د. وائل الحساوي / نسمات / أبشروا... فقد جاء موسم المسلسلات!!

تصغير
تكبير
قرب افتتاح المدارس، تنشط معارض بيع الشنط والكراسات وبعد رجوع الناس من السفر تنشط اعلانات بيع السيارات لحاجة الناس إلى شراء سيارات وهكذا.
القضية الوحيدة التي احترت في تفسيرها وهي عن سبب النشاط المحموم الذي تقوم به المحطات الفضائية لانتاج وتسويق المسلسلات والبرامج الرمضانية التي لا دخل لها برمضان بل اغلبها من النوع الهابط او الذي يسعى للاثارة والسطو على اغلى ما يملكه الانسان، الا وهو وقته الثمين في تمثيليات بعيدة عن تصوير واقعنا الاجتماعي او طرح الحلول لمشاكلنا، وتجد هؤلاء المخرجين يحاولون بكل ما اوتوا من قوة إلى «تمطيط» الحلقات وتكرار الكلام التافه او الى اصطناع مواقف بعيدة عن الواقع من اجل ان تصل حلقات مسلسلهم إلى عدد ايام الشهر الفضيل.
بل قد اصبح من مستلزمات الحلقات الرمضانية ان تتخللها مشاهد ضرب النساء من دون ذنب او الخيانة العظمى - عند اصحاب المسلسل - الا وهي الزواج بالثانية او امتلاء البيت بالمجانين، وانجح المسلسلات على الاطلاق هي التي تتخيل قصة حب رومانسية في الكويت القديمة لاسيما من رجال متزوجين يحبون نساء اخريات على زوجاتهم، اما المسلسلات الفكاهية فحدّث ولا حرج، فلا قصة ولا هدف ولا سيناريو ولا فائدة تعود إلى المشاهد وانما مجرد حركات سخيفة ورقص وتبذل، ناهيك عن كم الاستهزاء بالآخرين من شعوب اخرى او شخصيات، او تعليم الناس قاموسا متكاملا من الكلام البذيء.

حتى المسلسلات التاريخية والدينية تغلب عليها المبالغة في تمجيد الابطال والمبالغة في تشويه الخصوم مع تجاوزات خطيرة في سرد الحقائق والامانة في نقلها.
المشكلة ان هذا الغثاء يزداد كل عام مع تزايد القنوات الفضائية العربية و«الدوبلجات» الاجنبية ومع تزايد ارباح المنتجين إلى درجة ان بعضهم يعمل عاما كاملا دون كلل من اجل انتاج مسلسل رمضاني يسوقه على الناس ويكسب من ورائه الكثير فاذا كان مجلس الوزراء سيجتمع غدا لفرض عقوبات على من يرفعون اسعار السلع الرمضانية، الا يجدر به ان يفرض عقوبات اشد على المتاجرين بعقولنا والسارقين لاوقاتنا الثمينة في اعظم اشهر السنة؟!
مبروك لقناة المعالي
نبارك «لقناة المعالي» الاسلامية الانتهاء من بثها التجريبي والاستعداد للانطلاق ببرامجها المتنوعة والمفيدة مع بداية شهر رمضان المبارك باذن الله تعالى، ولكي تنضم إلى ما يقارب الخمسين قناة اسلامية تنشر الخير والعلم الصحيح بين الناس.
ولعل اهم ما يميز قناة المعالي عن بقية القنوات الاسلامية هو طبيعتها الكويتية التي لا يشاركها فيها احد في الكويت او في الخارج، حيث تركز القناة على استضافة عشرات العلماء والدعاة من الكويت وتخصص برامج خاصة لنقل قصص التراث الكويتي الاصيل وتستضيف كثيرا من ابناء الرعيل الاول الذين بنوا الكويت بأيديهم، مع تركيزها على إبراز الوجه الكويتي المشرق في اعمال البر والمشاريع الخيرية وغيرها. نسأل الله تعالى لها التوفيق والسداد.
د. وائل الحساوي
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي