من تباريح الحب! إنها لوحوش من الأحزان ثائرة، فكل راجفة من رواجف الصدر كأنها من حر الشوق ضربة مخلب على القلب...
الشوق... وما الشوق إلا صاعقة تنشئها كهرباء الحب في سحاب الدم يمور ويضطرب ويصدم بعضه بعضا من الغليان، فيرجف فيه حين الرعد القلبي يتردد صداه آه آه آه...
إنسانية الريشة
والآن يا حبيبتي ألقت عينك الساحرة عليّ نظرة استفهام أخرى بالصبابة ورقة الشوق، فأحسست بروحي كالغصن المخضر أثقله الزهر وقد طفقت أزهاره تتفتح وتسلم النسيم ودائع الجنة من نفحاتها وتسليماتها عليك...
وأشعر بالقلم في يدي وكأن له شأنا مع الكلمات التي أكتبها لك، فهو يخطها حرفا حرفا، ويقبلها كذلك حرفا حرفا... وكأنه الساعة ذو هيئة إنسانية (الريشة) التي فيه تمتد إلى الكلام امتداد الشفة الظمأى بالقبلات الكثيرة المخبوءة فيها!
وأشعر بالقرطاس وكأنه قد علم أن سيحمل أشواقي وأسرار قلبي فلا يعد صحيفة ورق تموج بالألفاظ بل صحيفة صدر ملأها جو من التنهد... آه آه آه...
وبنظرة استفهام أخرى من عينيك أشعر بحقيقتك النسوية من حولي حافة بي...فمرتجة في صدري، فملقية على قلبي المسكين من كل خطرة شوق لسعة ألم...
نعم إنك يا حبيبتي ترسلين الأنوار في هذا القلب، غير أنها لم تكن أنوارا إلا من أنها شعلات مضطرمة، والمحب الذي يضيئه عشقه ويظهر للجمال، وجوده الغرامي، إنما ينيره احتراقه وفناء وجوده الذاتي، كل قدر من النور بقدر مضاعف من الاحتراق...
وكذلك البطل العظيم في الحرب تنهش من لحمه السيوف ويثقب في عظامه الرصاص وما مزقه الموت بهذه ولا تلك ولكن مزقه مجده!
أما إنك يا حبيبتي لو ضربتني بسيف لقتلتني قتلة معطرة...
أما إنك لو ضربتني بسيف لما كانت قد زدت بسيفك وضربتك على أن تكوني خلقت الحسن في نظرة قاسية من نظرات عينيك...
وهكذا علمتني حقيقتك أن الحب إن هو إلا تفسير كل شيء في العالم تفسيرا من القلب...
أنت ممزوجة بآلامي، وآلامي منك هي أشواقي، وأشواقي إليك هي أفكاري، وأفكاري فيك هي معانيك في نفسي ومعانيك هي الحب...
ولكن ما هو الحب إلا أن يكون آلامي وأشواقي وأفكاري ومعانيك في نفسي؟
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي