د. وائل الحساوي / نسمات / الإفساد تحت مسمى الجهاد

تصغير
تكبير
الخلية الكويتية التابعة لتنظيم القاعدة التي تم القبض عليها قبل يومين وكانت تنوي تفجير معسكر عريفجان الذي يضم كثيرا من العكسريين الاميركيين، إن دل ذلك على شيء فإنما يدلنا على ان تنظيم القاعدة مازال قويا ومتغلغلا في جميع بلدان العالم ويمارس اعماله الاجرامية دون توقف، كما يدلنا على ان الخطر ليس بعيدا منا، لاسيما عندما انسحبت الجيوش الاميركية من المدن العراقية ولم تعد هدفا سهلا للقاعدة، بينما مازالت الكويت تحتضن اعدادا كبيرة من هؤلاء الجنود.
لقد تبين لنا بأن هذا التنظيم لا يشترط مقاومة الجنود الغربيين فقط ولا استهداف العسكريين فقط بل ان اجندته للقتل واسعة وتشمل كل من يعتبرهم اعداء، فقد ركز جهده الاكبر على العراق وراح يفجر المدنيين دون تمييز، ولا يكاد يمر يوم الا ويفتك بالابرياء في المساجد والمدن ويزرع الفتن.
ولعل سائل يسأل: ما الاهداف التي يسعى تنظيم القاعدة لتحقيقها من وراء تلك الاعمال الوحشية داخل عالمنا الاسلامي، وهل سيقيم دولته الاسلامية المزعومة على أشلاء الكيانات القائمة، وكم سندفع من ثمن قبل ان يتحقق مقصوده؟!

لقد شاهدنا مثالا حيا في الصومال عندما وصل اتحاد المحاكم الاسلامية الى رئاسة الدولة ووعد
بتطبيق احكام الشريعة الاسلامية، فما كان من
رفقاء الامس وشركاء الشيخ احمد شريف - الرئيس الحالي - في اتحاد المحاكم الاسلامية وهم من
سموا انفسهم لاحقا بتنظيم الشباب إلا ان انقلبوا
عليه وحاربوه واتهموه بخيانة القضية والدخول
في تفاوض مع الاعداء، ثم اشعلوها حربا اهلية
جديدة اشد ضراوة من الحروب السابقة، وارتبطوا بتنظيم القاعدة واصبح «ابن لادن» هو من يوجههم ويقودهم.
إذاً، فلا تصدقوا بأن المنضوين تحت تنظيم القاعدة يمكن ان يسعوا الى بناء الاستقرار في دولهم
والتعاون مع من يسعى لتحقيق نفس اهدافهم بالطرق السلمية، بل ان ديدنهم هو القتل والتفجير وزعزعة الاستقرار.
لقد ارتبطوا مع تنظيم الطالبان في افغانستان ثم فجروه من الداخل وورطوه في جرائم تندى لها البشرية وحولوا الاستقرار الذي استطاع الطالبان تحقيقه في بلادهم الى كارثة على شعب افغانستان الذي لا ينقصه المزيد من الكوارث، ودخلوا على الحكم في الصومال ليدمروه،
ثم انتقلوا الى العراق وراحوا يفجرونه من الداخل ويزرعون الفتن التي اكثر من تضرر من ورائها هم اهل السنة الى ان تصدى لهم جماعات الصحوة ليطردوهم من ديارهم.
وقد يتساءل إنسان: وماذا عن الكيان الصهيوني في اسرائيل والذي هو العدو الواضح للمسلمين، لماذا لم يطلقوا عليه طلقة واحدة؟!
إن هذا التنظيم المجنون لهو طاعون هذا العصر،
وكل من ينضوي تحته يفقد عقله ويصبح آلة تدمير هائلة، والواجب على العلماء والدعاة ألا يغفلوا
عن تحصين الشباب المسلم لكي لا ينجرف وراء
شعاراته البراقة التي يغلفها باسم الدين الاسلامي وحب الشهادة في سبيل الله. عندما رفع الخوارج شعار (إن الحكم إلا لله) رد عليهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه بكلمة بليغة (إنها كلمة حق أريد بها باطل).
د. وائل الحساوي
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي