طلاق السياسيين ... نزوات وفضائح ومعارك

طلاق فاروق وناريمان ... ثورة وفراق وانفصال / 2

تصغير
تكبير
|القاهرة - من أغاريد مصطفى|
يتساءل البعض: «لماذا يقع الطلاق رغم أن الزواج تم في أغلب الأحيان... بعد قصص حب جميلة وطويلة وأيضا يسأل الناس: لماذا حالات طلاق المشاهير، هي التي يتم إلقاء الضوء عليها بصورة أكبر.. وخاصة بين السياسيين؟».
سؤالان.. في حاجة إلى إجابة... قد نجدها ونحن نقلب في قصص غرام، وحكايات طلاق وفراق الساسة «ملوك ورؤساء وأمراء ورؤساء حكومات وأحزاب»، أو غير ذلك.
وعموما قرار الطلاق يحمل قدرا من الشجاعة في مواجهة النفس ومواجهة الواقع والحياة، فإذا انتهى الحب أو استحالت العشرة... فلماذا يستمر الناس في علاقات زائفة لإرضاء المجتمع، أو حتى لتحاشي القيل والقال.
وهناك من الأمثلة الكثير في هذا الشأن... فطلاق الأمير تشارلز والأميرة الجميلة الراحلة ديانا. أثار لدى العامة والخاصة حالة هائلة من الدهشة والانزعاج، وخاصة عند الذين تابعوا مراسم زفافهما الأسطوري، الذي قيل عنه إنه زفاف القرن العشرين فهؤلاء أنفسهم قد تملكتهم الدهشة، وضربوا كفا بكف أيضا، وهم يتابعون حفل زفاف الأمير تشارلز وعشيقته السابقة «كاميللا».
وهناك أيضا قصة طلاق الملك فاروق والملكة فريدة، التي جاءت بعد قصة حب جميلة ما أثار تساؤلات الناس وقتها حول أسباب الطلاق، فالبعض أرجع ذلك لرغبة فاروق في إنجاب طفل ذكر- ولي عهد- والبعض، أرجع ذلك لكراهية فريدة لحياة القصر وما يحدث فيه من مفاسد، وعدم قدرتها على احتمال حياة المجون والعبث التي كان يحياها الملك فاروق، بينما راح البعض يؤكد أن الخيانة الزوجية كانت سببا في الطلاق وأن الملك اكتشف علاقة غرامية بين فريدة وأحد النبلاء.
وبالرغم من أن الملوك ورجال السياسة قد يضطرون أحيانا لاحتمال حياة زوجية خربة وفاسدة. لتجنب الفضيحة والأزمات السياسية والديبلوماسية، وللحفاظ على صورتهم وسمعتهم أمام الرأي العام، ومع ذلك فبعضهم يفضل الطلاق على الاستمرار في علاقة كاذبة.
فهناك عدد كبير من رجال السياسة الذين قرروا الانفصال والطلاق بدلا من حياة غير مستقرة تتخللها العديد من المشاكل وغياب التفاهم، ومن الأمثلة الكثير فهناك طلاق أشهر سجين سياسي «نيلسون مانديلا» والرئيس المصري الراحل أنور السادات الذي انفصل عن زوجته ليتزوج من جيهان السادات.
والأمر هنا لا يقتصر على الساسة العرب وحدهم، ولكن أيضا الساسة في أوروبا وأميركا، وأماكن أخرى حجزوا أماكن مهمة في الصفوف الأولى لحفلات الطلاق، ولعل أشهر هذه الحفلات وأقربها طلاق الرئيس الفرنسى ساركوزى من زوجته سيسيلا ليتزوج من عارضة الأزياء كارلا، فى خطوة فاجأت الجميع.
وطلب زوجة رئيس الحكومة الإيطالية برلسكوني، الفراق، من كثرة غرامياته ونزواته.
طلاق السياسيين... يحمل مفارقات ومفاجآت... وفضائح وغراميات وأشياء أخرى... في السطور التالية تفاصيلها:

كانت الطفلة الجميـلة وحيـــدة والديها والذي يعني اسمها باللغة التركية «الجميلة الفاتنة خفيفة الروح» لا تدري أنها ستكون آخر ملكات مصر.
ولدت بالقاهرة في 31 أكتوبر من العام 1933، ووالدها هو حسين فهمي صادق وكيل وزارة المواصلات وهو نجل علي بك صادق من أعيان مصر في ذلك الوقت وآخر منصب تقلده قبل وفاته هو سكرتير عام وزارة المواصلات أما والدتها فهي أصيلة هانم ابنة كامل محمود من أعيان محافظة المنيا «شمال صعيد مصر».
عاشت ناريمان- بحسب ما ذكره موقع «الأسرة العلوية» على شبكة الإنترنت- طفولة سعيدة فهي ابنة وحيدة أنجبها والداها بعد عدة محاولات فاشلة للإنجاب ولم ينجب أبواها سواها وكان والدها يخاف عليها بشدة للحد الذي جعله يفضل عدم إلحاقها بمدارس اللغات البعيدة عن السكن على أن تلتحق بمدرسة مصرية عادية كانت تلاصق الفيللا التي تعيش فيها مباشرة و توقف تعليمها عند المرحلة الثانوية.
وكانت في هذه السن جميلة رقيقـة هادئـة كرس لهـا والداهـا كل جهودهما فعرف عنها الأدب الشديد وبدأ الخطاب يطرقون بابها مبكرا حتى جاءها العريس، الذي وافقت عليه هي وأسرتها وخطبت إلى الدكتور محمد زكي هاشم المحامي المعروف وتم تحديد موعد الزفاف وجاء اليوم الذي ذهبا فيه لانتقاء خاتم الزواج من أحد كبار تجار المجوهرات، إلا أن مصير هذه الفتاة تغير بشكل غريب وسريع فلم يكن في حسبانها أنها سوف تتوج ملكة لمصر، وستلتقي الملك فاروق لتتغير حياتها وتصبح ملكة مصر.
مقابلة وصدفة
قصص كثيرة و روايات نسجت عن ظروف و ملابسات ارتباط الملك فاروق ملك مصر السابق بالفتاة الأرستقراطية الجميلة ناريمان. لم تتفق الروايات جميعها على التفاصيل حيث حفلت كل قصة بسيناريو مختلف و لكن معظم بل جميع هذه الروايات اتفقت على أن اللقاء الأول بين الملك وناريمان، كان في محل أحمد باشا نجيب «الجواهرجي» في شارع الملكة فريدة، المعروف الآن باسم شارع عبد الخالق ثروت.
الغريب أن الملك فاروق حدد شروطا للملكة المقبلة والتي ستتوج ملكة لمصر فقد وضع مواصفات لزوجته المقبلة ملكة مصر خلفا للملكة فريدة والتي انفصل عنها جاءت منطبقة تماما على ناريمان، وكانت هذه الشروط هي أن تكون الزوجة وحيدة والديها، وأن يكونا قد طعنا في السن لكيلا ينجبا طفلا آخر... والشرط الثاني... ألا يجري في عروقهما أي دماء سورية أو لبنانية أو تركية أو دماء أجنبية، بحيث تكون فتاة مصرية خالصة مئة في المئة.
أما الشرط الثالث... فهو أن تكون من الطبقة المتوسطة العليا ولا تكون من طبقة الباشوات، والشرط الرابع والأخير... أن تبلغ من العمر 16 عاما وأن تكون قادرة من الناحية الجسمانية والصحية، على أن تحمل له طفلا، جميع الشروط جاءت منطبقة على ناريمان فهي وحيدة والديها ومن عائلة برجوازية دماؤها مصرية تماما مسلمة وعذراء وبالفعل حظيت الفتاة بالرضا والقبول من الملك فقد كانت في الحقيقة فتاة جميلة.
الأب... يرفض
كانت الخطوة الثانية بعد أن أبدى الملك موافقته على ناريمان، أن يقوم والدها بفسخ خطبتها وأصيب الأب بالقلق و الفزع خوفا من أن يكون طلب الملك نزوة من نزواته، ولم يجد الأب أمامه سوى أن يصارح خطيب ابنته بذلك حيث استقبل الأمر بوعي كامل وتم فسخ الخطبة ليغرق الأب في مخاوفه ما جعله يستشير صديقه دسوقي أباظة باشا، الذي أبلغه أنه متخوف وأن فاروق «مش بتاع جواز» ونصحه بأن يأخذ ابنته ويهرب بها خارج مصر.
وساءت حالة الأب وانقطع عن العمل فقد كان يشعر أن الألم سيلازم ابنته بعد ذلك، وهو يربط بين مصيرها ومصير الملكة التي سبقتها فريدة. والتي عرف أنها كانت تعاني داخل القصر وأن المعاناة أسفرت عن طلاق وفشل، وهو يفضل أن ترتبط ناريمان بالشاب زكي هاشم على الارتباط بالملك، كان والد ناريمان يتابـع مأساة الملكة فريدة وما عانته من حياة القصور والنهاية الفاشلة للزواج وحتى لا تتزوج ابنته من الملك، فكر جليا في الهرب بها وأعد خطة لذلك ولكن المخلصين حذروه فتراجع عن فكرته.
وزادت عليه الضغوط ثم توفي فجأة بالسكتة القلبية، وحضر الملك العزاء، وكان معه كبار رجال الدولة.
تجهيز الملكة
بعد زيارة الملك فاروق لمنزل ناريمان. اختفى الملك عنها وكادت ناريمان تفقد الثقة بنفسـها وبعد غياب طويل من المــلك دق جــرس الهاتـف في منزلهــا وكانت هذه هي المرة الأولى التي تحدث معها فيها تلفونيا وفي هذه المكالمة طلب منها أن تسافر في رحلة إلى أوروبا بصحبة عمها، قبل أن يخطبها رسميا.
وقال: أنا قررت كل شيء ستسافرين بصحبة عمك وتم استدعاء عمها مصطفى صادق إلى قصر عابدين، بناء على تعليمات الملك، وتم ترتيب السفر وسافرت ناريمان إلى إيطاليا لتدريبها على قواعد البروتوكول الملكي.
فقد كانت ناريمان الفتاة الشابة بالكاد قد خرجت من طور الطفولة فعمرها كان وقتها 17 عاما، تنظر إلى الحياة ببساطة الفتاة في عمرها فقرر الملك أن تسافر إلى إيطاليا باسم مستعار... على أساس أنها ابنــة عم زوجــة علي بك صادق ويــكون اسمها سعاد صادق.
وقال لها فاروق: لا تخافي يا عزيزتي أينما ذهبت فستكونين محاطة بجدار من حماية لا يمكن اختــراقه، وعاشت ناريمان في رومــا في السفارة المصرية في فيللا سافويا، وهي المنزل السابق للعائلة المالكة الإيـطاليـــة التي كانت تعيــش في هــذه الفترة في الإسكندرية وسعدت هي حيث عاشت في غرفة النوم الخاصة بملكة إيطاليا السابقة.
جاسوسة إنكليزية
وكان الإنكليز يراقبـون عن قرب ملكة مصر المقبــلة، وكانت إحدى الجاسوسات الإنكليزيات، هي امرأة تم اختيارها لتعطي ناريمان سلسلة من 20 درسا في الإنكليزية وكان انطباعها عن تلميذتــها أنها تعتبــر نفسها وطنية وقوميــة بشكل تقليــدي، وهي تصرح بكرهها للفكر الشيوعي وروسيا، وتعتقد أن الأغنياء المصريين يجب أن يتحدثوا العربية لا الخليط المعتاد من الفرنسية والعربية، وهي مدركة للفجوة الكبيرة بين الأغنياء والفقراء في مصر وهي متلهفة للسفر، لكنها لا تريــد العيش في الخارج.
وهي أيضا تعبر عن اهتمامها بالموسيقى والتاريخ وتقوم بالرسم وتحب السينما والملابس والجواهر والمشي، كما أنها تظهر اهتماما كبيرا بالعائلة المالكة البريطانية، فتبحث في المجـلات والجرائــد عن مقــالات عنهم ومن الواضح أنها مسلمة متدينة، وتأسف لأن العديد من الناس في الطبقة الراقية يهملون دينهم وهي معجبة بالملك، وتقول عنه إنه محب لشعبه يفعل الكثير من أجل بناء بلاده ببناء العديد من المدارس وبناء جامعة جديدة.
ولاحظت المدرسة الإنكليزية أن ناريمان تعتبر باريس هي عاصمتها المثالية، وليس لندن ولا روما وبعد 6 أشهر عادت ناريمان لتتزوج من فاروق، كان مخططا لها أن تمكث في إيطاليا عاما كاملا لتتدرب على قواعد البروتوكول وعلى الحياة الجديدة التي تنتظرها كملكة لمصر، لكن فاروق لسبب أو لآخر طلب اختصار المدة وعودتها بعد ستة أشهر فقط.
حركة الجيش و نهاية الزواج
وعادت الملكة وتزوجت، وأنجبت ولي العهد وسط فرحة غامرة وسعادة كبيرة، لم تستمر طويلا سعادة الملك فاروق والملكة ناريمان بمولد وليّ العهد الجديد الأمير أحمد فؤاد، حيث تصاعدت المشكلات في مصر وتأثرت الحياة السياسية ودخلت البلاد مرحلة مضطربة شهدت خلالها أحداثا جساما أبرزها حريق القاهرة ومعركة الشرطة في الإسماعيلية، لم يكن يتخيل الملك أن القدر سيكون عليه قاسيا لهذه الدرجة ولم تكن تتوقع الملكة أن بداية النهاية قد حلت .
ففي اللحظة التي تحققت فيها أمنيتهما الغالية بمولد وليّ العهد والملك المقبل، الذي سيجلس على عرش مصر ويخلد اسم فاروق واسم والده الملك فؤاد، جاءت النهاية المأسوية وفقد فاروق الأول عرش مصر وفقدت ناريمان التـاج، بل وأجبرا على مغادرة مصر تاركين خلفهما كل شيء السلطة والجاه والثروة والملك، والأهم الوطن كان عمر الملكة في هذه اللحظات المثيرة دون العشرين، ولكن الموقف الذي كانت تواجهه بكل تأكيد أضاف لعمرها سنوات كثيرة، فقد كان موقفا لم تحسب حسابه وجاء في غير وقته ولا أحد يتمناه لها سوى خصومها.
وقامت الثورة في ليلة 23 يوليو 1952، كانت الثورة الهدف الأهم لها هو طرد فاروق وإسقاط الملكية وكانت ناريمان تتابع كل ما يجري حولها وهي غير مصدقة ما يحدث في لمح البصر تغيرت الأوضاع وانقلب الجميع على زوجها الملك وأصبح عليها أن تواجه المصير الجديد فهي الآن ملكة مصر وفي نفس الوقت أم الملك الجديد وعليها أن تقف بجوار زوجها.
وتم تعيين الأمير الصغير أحمد فؤاد الثاني... ملكا على البلاد خلفا لوالده فاروق المعزول ورحل فاروق عن البلاد ومعه ناريمان ووليّ العهد وبناته من الملكة فريدة، وودع شقيقاته وتحرك يخت المحروسة إلى إيطاليا وظلوا في إيطاليا ثلاثة أيام وصــل فاروق وناريمان إلى كابري، وسجل فاروق نفسه في الفندق صاحب الفخامة الملكية الأمير فاروق فؤاد أمير مصر وكان يقضي وقته في هذه الأثناء في اصطحاب الأميرات الصغيرات للسياحة، وبعد أقل من شهرين غادر فاروق كابري إلى كارل، حيث استقر هناك في قصر يضم 30 حجرة يقع على جبال الألب خارج روما، كان فاروق حريصا على إرضاء عائلته وكان حريصا أكثر على أن تعيش حياة كريمة، ولكن لأسباب وأسباب نشبت مشكلات بينه وبين ناريمان الجميع يتوقـع أن توحـد بينهما الظروف الجديـدة وتدفعهما للتماسك في مواجهة الظرف الصعب، لكن فيما يبدو أن الخلافات كانت أكبر من ذلك.
بعد مرور 3 أشهر انفصل فاروق عن ناريمان بعد أن أصبح من الصعب استمرار الحياة بينهما، فالغربة بالتأكيد جعلت الملكة غير قادرة على تحمل المنفى وتغيرت حياتهما في لمح البصر، وضاعت معها فرحتهما بالأمير الصغير ولم تعد هناك أي بارقة أمل في الإصلاح ولا في استمرار الحياة الزوجية.
عادت ناريمان إلى مصر، ولكن فاروق رفض أن يترك لها الملك الصغير وخيّرها بين البقاء أو العودة من دون ابنهما، وعاش الأمير الصغير مع والده ولم تشاهده ناريمان، إلا بعد مرور عامين حيث سمح لها فاروق أن ترى ابنها لأول مرة في العام 1955 رحبت الثورة بذلك ومنحتها جواز سفر مصرياً، بل وسمحت لها بدخول القصور الملكية المصادرة للحصول على بعض المتعلقات الخاصة بها وأقامت ناريمان دعـوى أمام محكمة مصر الجديدة الشرعية وجاء في إعلان الدعوى القضائية التي رفعتها أن الملك لم يحسن معاشرتها وإنما قسا عليها بما لا يُستطاع معه دوام العشرة وقعت ناريمان وثيقة الطلاق وتنازلت عن نفقتها الشهرية.
حصلت الملكة ناريمان على الطلاق من الملك فاروق في فبراير عام 1954 بعد زواج ملكي دام 4 سنوات إلا 3 أشهر و في عام 1953 وتحديدا في 18 يونيو أقصى مجلس قيادة الثورة الملك الصغير أحمد فؤاد ـ رسميا ـ عن حكم مصر وكان عمره وقتها 18 شهرا، وبهذا التاريخ وضعت الثورة النهاية المؤكدة لأسرة محمد علي التي حكمت مصر 148 عاما.
ناريمان... تنفي
نفى المحامي أكرم النقيب ـ نجل ملكة مصر السابقة ناريمان ـ على لسان والدته القصص التي تحدثت عن العلاقات النسائية لملك مصر المخلوع فاروق الأول، وعن حياة الليل ومعاقرة الخمور، وقال إن والدته أخبرته «أن كل ذلك غير صحيح» وأنه كان وطنيا مخلصا مهموما طوال الوقت بمشاكل بلاده.
وأضاف النقيب ـ وهو الأخ غير الشقيق للملك أحمد فؤاد ـ «آخر ملوك مصر» والذي نصبته الثورة بعد خلع فاروق 1952، في حوار تلفزيوني مع الصحافي المصري المعروف جمال عنايت: إن والده الدكتور أدهم النقيب الذي تزوج الملكة السابقة بعد طلاقها من فاروق عام 1954 «تربع على عرش قلبها لأنه كان دون جوان ودكر»... وهو ما يعني أن هموم الملك فاروق كانت تشغله حتى عن علاقاته الخاصة بزوجته.
تمنت العيش في السعودية
وكشف النقيب لأول مرة عن مذكرات بخط والدته، تكشف فيها الكثير من الجوانب الخفية في مسيرة الملك والملكة، أهمها أنها اقترحت عليه أن يتوجه بهما اليخت «المحروسة»، أثناء خروجه منفيا، إلى «السعودية» بدلا من «إيطاليا»، وأن يعيشا فيها بقية عمرهما، لأنهما كانا يحبان السعودية لمكانتها الكبيرة في العالم الإسلامي، وكانت شخصيا تتمنى الحياة فيها، لكنها لم تذكر الأسباب التي حالت دون ذلك، ـ حسب محمد حبيب ـ معد برنامج «على الهواء»، الذي أذاعته على حلقتين قناة «الصفوة» التابعة لشبكة أوربت ليلة الاثنين 10 ديسمبر 2007 وليلة الثلاثاء 11 ديسمبر 2007.
ونفى النقيب في حواره مع عنايت أن يكون طلاق والدته من فاروق أثناء وجوده في منفاه بمدينة كارل بإيطاليا، بسبب علاقاته النسائية المتعددة وغرامياته ومعاقرته الخمور، وقال إنها أخبرته بأن ذلك غير صحيح بالمرة، حتى إنه في إيطاليا كان ينعزل كثيرا عن الناس وعنها شخصيا مفكرا في مصير وطنه، ولم يكن يكلمها كثيرا.
وقالت: كنت أقرب الناس إليه في ذلك الوقت ـ كزوجة ـ وكنت سأعرف لو كان ذلك حقيقة، خصوصا أنني ضحيت من أجله فتركت مصر وأمي وأهلي وسافرت معه إلى المنفى.
وتحدث أكرم عن علاقة والده بالملك فاروق، فقد درس الطب في إنكلترا، وكان معروفا عنه أنه «دون جوان» أي كثير العلاقات الغرامية، وكان أحمد النقيب - جد أكرم- على صداقة بفاروق ، وهو صاحب مستشفى «المواساة» في الإسكندرية الذي كان في ذلك الوقت أفضل المستشفيات في مصر، وكانت مهتمة بالرعاية الصحية للمصريين، ومن هنا خرج المثل الشعبي الدارج في مصر «يا بخت من كان النقيب خاله»، وكان فاروق يحرص عندما يذهب للإسكندرية على زيارة النقيب.
وأضاف: إنه تعرف بذلك على ابنه أدهم وربطتهما علاقة جيدة، حتى إنه بعد رجوعه من إنكلترا ومعه سيارة فارهة، طلب منه الملك أن يستقلها معه، وبعد حوالى 200 متر أصيبت بالعطب، فنزل الملك وقام بدفع السيارة من الخلف، بينما كان أدهم أمام مقود القيادة، وظل يفعل ذلك إلى أن عمل محركها.
أبي تربع على قلبها
وسأل عنايت أكرم النقيب عن الذي تربع على عرش قلب والدته الملكة ناريمان، هل هو الملك فاروق عندما كان زوجها، أم والده؟ فرد عليه «بالطبع... بالطبع أدهم النقيب... لأنها أحبته جدا فقد كان «دون جوان، ودكر».
وعلق... بأن تلك الإجابة تنفي كل ما ذكرته كتابات تلك الحقبة، وبما تناقلته الأوساط الشعبية عن شخصية الملك فاروق، كرجل مغرم بالنساء والعلاقات النسائية، فقد كان منشغلا بالبلد ومشاكلها على حساب حياته الأسرية الحميمة.
وتحدثت ناريمان في مذكراتها عن دور والدتها أصيلة في حياتها، وأنها كانت السبب في زواجها منه بالرغم من أنها كانت مخطوبة في ذلك الوقت، ولم يكن أبوها أو جدها موافقين على زواجها الملكي، كما كانت الأم وراء عودة ناريمان من إيطاليا بعد خلافات زوجية بينها وبين فاروق، استحالت معها العشرة بينهما.




الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي