د. وائل الحساوي / نسمات / عيوننا تبكي على مصيبة العيون

تصغير
تكبير
«العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول الا ما يرضي الرب»
هذه هي العبارة التي قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما مات له أعز الأبناء، إبراهيم.
ان مصائب الدنيا كثيرة وقد يشعر الانسان حين تقع المصيبة بان هنالك خللا في مسيرة الأحداث وأحوال الناس لكنه سريعا ما يسترجع ويدرك بان كل ذلك من تقدير الرب سبحانه وتعالى الذي لا يقدر شيئا الا لحكمة بالغة، عرفناها ام لم نعرفها.

لقد شعرت بما يشبه الصدمة عندما قرأت خبر حادث الحريق الذي شب في خيمة في منطقة العيون، والتهم عشرات النساء والأطفال، أهكذا تذهب الارواح بتلك السهولة وتتحول الافراح إلى كوارث؟! ثم تصورت مناظر الامهات اللاتي ضممن اطفالهن اليهن حين حلت عليهن المصيبة، لكنهن لم يملكن لانفسهن ولا لأطفالهن حيلة، بل تفحمن معهم».
وتصورت الهلع والفزع الذي دب بين الناس اذ جاءهم الموت فجأة ورأوا ألسنة اللهب تحاصرهم من حيث لم يحتسبوا، وبدأ التدافع والصراخ، لكن القدر كان أسرع، في أيام كثيرة كنت أذهب في الصباح لتعزية عائلات فقدت ذويها، وفي المساء كنت ألبي دعوة إخوان اعزاء بحضور افراحهم، وكنت اتفكر في لغز الحياة كيف ان فيها الفرح والسرور وفيها الحزن والثبور!!
لكننا اليوم أمام حاجز قد انكسر ما بين الفرح والحزن بل وقد تحول الفرح في لحظات إلى حزن ومأتم، كل ما نستطيع قوله هو «إنا لله وإنا إليه راجعون» ودعاؤنا لقتلى الحريق ان يغفر الله لهم ويكتبهم من الشهداء حيث ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد بين بان الذي يموت بحريق هو شهيد عند الله تعالى.
هنالك ابعاد كبيرة وشجون متعددة حول الموضوع وتتطلب منا وقفات اخرى لمعالجتها، وأهمها القضية الامنية التي يبدو بأننا كشعب نجعلها في آخر أولوياتنا، كما ان حكومتنا تتساهل فيها حيث يجب الا يكون التساهل. وهنالك قضية الغيرة والحسد (التي تسببت في أول جريمة حدثت بعد نزول آدم عليه السلام إلى الارض وما حدث بين ابنائه)، فقد تحولت تلك الآفة إلى قنبلة موقوتة تسببت في أكبر فاجعة شهدتها الكويت منذ زمن طويل، وهنالك موضوع «شاهد مشافش حاجة» الذي ينطبق بجدارة على تلفزيون الكويت واذاعته في التعامل مع الكوارث الوطنية.
كل الشكر للأجهزة الامنية وللكوادر الطبية والمستشفيات التي تعاملت بسرعة وكفاءة عالية مع المصاب.
د. وائل الحساوي
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي